( بقلم : احمد مهدي الياسري )
لبغداد ثقل في التاريخ ففيها اجتمع النقيضان , يسيران بموازات بعضهما البعض , يوم يسبق هذا الطاغية الفاجر واخر ذاك ينتصر ذاك الباسل الطاهر , ولازلنا الى هذه الساعة نعيش تلك التناقضات الغريبة العجيبة ولازالت بغداد دامية كما هي سامية طيبة الاتراب..
بغداد مر عليها الطغاة وزالوا وبقيت تلك الزوراء تصارع من اجل البقاء ..بغداد التي تـَجبرَ فيها السفاح وابو جعفر المنصور وهارون وسموهم امراء التقوى والعلم .. امراء المؤمنين وما اشبه بغداد الامس ببغداد الامس القريب الصدامي القاني ببغداد اليوم الحاضر الدامي الذي نحياه بغداد الدليمي والضاري واشباه الرجال ..بغداد التي اعنيها بغدادان احداهما بغداد من ذكرت والاخرى تلك الزينبية الكريمة والاخت التي يتشرف بها الرجال ان تكون اختا له , تلك البطلة المسبية الصابرة المحتسبة والتي ستقرؤون قصتها هنا في هذه الدامية من سطور الحقيقة المرة , تلك الحقيقة التي قلبها الضواري والقوارض واحالوها ظليمة ابي جعفر المنصور وظليمة صدام وقلبوها كما قلب اجدادهم حقيقة محمد وحبيب محمد صلوات الله عليهم وعلى آلهم اجمعين وحتى انهم قلبوا حقيقة زينب وقالو عن رحلها المسبي مع الرؤوس المطهرة الشامخة انهم خوارج العصر والمارقين وتلك لعمري امة تورث الحقد لبعضها البعض لايزال التاريخ يرينا حسيننا ويزيدهم كما قال سيد الشهادة مثلي لايبايع مثلك اي بمعنى انني لست وحدي فهناك ملايين الحسين الذين سيواجهون ملايين اليزيديديين القتلة ولكن النصر دوما وابدا هو نصر حسيني ابدي سرمدي خالد ما نبض عرق تجري فيه دماء ..
بغداد اختنا التي ستطلعون على حكايتها هنا هي غيض من فيض التاريخ الدامي لبغداد التراب الدامي , بغداد امراء السيف وامراء العز بغداد النقيضان بغداد الامامة وتحكمها اللمامة , بغداد العمامة الخضراء تقطع الراس تحتها سيوف بخضاب الدم حمراء يستلها على الاخيار ابناء اللقطاء , الم اقل لكم ان بغداد التي احتوت ابو جعفر الذي ابتدع قتل العلويين من خلال بناء الأسطوانات عليهم وهم أحياء، إضافة إلى سجنه لأبناء الحسن تحت الأرض لا يعرفون الليل من النهار وهم في قيودهم وأصفادهم وكانوا يموتون مرضاً وجوعاً وعطشاً والذي هجر ابناء العترة ومحبيهم وجعلهم طرائق قددا يلوذون بالكهوف والمغارات والصحاري هربا من بطش المنصوريون والصداميون واليوم الدليميون المرتعشون وعذرا من شرفاء الدليم ففيهم من لازال ابن ابيه والذي اعنيه من قتل الحب في بغداد والذي فعل في بغداد ماستروه هنا ولا اعتقد ان الصخور قربكم لن تبكي وتصرخ الظليمة الظليمة فهي ذاتها بغداد ابنة الزينبيات الصابرات المنتظرات لصبح الفرج وقسما نعتقد انه لقريب ..
http://www.burathanews.com/index.php?show=news&action=article&id=14830
لبغداد اقول انك باقية في مكانك الراسخ وهنيئا لك تلك الدوحة التي سبيت اليها وياله من سبي لذيذ ليتنا كنا معك اخيتاه فنفوز معك فوزا عظيما .. اختي بغداد ان كنت قد سلبت الدار والذكريات والتراب والمال واحتضنك سيد الشهداء ابا الاحرار بحياضه الجنان فانه فوز عظيم لم تنله جدتك الحرة زينب سلام الله عليها فانت اليوم محظوظة لانك لذت من الاوباش بحماه اما تلك الظليمة الظليمة فقد سلبوها الحبيب حسينها وابعدوها عنه بعد السماء عن الارض لكلا تتصل به وتعانق اريج عطره المحمدي فياسعدك وياحضك الاجمل ..
اخيتي ان الدنيا دار ذل وهوان وان قصور اجدادنا الاطياب كانت طينة وتراب وخيام وتمرة وماء وملح وعذاب كما انت الان وامنا الزهراء ترين كيف هو بيتها مع هذ الثقل الانساني العظيم ولكنهم كانوا اسعد الوجود في الارض ومرد السعادة انهم كانوا يستلذون بالعذاب لانه في عين الله وفي سبيل الله وقلتيها انت ان زينبنا الخالدة رغم ان الرأس العظيم كان مضرجا لحيته بدمه يحرك شفاهه الطاغية بسوطه ويسألها هل رايت فعل الله باخيك ؟؟ فترد عليه مارايت الا جميلا كما راى ابيها ضربة ابن ملجم فوزا عظيما وكما لم يبالي ال بيتها بالموت ان هو وقع عليهم او وقعوا هم عليه ولك كما تعلمنا منك انهم اليوم قدوتك وانت الفائزة والخاسؤون بني امية قاطبة ونسلهم هؤلاء الاوباش الذين اتمنى عليك ان تتركيهم لنا نحن اخوتك نذيقهم مر العذاب لانترك لهم واردة ذل الا ونعريها وشاردة خزي الا وفي وجوههم نرميها وامام التاريخ نسردها ونعلي مخازيها حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين , اما دورك ايتها الزينبية العزيزة بعز ال بيت النبوة قدوتك وما احلاها من قدوة فهو الفرح والسرور رغم مايجري من ضيق المكان والحال واتمنى منك ايتها الشرف الذي يتمناه اختا له كل حر ابي ان لاتركعي الا لله وان كنت تشعرين اننا اهلك كما نشعر فاكتبي لنا ماتحتاجيه واهليك وستجدين الكثير من ابناء الحسين لك اخوة ويعلم الله انني اقلهم وهم الاعزة الكرام المجربون ..لبغداد اقول صبرا بغداد ان صبحك قريب وليل الطغاة طويل فلك منا كل الحنين والفخر والدمع العزيز.احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha