علبة زجاجية في مطبخ المنزل مُلئت بحبيبات سوداء ترمقها عيناي كل يوم فأسلم على رسول الله (ص) واهم بفتحها وتناول بعض الحبات تطبيقا لوصيته (ص) في امر تلك الحبات حيث انها دواء لكل داء الا السم غير انني في كل مرة يأخذني امر اخر بعيد عنها على امل العودة اليها ولا اعود!
استمر الامر اشهر على هذا الحال والعلبة مغلقة وامام ناظري حتى ايام قلائل وهي ايام النور ايام ولادة سيد البشرية وخاتم النبييين محمد صلى الله عليه واله وبينما قلبي يستعد لخلع وشاحه الاسود السرمدي بشكل مؤقت لاستقبال المناسبة لفتت العلبة انتباهي وانا في مملكتي الصغيرة .
تأملتها لدقائق ومضغت بعضها وحينها شعرت بكم تقصيري مع رسول الله (ص) فامور الدنيا شغلتني عن تلبية ارشاده على الرغم من ان الامر يسير فمضغ حبات تنجيني من الامراض الخبيثة بات امرا صعبا علي !! وتوجهت في حوار مع رسول الله للحظات .
امرتني ياحبيب الله بان لا اكذب ولكني لا استطيع الهروب من دائرة الكذب الابيض دفعا لبعض الصغائر .
امرتني بان لا استغيب ومستقتلة في مسعاي غير انني لم استمتع بيوم مر علي بدون هذه الكبيرة اما بالفعل او بالسماع .
امرتني بأن اصل من قطعني واعطي من حرمني واعفو عمن ظلمني واجد الثالثة مستحيلة على ارض التطبيق فظالمي يرسم خيالي له كوارث اتمنى ان يصاب بها ! ولم افلح للان بان اتسامح مع من يظلم حقي الا ما ندر.
اغلقت العلبة وكأن الحبيبات قد تسببت بسيل من الافكار المتعاقبة فجلست متسائلة بما فعلت على مدى سنة يفرح قلب الرسول الاعظم (ص) والذي اعلن لامته بانه الاكثر ايذاءا من الناس بين الانبياء ! فكيف يكون الاكثر ايذاءا ؟ هذه العبارة تصدق ولابد من كونها صادقة ان دخلنا نحن في دائرة الايذاء ! عندما وصلت هذه النتيجة فزعت نعم انها حقيقة فرسول الله حي بدليل سلامنا عليه خمس مرات في اليوم اثناء الصلاة وبهذا يستطيع الناس الاستمرار في ايذائه معاذ الله وبهذا يكون الاكثر ايذاءا .
حاول عقلي استدارك ذهولي علني استقر وابتعد عن فكرة كوني من المؤذيين فأخبرني عقلي بان الكذب والغيبة هي امور صعب الاقلاع عنها الا ضمن جدولة وانت تسيرين ضمن الخطة !! فزاد الطين بلة بقوله هذا فلقد قادني الى تساؤل فهل انا فعلا ضابطة للصغائر والامور اليسيرة ؟ فجائت الصاعقة باني لست كذلك .
الحبة السوداء اشارة وعدم تذكر الاذكار بشكل دوري اشارة اخرى بل العجلة في تناول الطعام الحار اشارة الشرود في الصلاة طامة كثرة الحلفان وعدم العلم بحال الجار وعدم التواصل والكثير الكثير .
وربما يؤخذ علي ذكري لصغائر ربما تكون تافهة اذا ما قورنت بافعال مشينة تصدر منا وما كان ذكري لها الا عن قصد فلقد بينت التجارب لمن وفق في جهاد نفسه ان البدء بتلك الامور البسيطة لها اثر كبير
ان البدء من اعلى الهرم يجعلك تمر مرور الكرام على صغائر الامور وبالتالي تترك فجوات في بنائك وتلك الفجوات يستغلها الشيطان بعد شوط كبير من اكتمال البناء ولينسفه نفسا والمصيبة اننا عندما نلمس مظلمة تصدر من مؤمن كأن يسلب حقا لاحد او يستحوذ على امانة فاننا نصعق وبعضنا يكره الاسلام او ربما يترك عبادته كردة فعل في حين ان الامر واضح ولايجب ان ناخذه على مأخذ النفاق والضحك على الذقون دائما فربما هو شخص مؤتمن لعمر طويل غير ان فيه خصلة لم يعالجها هي من تطيح بكيانه كله وبذلك يؤذي رسول الله ص .
الحقيقة المخيفة اننا نعصي حبيب الله في الكثير من الامور حتى وان كانت صغيرة فلو كانت غير مهمة لما ذكرها صلى الله عليه واله وها نحن نبتلى ونتسائل ؟! لماذا ياربي ما فعلنا !!
هربت من سحابة الافكار كلها الى حيث عزمي في التطبيق خاصة ونحن نحفظ اقوال الرسول وتلك مرحلة وما علينا الان الا التطبيق وان كان ليس بالامر السهل الا ببركة التوكل وحينها اخذت قلمي وسحبت دفترا على امل ان اكتب اقوال لرسول الله استحضرها واسال الله ان ينجيكم مما اكتشفت في نفسي لم استطع ان اكتب سوى ثلاث او اربع احاديث بشكل دقيق وبدون خطأ والباقي استذكر المعنى ذهلت من نفسي التي كثيرا ما استكثرت على من يحفظ اربعين حديثا ان يحشر فقيها وهو قول لرسول الله كانت نفسي توسوس بانه عمل سهل !! .
اتمنى ان تحاولوا استذكار لاحاديث رسول الله (ص) فان لم تبتلوا بما ابتليت فيه فهنيئا لكم وأساله ان يوفقكم ويسددنا كتسديدكم واما ان كنتم من امثالي ممن تصورا بانهم عشاق بدرجة ووجدوا انفسهم بدرجة اقل بكثير مما اعتقد فارجو ان يشاركني في ما انوي عمله .
حبيب الله له بضعة اقترن غضبه ورضاه بغضبها ورضاها وهي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ويوم مولدها يبعد عنا زهاء الثلاثة اشهر وقد عزمت والتوكل على الله بان احفظ الاربعين حديثا حتى ذلك الموعد علني احضى برضا البضعة وصولا لرضا الحبيب وحبيب الحبيب فياليت ان يكون عملنا جماعي اتمنى ان اجد من يشاركني لا لوحشة بل لاني على يقين انني على موعد مع شهد وسعادة اود اقتسامها مع المؤمنين اريد ان ادق باب الزهراء حبا لا ايذائا كما فعل من لا اتمنى ان اجمع معهم في مكان واحد فهل من طارق معي لباب الزهراء حاملين معنا زهورا زرعها والدها ومخبرين بحبنا لهم فالحب لابد ان ينمو الى الحد الذي نفيدهم بارواحنا عملا لا قولا ونسال الله التسديد .
الكلام بيننا ياقرائنا الكرام فعدد القراءات لكل ما يكون عنوانه دينيا نخجل من ذكره وحتى من يمر لا يكتب شيئا او تعليقا في حب ال محمد نرجو ان تفعّلوا الحوار فان كان هناك مشكلة في الطرح فلنخبر بها الكاتب عله يغير الطريقة لا تنسحبوا عن التعليقات فربما كانت هذه احد الصغائر التي تؤذي الرسول فرب توجيه او ملاحظة يغير مسار الامور وخاصة ونحن في موقع ينبض بالولاء ل ال محمد .
واخيرا وليس اخرا اسعد الله ايامكم بكل خير وعافية ونسالكم الدعاء بحاجة لدعاء المؤمنين بحاجة لبعضنا البعض واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على اله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha