المقالات

عيد الحب عيدنا أم عيدهم

1703 10:53:00 2012-02-15

محمد مكي آل عيسى

إن المتتبع للفكر الإسلامي لا يشك بأهمية الحب كمفهوم ورد ذكره في كتاب الله ( يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )كما ذكرته سنة النبي الكريم (ص وآله) ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وبموارد عديدة وذكرته الكتب الأخلاقية وإعتبرته أكثر نجاعا في تقويم الحياة الإجتماعية الإنسانية وإعتبره الفلاسفة أساسا في خلق الخلق فقالوا أن الله خلق الخلق لحبه للكمال المطلق الذي هو عين ذاته وغيرها من التأكيدات الكثيرة على الحب وأهميته الفاعلة في الحياة .وهنا يبدر السؤال التالي: إذاً لِمَ لـَمْ يكن هناك عيدٌ خاصٌ للحب في الإسلام ؟؟!!وبقليل من التأمل نجد أن في الإسلام عيدا للحب هو أرقى وأكمل مما نتصور لكنه لم يعرف بهذا الإسم( عيد الحب) لكنه عيد حقيقي للحب !!ولننظر ونتساءل ماهي طقوس وشعائر عيد الحب المسمى بـ ( الفالانتاين ) ؟؟!!فوضى , صخب , بذخ , عشوائية , إنحلال ...و...و....و..........فترى المتحمسين لهذا العيد يلبسون اللون الأحمر ويشغلون الموسيقى الصاخبة ويتبادلون الرسائل الوديّة التي لا ضريبة على ما فيها من الأقوال والوعود ويشتري الذكور منهم كميات كبيرة من الهدايا التي غالبا ما تكون حمراء ويتم توزيعها بعشوائية على من تعجبه من الفتيات السائرات في الشارع وقد يتنهي الموضوع لهذا الحد أو يتطور إلى علاقة صداقة غير مشروعة نادرا ما تنتهي بزواج دائم مقدس .ولا أنكر أن هناك من الشباب الطيبين الذين تتحرك لديهم المشاعر الصادقة والنبيلة والعواطف الإنسانية السامية والرائعة فيندفعون للإحتفاء بهذا العيد مغترين بما يرونه من مظاهر المحتفلين !!لكننا لو أتينا إلى عيد الحب في الإسلام لرأينا أن هذا العيد المقدس الذي نحتفل به كل عام هو عيد ملتزم تجري فيه الإحتفالات الهادفة الموجهة في البيوت والمساجد والأماكن العامة .بل أن فيه وعودا صادقة وعهودا بالإخلاص والإلتزام يقطعها المحب على نفسه تجاه من يحب ويلتزم بها ليس في حياته فحسب بل يتجاوزها إلى ما بعد الموت !!نعم فالمحب يقطع على نفسه عهدا بأن يدعو لحبيبه في مواطن الدعاء ويزور أولياء الله نيابة عنه في الدنيا ويشفع له في الآخرة ويتعهد أن لا يدخل الجنّة إلا وحبيبه معه .فيقول الحبيب لحبيبه " واخيك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكة وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وأنت معي "فيقول أخوه المؤمن " قبلت " ثم يقول " أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة والدعاء والزيارة ". ويكون القبول من الطرفينفهل هناك أرقى من هذا الحب ؟ وهل هناك أقدس من هذا العيد ؟ وهل هناك عيد فيه فائدة ومصلحة وخير وفضل كهذا العيد ؟؟إنه يوم المؤاخاة يوم المصافاة يوم تطهير القلوب من الحقد والغل إنه يوم عظيم نحن عنه غافلون يمر علينا في الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام من كل عام هجري والذي نحتفل فيه بإكمال الدين وإتمام النعمة فهنيئا لمن حب في الله وأبغض في الله وإحتفل بعيد الحب الذي شرعه الله لنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد عماد الزيوري الصفار
2013-02-26
عاشت ايدك سيدنا ننتظر منك كل الابداع و نبقى دوم طلاب لعلوم اهل البيت ع ونستقيها عن طريقكم لتنير بها دربنا و دمتم لله و الوطن و لجميع الاحبه ,بارك الله بيكم...
مصطفى ناصر محمد
2013-02-14
شكرا جزيلا على الكلمات الجميلة الرائعة \ فعلا انت مفخرة للمعهد يا سيدنا الجليل سيد محمد الموسوي \ وانا اتشرف ان اكون تحت لوائكم واتعلم منكم جزاك الله افضل الجزاء
محمد الموسوي
2013-02-13
سلمت اناملكم استاذنا الكريم على هذا الفكرة القيمة , فللاسف الشديد شبابنا اليوم بعيدون كل البعد على ان يحيوا مثل هكذا مناسبة بالطرق الصحيحة والحضارية , كم اثرت في نفسي كلماتكم هذه : " المحب يقطع على نفسه عهدا بأن يدعو لحبيبه في مواطن الدعاء ويزور أولياء الله نيابة عنه في الدنيا ويشفع له في الآخرة ويتعهد أن لا يدخل الجنّة إلا وحبيبه معه " .. نسأل الله تعالى ان لايفرق بيننا وبين من نحبهم طرفة عين ابدا وأن يرزقنا رؤية تلك الطلعة البهية لحبينا المنتظر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء
مراقب
2012-02-15
احسنتم كثيرا بارك الله فيكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك