قلم : سامي جواد كاظم
البو عزيزي التونسي هو صاحب شرارة الثورات العربية وكان هروب رئيس تونس الى الملاذ الامن للارهابيين ايذانا ببدء الثورة في مصر والعالم كله بدأ يراقب تطور الاحداث وقناة الجزيرة جندت كل ما لديها من اجل المساهمة في اسقاط الرئيس المصري ، حيث مارست مهنة الاعلام بشكل جنوني عدائي للرئيس المصري نتيجة النوازع التي يحملها اغلب منظري القناة من الاخوان المسلمين المصريين الذين يحملون حقدا دفينا على الرئيس المصري ، في مثل هذا اليوم 11|2 اعلن عمر سليمان تنحي مبارك عن الرئاسة وعمت الفرحة ميدان التحرير والاوساط المصرية المؤيدة للثورة وتناقلت التهنئة والتبريكات بين اعضاء قناة الجزيرة العوراء ، ولكن حسني مبارك لم يترك منصبه بالسهولة التي يعتقدها البعض اضافة الى الاجندة التي دخلت وتغلغلت بين ثوار ميدان التحرير ، فما ان نصب المشير طنطاوي بدله هذا يعني سوف لا ترى مصر رئيس جمهورية مدني الا بعد دفع الضريبة التي لم تدفع على يد بلطجية حسني مبارك اثناء قيامهم بالثورة ، ويوميا وبمختلف الذرائع يسقط ضحايا من الشعب المصري ، هذا المسلسل سيستمر ليؤخر تنصيب او انتخاب رئيس جمهورية مدني هذا ناهيكم عن نفس المهزلة التي مر بها العراق الا وهي نظام الكتل الانتخابية لانه حالما اعلن عن موعد لاجراء الانتخابات البرلمانية في مصر حتى بدات تنقسم الكتل على نفسها وتتشتت الارادة الواحدة التي ارغمت مبارك على التنحي ، هل جاء هذا بشكل عفوي ؟ لا اعتقد ذلك بل ان سببين مرد هذا التفتت الاول الاجندة الخفية والثاني قلة الوعي لمصير مصر مستقبلا وقد ذكرت في مقال سابق لي بان مصر سوف لا تستطيع ان تنتخب رئيس جمهورية خلال خمس سنوات وحتى لو انتخبت فانه سيستقيل بعد اشهر من تنصيبه وتعود الفوضى كما كانت في ميدان التحرير قبل التنحي .انقضت سنة على مصر وهي بلا رئيس جمهورية والعسكر هم الحاكمون وفي نفس الوقت شتات الثورات التي اندلعت بين الفينة والاخرى كانت فوضوية دموية اكثر مما هي حضارية ، عندما سقط طاغية العراق في شهر واحد خرجت 40 مظاهرة في بغداد تطالب بمطاليبها ولم يحدث لها ما حدث للمصرين خلال تظاهرهم .انا لا استبعد وطالما ان مصر ام الفن ان لقطة ظهور حسني مبارك على السرير في قفص الاتهام كان سيناريو اتفق عليه مع حسني مقابل مبلغ من المال لانه اصبح الشغل الشاغل لوسائل الاعلام في كل العالم ومن المؤكد ان الوسيلة الاعلامية التي عرضت هذه اللقطة كان لها السبق الصحفي والحصول على كثير من الامتيازات المادية والمهنية وبدا هذا يشمت والاخر يتاسف والثالث ينتقد وانصاره عقدوا العزم على عدم مرور هذا المشهد من غير حساب .الجدار السياسي والاجتماعي في مصر الان بمنتهى الهشاشة بحيث ان اي اشاعة او كذبة او حركة تمويهية تؤدي غرضها في الشارع المصري لهذا تكون التصريحات السياسية مدروسة ودقيقة من قبل المشير واتباعه حتى تفي بالغرض .الحادي عشر من شباط للعام الماضي عندما اعلن الرئيس المصري تنحيه كانت بمثابة الشرارة للثورة الليبية التي استعرت مع اعلان التنحي ، والابطال في ليبيا عرفوا كيف القضاء على طاغيتهم، تبعه الوضع المتضعضع في اليمن وهروب طاغوتهم ، والان نحن ننتظر البشارة من البحرين التي مازال شعبها يناضل ضد طاغوته .
https://telegram.me/buratha