بقلم : خالد القصاب
اعتادت الشعوب العربية على التظاهرات بعد مرور عام على مايسمى (بالربيع العربي) الذي ما أ نفك حتى ازهقت المئات من الارواح وجرح واعاق الآف المتظاهرين لا بل خلف العديد من الثكالى واليتامى والارامل متصورين بذلك انهم في ربيع من التغيير حيث تتفتح الازهار ويغطي اللون الاخضر مساحات حياتهم الاجتماعية ويدرعليهم بالخير الوفير الذي حرموا منه لعقود من السنين ، فبعد الدخول في هذا (الربيع) يعني ان الخريف قد انتهى بالنسبة لهم والمعتاد في الخريف كما هو متعارف عليه تساقط الاوراق وخاصة الموسمية ، وكما تعلمون اعزائي ان هنالك نوع من الاشجار تكون معمرة اي لا تسقط اوراقها خلال الخريف يعني من ذلك لايؤثر عليها لا خريف ولا ربيع ولا فصول اخرى لكن تسقط اذا ما ارادنا ان نسقطها اما بالقطع او الحرق وهما لا يكفيان الااذا اقتلعت الجذور وهنا بيت القصيد .......... عزيزي القارئ الكريم قصدت من ذلك كله انه لايوجد ربيع عربي ولا حرية ولاتغيير ولاديمقراطية ولا خلاص من الانظمة الدكتاتورية التي جثمت على صدور الشعوب الا اذا تم اقتلاع بقايا هذا النظام او ذلك الدكتاتور من جذوره مع ضمان عدم زرع اي عنصر مشابه له بالمستقبل، وهذا لايأتي الا من خلال وحدة الكلمة والصف وعدم تفكيك الشعب الواحد الى عناوين ومسميات مثل الدين او المذهب او العرق التي تجعل من ذلك الشعب ضعيف الارادة وحاضنة لأي دخيل أو محتل او منظمة ترعى الارهاب ممزقين بذلك اوصالهم ومجزئين بلدهم الى جبهات متناحرة فيما بينها فاقدين وحدة الوطن الذي كانوا يتمنون ان يعيشوا به حالهم حال الشعوب المترفة والمستقرة بقانون وتشريع منصف لكل ابنائه على حد سواء واما مصطلح رياح التغيير فهي بصراحة ريح وليس رياح والريح هي نوع من الرياح العاتية تدمر كل شيء يقف امامها والعاتية منها لاتجعل له أثر فلو قلنا المثل (تجري الرياح بما لاتشتهه السفن ) ، يعني من ذلك انه حدوث أي تغيير طاريء لبحار يقود سفينة ويستطيع من خلال خبرته العودة بمسار السفينة لمجراها الصحيح ، لكن اذا واجه الريح يعني حتما عزيزي القارئ غرق هذه السفينة ونجاة البعض من كان منهم يحمل طوق النجاة وهو متهيأ لأسوء الامور ، من ذلك المثال اعزائي ان الريح التي تواجه البلدان العربية لاينجو منها الا اذا كان واع لما يحيط بلده من اطماع وتدخلات خارجية تريد احتلال بصورة حديثة ومتطورة من خلال زرع الفتنة بين ابناء البلد واختتم كلامي بالربيع العربي الحقيقي هو وحدة الشعوب العربية تحت عنوان الوحدة وحب لأخيك ماتحب لنفسك .
https://telegram.me/buratha