خضير العواد
أن العملية السياسية في العراق منذ إسقاط الصنم الى هذه الأيام لم تستقر أو تصل الى المستوى المطلوب الذي يتمناه كل مواطن يحب وطنه وشعبه ويريد لهم كل الخير ,فأعداء هذه العملية كثر إن كان في الخارج أو الداخل وكلً يبكي على مصالحه ( كلٌ يبكي على ليلاه) فجميع دول الجوار لها مصالح في العراق تريد الحفاظ عليها وكلٌ يعمل من أجل هذه المصالح وهذه القاعدة تعمم على جميع العلاقات الدولية لأن القاعدة تقول لا يوجد في السياسة صديق أو عدو دائم بل توجد مصالح دائمة , ولكن الخطير في الأمر عندما يراد من المصالح أن تكون كمبرر للقتل أوالتدمير وهذا لايمكن له أن يكون جزء من السياسة بل هو عمل عدواني لا يحب الخير والسلام ولايمكن التعامل معه في أي حال من الأحوال , وهذا هو الذي يجري في العراق بعض دول دول الجوار تريد للعراق الشر لكي ترجع مصالحها التي فقدت حسب إعتقادها , فلم تترك أي عمل إجرامي إلا وعملته وأبتعدت كثيراً عن السياسة وطرقها تارةً هذه الأعمال تقوم بها مباشرةً من خلال إرسال عديمي العقول وتدعمهم مادياً ومعنوياً وتغسل عقولهم إن كان لهم عقول بكلمات يدّعون إنها من الدين والدين منهم براء لكي يفجرّوا أبدانهم العفنة بخلق إلله الذي كرمه على جميع الكائنات (وكرمنا بني آدم ) , وهذه الوسيلة أعطت ثمارها بالنسبة لهذه الدول لأنها بالفعل عرقلت العملية السياسية وقتلت الكثير من العراقيين ودمرت ما تبقى من مباني وأعطت صورة للعالم عن العراق بأنه بلد غير أمين , ولكن هذه الطريقة دائماً عملياتها تكن عشوائية ولا تمتاز بالنوعية بسبب الإحتياطات التي إتخذتها الحكومة العراقية , لهذا السبب فقد حاولت هذه الحكومات أن تعمل لها حواضن داخل العملية السياسية وتقوم بتنفيذ أوامرها التي لا تقدر عليها المجاميع الإنتحارية , وقد أكد أغلب السياسين على مختلف توجهاتهم ومراكزهم على أن العمليات التي تنفذ ضد المسوؤلين العراقيين بالكواتم أو العبوات اللاصقة والكثير من السيارات المفخخة هي من قبل جهات أو شخصيات مشتركة في العملية السياسية , وقد ظهرت هذه الحقيقة بعد أن كانت مجرد تحليلات وتصورات عندما تم إلقاء القبض على حماية الهاشمي وأعترفوا بأعمالهم الإجرامية بحق العراقيين كافة وبعدها صدر آمر إلقاء القبض على الهاشمي نفسه ولكنه هرب الى السليمانية ,عندها أختلفت ردود الفعل من قبل الكتل والشخصيات السياسية كل حسب مصلحته وماذا سيحصل من هذه القضية , وقد تناسوا جميعهم الدم العراقي وقامت كل مجموعة تبتز الحكومة لكي تؤيد أو لا تؤيد عملية إلقاء القبض على الهاشمي وتختلق أعذار واهية وغير حقيقة من أجل تغليف إبتزازها بشئ مقبول وجميل , فألقائمة العراقية طعنت بالقضاء لأنه أصدر آمر ألقاء القبض على أحد قياداتها على إنه مسيّس والأكراد شككوا بأستقلالية القضاء في بغداد من آجل إضعاف بغداد أكثر وأكثر بالإضافة الى إستضافة الطلباني للهاشمي وهذه الإستضافة لايمكن كسرها أو عدم إحترامها , أما بقيت السياسين فمواقفهم لم تكن بالمستوى المطلوب في مثل هذه القضية , فقد أظهرت قضية الهاشمي حقيقة دوافع وتحرك الكتل السياسية فمن ردود الفعل هذه أو المواقف التي أتخذتها الكتل الساسية نلاحظ الجميع يشترك في عدم إحترام الدم والإنسان العراقي , وأغلب المواقف لم يكن دافعها المصلحة العامة بل المصلحة الحزبية أو الفئوية أو الشخصية وأغلبهم ترك المصلحة العليا للبلاد التي تتطلب أحترام القانون وعدم الطعن بالقضاء لأن نتائجه وخيمة على الجميع بالإضافة الى أحترام الدم العراقي لأن من أولويات أي نظام هو توفير الأمان لشعبه فما حال من كان أعضاء النظام الذي يقوده يعمل على قتله بأبشع الطرق فأي حياة بعدها ستكون في ذلك البلد كأن حال الشعب يقول (الى الماء يسعى من يغص بلقمةٍ الى أين يسى من يغص بماءِ) , فحقيقةٌ قضية الهاشمي قد فضحت كل من يريد بالعراق والعراقيين السوء من خلال المواقف التي تبنتها كل كتلة أو حزب أو تنظيم أو شخصية .
https://telegram.me/buratha