المقالات

(خارطة طريق) بنكهة عراقية /

598 09:03:00 2012-02-08

حافظ آل بشارة

استخدم الرئيس طالباني تعبير (خارطة طريق) وهو يشير اجتماع الكتل واللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المرتقب ، الرئيس اعتاد على ادارة مثل هذه الاجتماعات الموسعة الحافلة بالمجاملات ، الاجتماع الاخير حضرته جميع السلطات السياسية والمكونات الوطنية ، لكن استخدام تعبير (خارطة الطريق) يعكر المزاج ويترك انطباعات قاتمة ، لأن اول من استخدم هذا التعبير هم الفلسطينيون في صراعهم مع اسرائيل ، المصطلح تكرر لديهم كثيرا لكن حتى الآن ورغم مضي اكثر من ستة عقود على احتلال فلسطين لا اسرائيل انسحبت ولا فلسطين تحررت ولا حل الدولتين نفذ ، ايحاءات مماثلة تتشكل حول معنى (خارطة الطريق) بنسختها العراقية ، خاصة عندما نستعرض النقاط الاربع التي اكد عليها اجتماع الرئيس مع كبار القوم ، النقطة الاولى اكدت ان الجميع يقفون ضد الارهابيين ولم تشر الى الارهاب ايضا كمبدأ وكوسيلة للتعامل مع الآخر ، فقد ذكروا الاداة ونسوا المبدأ الخطير ، اين ذهب المطالبون باطلاق سراح ارهابيين ملفاتهم محسومة ؟ كما اشار البيان الرئاسي الى ضرورة احترام الدستور واعتباره مرجعا لحل الخلافات ، ولم يشر البيان الى ان بعض المشاركين في العملية السياسية يستهزئون بالدستور علنا ويعدونه ضعيفا وفقيرا ومتناقضا ، ولحد هذه اللحظة لم يغيروا رأيهم به فكيف سيعدونه مرجعية لحل الخلافات وهو عندهم عرضة للطعن والتأويل والتعديل ؟ أما النقطة الرابعة فقد اشارت الى تمثيل جميع المكونات في العملية السياسية وكأن هناك مكونا لم يتم تمثيله ، المفروض ان حكاية المكونات تتلاشى تدريجيا في بلد يسعى الى بناء تجربة ديمقراطية حقيقية ، قضية المكونات وتسييسها اختلقها اشخاص للوصول الى اهدافهم او لاعتقادهم جهلا ان مشكلة الظلم والفقر والتخلف تحل بتمثيل المكونات ولكن التجربة منذ 2003 اثبتت خطأ التصور وخطأ الحل المفترض ، أما الاشارة الى القضاء وكونه سلطة مستقلة فهو مجرد افتراض لان كثيرا من حاضري هذا الاجتماع في مجالسهم الخاصة يغمزون القضاء ويعدونه غير مستقل ، وكلما انفعل أحدهم نادى في الاعلام علانية انه وجماعته لا يثقون بالقضاء العراقي ، وعندما رفض السيد طارق الهاشمي محاكمته في بغداد لعدم ثقته بالقضاء ايده حشد من اعضاء كتلته ! ... يجب مباركة هذه الاجتماعات والتفاؤل بها ، لكن منذ بدأ هذا النوع من الاجتماعات الشاملة وحتى الآن لم تسهم أي منها في حلحلة أزمة او تجاوز مشكلة ، وكانت المجاملات والشعارات تطغى على اجواءها ثم تظهر بقوة في بيانها الختامي ، الأفضل ان يعبر كل طرف عن اعتراضاته ومخاوفه ومطالبه بوضوح وشجاعة وعدم ابقاء الاتفاقات سطحية وملغومة ، نتمنى ان لا يكون هذا الاجتماع نسخة مكررة مما سبقه من اجتماعات القمة العراقية ، كانت دائما قمة حاشدة ومزدحمة ولكن بسبب التباين الجذري بين ظاهرها وباطنها تتحول الى مجرد عزيمة موسعة ، طعامها لذيذ المذاق وبيانها باهت ، العراق بحاجة الى تفاهم فاصل وليس عزيمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك