( بقلم : المهندسة بغداد )
من نائبات الدهر ان يوجه طاغية كيزيد كلمات الى بنت امير المؤمنين علي ابن ابي طالب سائلا باستهزاء ما رايت صنع الله بكم؟!! فاجابت ما رايت الا جميلا !!!وكيف يكون جواب بنت داحي الباب وكافلة يتامى بيت اهل النبوة ومعدن الرسالة ايكون باقل من ذلك ؟! فهذه هي عقيلة بني هاشم بابائها وشموخها وكبريائها رغم ما مر عليها من مصائب صبت عليها كما لم تصب على امراءة في العالم على مر العصور.
وفي هذه الايام ايام محرم الحزينة بمحتواها الذي يحمل في طياته ماسي مرت على خير البشر ابناء رسول الله الذي لم يطلب من امته الا المودة في القربى فاجابت الامة بسيوف تقطر دمهم الطاهر فلتحضر هذه الامة السيئة العاقبة جوابا لرسول الله يوم القيامة.
كان لهذا الشهر ميزة عن باقي اشهر محرم السابقة على اقل تقدير بالنسبة لي فهذا اول محرم يمر علي في حياتي وصدام تحت الثرى يواجه اعماله السوداء ويحصد ما فعل بابناء هذا الوطن فعندما كان يمر علينا هذا الشهر في عهده البائد كان الالم مضاعف ونحن نقوم بمراسيم العزاء على خوف واستحياء وتقصير نتيجة الظلم المطبق علينا ونحمد الله ان انطوت هذه الصفحة وان فتحت صفحة ثانية صفحة الارهاب وقتل معتنقي المذهب الجعفري الشريف الا ان الايجابية في هذه الصفحة ان الحرب اصبحت علنية وادرك العالم ان هناك حربا ضد معتنقي هذا المذهب الشريف وخاصة اهل العراق تحديدا .
والميزة الثانية انني كالالاف من سكنة العاصمة الذين غادروها البعض منهم طوعا كرهيا والاخرين كرها جبريا نتيجة لاعمال عبيد الله ابن زياد المتعدد الوجوه والاشكال الجالس في برلماننا ليقود اعماله الارهابية المبطنة ضد شيعة امير المؤمنين واليوم لست بصدد كشف ما يعرفه جميع العراقيين الذين يعرفون اعمالهم ممن يعترفون بها وممن يتغاضون عنها.
اليوم اريد ان اتشكرهم !! فلقد اجبرتني اعمالكم قبل اشهر على مغادرة عاصمتي بكرامتي قبل ان تصلوا الي وتجبروني على مغادرة منزلي كما فعلتم بالعديد من اقاربنا واصدقائنا بمناطق كثيرة كحي العدل واليرموك والسيدية ومناطق كثيرة اخرى بمعرفة القاصي والدان!!! كنت اسال نفسي لماذا انتظر ولو كان الانتظار هو الخيار الصحيح فلماذا غادر الامام الحسين ع مدينته عندما احس ان الخطر قد دنا منه كنت لاشهر وانا اراقب اعمالكم في شوراع العاصمة واسمع وارى مالم اتمنى ان اسمعه واراه والحالة في ازدراء يوما بعد اخر!! ويستمر السؤال هل يريد الحسين منا انتظار الاجل على ايد شر الناس وبهذه السهولة ؟!!
واخيرا قررت وغادرت وتركت كل شيء عملي واهلي واصدقائي ودجلة قررت ذلك عندما اصبحت زيارة الامام الكاظم صعبة علي المني هذا الاحساس جدا حتى اختنقت بحسرة الاشتياق لاهل بيت النبوة لهذا غادرت الى حيث يسكنون منسحبة لانتصر!! انسحبت عندما ادركت حقيقة ان قلبي ليس ملكي انه ملك لاهل بيت محمدولكونه امانة تركت كل شيء لاحفظها لانها هدف لمن لا ضمير له غادرت وقلبي حزين وانا اودع منزلي الذي لااعلم متى يدخلون اليه ليحتلوه بذكرياته واغراضه واتخيل كيف سيدخلون الى غرفتي ويستعملون كمبيوتري ومكتبتي المتواضعة التي اشتاق اليها وكثير ما احن اليها وتخنقي العبرة على ذكريات تركتها هناك مجبرة الا ان قدم شهر محرم لاكتشف امرا احسست به الا انني لم ادرك حجمه داخلي عرفت اني احببت داري الا انني احب الحسين اكثر عرفت اني اشتاق الى اهلي واصدقائي وزملائي الا انني اشتاق الى الحسين اكثر .ادركتها انها الحقيقة التي طبعت في قلوب شيعة امير المؤمنين وسر ايمانهم العميق الذي احتار فيه اعدائهم الا وهو الولاء العلوي والحب الازلي الذي سمعناه منذ كنا خلف جدار رحم امهاتنا وهن يذرفن الدموع على مصاب ابا عبد الله الحسين وخرجنا الى الدنيا لنرضع من صدورهن محبة لاهل بيت النبي ص وكبرنا وتعلمنا كيف نحبهم بصمت خوفة من اقلام البعثيين الى ان وصلنا الى هذه اللحظة العظيمة ان نقول يا حسين باعلى اصواتنا دون خوف لقد قتلنا فينا الخوف لاننا ادركنا انه لا ينفع ولا يضر فدم الشيعي مستباح على اي حال الا اننا مسؤولون بذات الوقت ان نحافظ على ارواحنا لخدمة هذا المذهب جهادا حقيقيا نابعا عن ايمان الى ان تصل اللحظة التي لا نجد فيها الا دمائنا وارواحنا لنقدمها قرابين لهذا المذهب فارواحنا ما قيمتها وروح الحسين قد فاضت خدمة للدين الا انني اريد ان اجعلها الخطوة الاخيرة وادعو الشباب لذلك ليس لكون الموت صعب او لان ارواحنا قيمتها كبيرة بل لان مذهبنا بحاجة لنا بحاجة الى اعمال كثيرة نقوم بها لهذا وجب علينا صون انفسنا وعدم تركها فريسة لمن يحاول قنصها.
وها انا ذا حيث الملاذ الامن بجوار اهل بيت النبوة نعزي الموالين ويعزونني بمصاب ابا عبد الله الحسين نشاطر اخوتنا ونساندهم في خدمة الحسين ع ها انا ذا ارى اخوة لي يسيرون في مواكب حسينية في هذا الخشوع منقطع النظير وعيوني تترقبهم من بعيد وقلبي يدق سريعا خوفا عليهم رغم كونهم في تشابيه وليس حقيقة ولعمري كم ان قلبي يعتصر من الالم على حال سيدتي ومولاتي زينب ع وهي تراقب اخوتها تلك الشموس الساطعة التي مزقتها سيوف الجهل والعنجهية في ارض كربلاء اعان الله قلبها تلك اللحظات .
والان الى من ظن انه ان سلب بيوت الموالين واخرجهم من ديارهم واستباحها انه انتصر اقول له هيهات منا الذلة يامن تقودك سوء العاقبة الى محاربة قلوب مفعمة بحب الله ورسوله وال رسوله اتدرك من تحارب؟!! اتحارب قلوب تعشق العباس ع !! اتعرف من هو العباس ع ؟ اتعرف من هو الحسين ع؟ اتدرك اي انصار يمتلك الحسين واي محبين !!! ان مثلك لا يمتلك ضميرا يسمع ولا قلبا يخشع فخذ منازلنا لن ترى في عيوني دموعا الا دموعا سالت على مصاب الحسين ليس لمنازلنا ولحياتنا قيمة تذكر ففرحتنا بالقرب من ال بيت النبوة لا يوازيها شيء في الوجود
اتدري يامن تخطط لسلب داري في بغداد باني الان اسكن واسرتي في غرفة واحدة على فراش تبرع به موالون كهدية منهم لنا ننام على الارض كما ونجلس عليها كما كان رسول الله وكما كانت الزهراء ع اليس هذا توفيق!!! اتدري اننا لم نعد نمتلك جهاز تلفاز واحمد الله انه قد اراحنا من رؤية وجوهكم التي ذهب عنها النور اتدري انني اذهب خصيصا لاكتب مقال وليس كما كنت بداري بسهولة الا انني لن اتوقف وان تاخرت كتاباتي اتدري اننا خرجنا من منزلنا بابسط الاشياء حتى لا يدرك الناس اننا نغادر وتركنا كل شي لكم في الدار التي لا نحرص عليها لاننا بحب ال رسول الله سندخل ان شاء الله دار الخلود اتدري انكم ان لم تجبرونا بظلمكم ان نغادر لكنت الان في دوامة العمل مع من لا يعرف الله عز وجل ولربما لم اوفق للزيارة واداء المراسيم مع الموالين الخيرين
الحمد لله الذي جعل ظلمكم لنا فيه كل التوفيق لنا الحمد لله الذي جعلنا من الموالين الراضين نعم اكتب لكم واوجه الكلام الى من قادته نفسه المريضة لحرب محبي ال الرسول باني راضية حامدة وكل اخوتي وكل من هجرتموهم قصرا وطوعا !وليشهد العالم اننا لن نترك الحسين فصوته للان ينادي هل من ناصر ينصرنا نقول لبيك سيدي يا حسين .
خذوا كل شيء الدار والذكريات وقد تركت لكم في غرفتي صورة للامام الحسين مع اخيه العباس لتكون اول من تصادفوه وانتم تستبيحون دارنا واسالكم كيف تستطيعون ان ترفعوا اعينكم عليها ام هل ستنظرون الى زيارة عاشوراء المعلقة قربها اسالكم ان تقرؤها لتصلوا الى عبارة اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم لتعلموا لماذا نسلط اقلامنا نحوكم رغم كونكم لا تستحقون نفعلها نصرة لمحمد وال محمد .
واعان الله الوجوه الطيبة التي تشاطركم البرلمان ووفوقها لما فيه خير وصل الله على محمد وال محمد وكم اتمنى ان تصل مقالاتي الى تلك الوجوه والضمائر الميتة ليعلموا شعور من ظلموهم بحقدكم ليروا كم انهم يعيشون راحة نفسية بجوار اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وحتما انها ستصل الى الموالين في جميع اقطار العالم واشهد الله باني لم انساكم بالدعاء ان يعيدكم الى اوطانكم السنة القادمة لتشاركونا مراسيم العزاء وان كنتم تشاركونا بدموعكم ولهفتكم التي نشعر بها ونحسها وحيا الله الشباب الموالية التي جاهدت ايما جهاد لتمر هذه الذكرى السنوية بسلام وليدحضوا اي محاولة للنيل من محبي اهل بيت قد يقوم بها ويخطط لها عقارب البعث المنحل . اطال الله اعمار الموالين خدمة لهذا المذهب الشريف الذي نزداد كل سنة تمسك وقناعة وشرفا به كلما مرت هذه الايام عليناوالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ع
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha