حافظ آل بشارة
انقضت الايام المباركة لذكرى ولادة النبي الكريم (ص) ، مناسبة يتقرب بها المؤمنون الى الله تعالى ، ولكن على المؤمن ان يزداد بصيرة بأمر دينه ، يمكن لكل مسلم ان يلاحظ التصعيد في الهجوم الالحادي على الاسلام ونبيه ، الهجمات يديرها تيار تبشيري صهيوني مشترك يريد تنصير العالم ، ويرى ان الاسلام هو التهديد الوحيد الذي يقف بوجه مشروعه ، نحن معجبون بشعارات الغرب ومنها ما يسمونه بالتسامح الديني او حرية التعبير او حرية العقيدة ، لكن الاحداث تكشف كذب هذه الشعارات ، من يحارب الاسلام كعقيدة فأين تسامحه ؟ انه مصداق قوله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ... ) البقرة120 ، فقد نفت الآية رضاهم في الحاضر والمستقبل ، لذا فليس غريبا ان يحتضن الفاتيكان هيئة عالمية لتنصير الشعوب يعمل فيها مليون مدرس على مدار العالم ، وحوالي 450 الف مدرسة تبشيرية ، ولو كانوا يريدون نشر المسيحية فقط لقلنا ان ذلك من حقهم في اطار حرية العقيدة ، ولكن الغريب انهم يصدرون تعليماتهم بتشويه الاسلام وصورة نبيه ، اخواننا المسيحيون في العالم الاسلامي وخارجه يرفضون هذا السلوك المنافي لقواعد التعايش ، والمسلمون كافة يقدسون السيد المسيح (ع) وموقفهم هو موقف القرآن المعروف من الرسل ، لكن الحركة التبشيرية المسيسة تتعامل بعدوانية لأن من يقفون وراءها هم طالبو نفوذ وهيمنة على العالم فحسب ، فلماذا يتطلب نشر دين اسقاط دين آخر ؟ يصفون الاسلام بالتعصب والتشدد ويعلمون ان مذهب التكفير ليس من الاسلام وان مخابراتهم هي التي صنعته وجندته لاغراضها ، في الدنمارك تنشر صحيفة شهيرة 12 صورة كاريكاتيرية مسيئة لنبي الاسلام (ص) مع ان البلد يضم 300 الف مسلم والاسلام هو الديانة الثانية بعد المسيحية عندهم ، مراكزهم المشبوهة احتفت في ثمانينيات القرن الماضي بسلمان رشدي صاحب كتاب (الآيات الشيطانية) الذي اساء لله والرسول والقرآن وعقيدة اكثر من مليار مسلم في العالم ، استقبلوه باحترام واغدقوا عليه الجوائز وخصصوا له شركة امنية تحميه ! الاساءة المتواصلة للاسلام ونبيه وكتابه تعبر عن خوف اصحابها من انتشار الاسلام في العالم . يتناول هجومهم الحالي محاولات بائسة لابطال الوحي او تشويه شخصية النبي المعجزة او حتى احياء الالحاد الدهري القديم بنفي وجود الخالق ، ولم يكتفوا بوسائلهم بل جندوا ابواقا من المسلمين تردد اصداء مقولاتهم ، حفنة من الصحفيين والصحفيات والفنانين والفنانات والسكارى والمنحطين اخلاقيا يرددون كل يوم المقولات الالحادية لمراكز الغرب في شبكة المعلومات وفي مواقع التواصل ، هؤلاء الاغبياء غرهم الحلم الالهي ، فجحدوا نعم الله عليهم من صحة وعافية ورزق ، ولو ان احدهم احتبس بوله ليوم واحد لعاد الى رشده تائبا داعيا متضرعا ، ولعلم انه احقر من بعوضة ، هؤلاء الاوباش الذين ولدوا من اباء مسلمين يعرضون انفسهم يوميا الى غضب الله تعالى وهم لا يعلمون .
https://telegram.me/buratha