سماحة السيد حسين الصدر
العراق موطن النجباءلله دَرُّكَ ياعراقُ فأنتَ كمْأنجبتَ مِنْ فذٍّ ومن عُظَماءِصدَقَ الذي ناداك فَرْطَ محبةٍما أنت الاّ موطنُ النجباءِليس بمقدور منصف ان يطفف من ثقل العراق ووزنه المتميّز حضارياً وروحياً وفكرياً ، وفي مختلف حقول الإبداع اللغوي والأدبي والفنّي والثقافي ، فهو بلد العمالقة والأفذاذ والروّاد المشاهير والآثار الخالدة وما يطفو على السطح من مظاهر العنف الشديد ، والقسوة المتناهيه، والبطش والجبروت ،لا يعكس طبيعة العراقيين بمقدار ما يعكس خلفية الجهات المتجرحة لتلك الجرائم والفظائع والممارسات، سواءً كانت سلطة جائرة غاشمة كما كان عليه الحال ايام الدكتاتورية البائدة أم زُمَراً للأرهاب تستبيح دماء الأبرياء بعد تكفيرهم وتجريدهم من هوياتهم الحقيقية الطغيان والارهاب ليسا محدوديْن بانتماء دينّي أو جغرافي معيّن حيث لا دين لهما ولا وطن وهما ملحوظان في سائر بقاع العالم :خذها من فرعون ونيرون وهولاكو حتى تصل بها الى أمثال (ابن العوجة) والقذافي المقبوريْن .انها اذن السفالة البشرية في أكبر تجلياتها ، وليست مسألة خاصة بالعراق والعراقيين .وحبنا للوطن وأهله ،قد يحول بيننا وبين الحياد التام ، في هذه المسألة، ولكنه لا يفضي بنا الى اجتراح الاوهام والأساطير يقيناً .إن خيّاطا مصرياً في مكة ،رفض ان يتقاضى أَجْرَهُ عن أتعابه ،حين علم أني من العراق ، لأنه كان قد عاش فيه وشهد طيبة أهله فأحبّه بعمق ..انّ كثيراً من غير العراقيين ،عملوا في العراق وآثروا البقاء فيه، لِما رأوا أنه واحة من واحات الانسانية ، فالعراق عبّاق بشذا النبل والمكرمات وحيث أنّ النسيج الاجتماعي العراقي - رغم تعدد الاديان والمذاهب والقوميات - متماسك متلاحم ، تواصلت حلقات التآمر لتمزيقه وتفتيته ، واذكاء الفتن الطائفيه فيه ولكن هيهات الشاهد الناطق لقد تصدى الشهيد نزهان الجبوري لأعداء الله من الارهابيين ، وهم يحاولون تفجير جموع الزائرين في ناحية البطحاء وهم متجهون الى كربلاء في ذكرى الأربعين ،ودفع حياته الغالية ثمناً لموقفه البطولي ، في الدفاع عن اخوانه ، بروح اسلامية انسانية عاليه ، عابرة لكل العنعنات المذهبيه والمناطقيه ...وهكذا فعل الشهيد على الحديدي - ابن ديالى - في موقف بطولي آخر وقبلهما كان لأبن الأعظمية الشهيد عثمان العبيدي دوره المشكور الخالد في فاجعة جسر الائمة .ان هذه المواقف تجسد عمليّاً روح أبناء العراق ، وتثبت أنهم النجباء الأطياب .وتتوالى مظاهر النجابة لتوقفنا على امرأة من أهالي محافظة ذي قار( الناصرية ) رُزقتْ بأول مولود لها، فاطلقت عليه أسم ( نزهان ) ،تيمناً بالملازم نزهان الجبوري ، الذي احتضن الانتحاري ، محاولاً منعه من تفجير نفسه وسط جموع زائري الاربعينيه في ناحية البطحاء بمحافظه ذي قار .انها النجابة وانه الوفاء والتقدير الكبير للنجباء وانها المحاولة العملية لأبقاء ذكرهم ماثلاً بين الناس وقد قرأت مؤخراً ان طبيباً اختصاصياً عراقياً ، في قضاء الدجيل جعل أجرة الفحص أقل عملة عراقية وهي 250 ديناراً فقط انه مختص بعلاج أوجاع الأنف والحنجره وقد نال شهادته العليا من احدى الجامعات الألمانية وتبلغ به النجابة حداً يجعله يرفض طلب العديد من الفضائيات والقنوات التي ترغب في اجراء حوار معه خشية ان يكون فيها طابع دعائي ان هذا الطبيب العراقي يصلح ان يكون ممثلاً للعراقيين في طيبتهم ونجابتهم وهو في ذلك يتناغم مع رسالته الانسانية ان هذه الشواهد والارقام لابُدّ ان تكون قَيْدَ التداول بين الناس ، لتشيع بينهم ثقافة التنافس في مضمار خدمة الوطن والمواطنين .
https://telegram.me/buratha