الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
نظرة:لا يمكن للمؤرخ ان يندهش من معاصرة متغيرات حركة التاريخ حتى التي تعكس تردياً يبدو غير منطقياً ولا عقلانياً لمن لم يستكشف طبيعة الانحطاط الانساني والسياسي والفكري المعاصر، فمن طبيعة حركة التاريخ ذلك التذبذب والتبادل بين الارتفاع والانحطاط والسير في مسارات غير منضبطة تبدو وكانها تمثل خروجاً عن الواقع، غير ان الذي يثير الانتباه هي تلك الفترات التاريخية التي يصل فيها اقزام أو اشباه رجال للسلطة ليكونا ملوكاً وأمراء وحكاما، وان ذلك لم يتغير منذ العصور الاولى للوجود البشري على الارض.
طواغيت بثياب الالهة:ثمة قصور لامتناهي في عقلية الطواغيت أياً كانوا (ملوكاً وأمراء وحكاماً) في التعامل مع مفردات العلاقة بينهم والشعوب، واذا كان لفظ الطاغوت يرجع (طغى) بمعنى زاد وارتفع عن الحد كما في قول (طغى الماء) اي زاد عن حده، فان الطغيان والزيادة هنا مذمومة وغير محمودة، لأنها تأتي بمعنى الشذوذ والتمادي، فان هؤلاء الملوك صاروا طواغيتاً بما شذوا به عن مبدأ الحال، وتجاوزوا حد العقل والمنطق في شذوذهم وجبروتهم، وان لفظ الطاغوت يأتي للمفرد والجمع كما في قوله تعالى: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون". البقرة/258.فإننا نجد ان اللفظ ذاته ياتي ايضا جمعاً على طواغيت، مما يعني أنه يأتي للتخصيص والتعميم، والطاغوت قد يكون حاكما ضالماً وقد يكون مالاً حراماً وقد تكون النفس الامرة بالسوء.وأما إذا اجتمعت كل هذه العناوين والصفات معاً فكان الملك او الامير او الحاكم ظالما متجبراً وماله حراماً ونفسه تأمره بالشر والطغيان والظلم وهو يغدر ويرتكب الاثام والمحارم، فهذه طواغيتٌ تراكمت بعضها فوق بعض فيكون هذا (الملك الامير الحاكم) قد جمع مفاسد الدنيا فكيف له ان يعدل؟فهذا كذب (خادم الحرمين) وهذا افتراء (ملك البحرين) وذاك عهر أمير (القطرين) وبعدها ظلم (حاكم النهرين) وغيرهم كثير تزكم الانوف روائح عهرهم، ويضج الموتى من نعيق جهالتهم، وكلهم طواغيت تلبسوا بثياب الالهة، فأي سلطة التي اباحت لهذا الملك الامي المشكوك في عروبته حفيد اليهود ان يستبيح تاريخ الجزيرة ويصادر رسالة الاسلام ويتابع فعل فرعون فيستحيي نساء المؤمنين ويذبح ابنائهم؟ وأي وفتوى تلك التي تبيح لملك العهر في البحرين تفجير رؤوس الشباب وذبح الاطفال وقتل الاطباء لانهم أدوا رسالتهم؟ وأما ذاك العاق أبيه كومة العفن حاكم قطر فيا لله ويا للنذالة ويا لله ويا للعمالة!!ما قيمة ملكٍ أي ملك أذا كانت كل مميزاته انه صادف ان كان احد ابناء ملك آخر لايملك هو نفسه أي حق في أن يحكم؟ هل تستطيع كل مليارات دولارات النفط المسروق من قوت الامة ان تعطي لهذا الدعي المدعو ملكاً قيمة وجودية وانسانية وعقلية وروحية غير ذاك العفن الذي تلبست به نفسه وغير ركام الجهل الذي كسى عقله وغير تلك الضحالة التي هوت اليها روحه؟أليس من العار أن يحكم سليل يهود بني قريضة وبني قينقاع أمة الاسلام؟ أليس قبيحا ان يخطب في المحافل أميٌّ يتأتأ ويتهجى الاحرف كأطفال الروضة؟ أليس من هوان الدهر ان يصبح جاهل مثل برميل عفنِ قطر عاقَّ ابيه مهندسا للنهضة المعاصرة؟ أو ذاك النغل قي البحرين سيداً على الاشراف؟ وأما قزم الاردن فمتى ملك ابناء اليهوديات المسلمين؟والادهى هنا ما يجري في العراق، فوصول جماعات اخرى بقيت محتفظة بضحالتها النفسية والفكرية قامت فلسفتها على القتل ثم القتل، ولكن هل عرفنا كيف نتخلص منهم؟ كلا بل الف كلا، فالكراسي تشترى بالدماء وهذا المالكي يكشف عن تذتب خطير في التعامل السياسي مما ينم عن جهل عميق بمعاني ومفاهيم السياسة، فهو يحاول الظهور بمظهر القوي لكنه مجرد ان يحس ان بقاءه على الكرسي اصبح في خطر نراه يتراجع وينقض وعوده وتهديداته الجوفاء ففي قضية علاوي وهو مجرم آخر اراد المالكي ايجاد مراكز ضغط فابعد المطلك وهدد وتوعد بانه لن يعود ولكن الطالباني بعث له رسالة موجزها: (انك لن تبقى على الكرسي) فعاد ووافق على عودة المطلك وعلى مجلس السياسات في صفقات بعيدة عن البرلمان وحقوق المواطن، وهو ذاته المالكي الذي بقيت وزارته الى الان وللمرة الثاني خالية من عدد من الوزارات التي بات يشغلها نائب وزير، وهو ذات المالكي الذي اتفق مع بوش وقال ان الاتفاقية ستخرج العراق من تحت قيد الفصل السابع والذي لم يحصل حتى الان!!!
هل تحررنا؟؟ما قيمة ان نزيل طاغية ودكتاتور لنأتي بجاهل آخر لايحترم كلمة ولا يفي بوعد والادهى انه ابعد ما يكون عن هموم الشعب، ان الطغيان والظلم السعودي والقطري والبحريني وبقية عفن الخليج مفهوم ويمكن ان ندرك حجم الهاوية التي يمثلها هذا النظام او ذاك، لكن غير المفهوم ان مدعي الثورة هم من يصبح عبئاً عليها!! غير المقبول ان من يدعي انه سيخدم الشعب يصبح كل همه ان يخدم بقائه على الكرسي، من المرفوض تماما عقد صفقات تكون في خدمة اشخاص وكراسي معينة وان لا تكون في خدمة الشعب والمواطن والانسان الفقير.هل تحررنا؟؟ لا لم نتحرر ما بقيت النفوس تخوض في قيعان الضحالة، لم نتحرر مادام الفكر بقي يتبنى مثلا دنيا على حساب المثل العليا، لم نتحرر مادام الطغاة والظلمة والجبابرة يتناسلون مثل مستعمران الاشن في الماء الراكد.كيف نتحرر وقبل ان نفرح بالخلاص من طاغوت ما يأتينا طاغوت آخر؟ كيف نتحرر والاقتصاد يدور حول سبل البقاء في السلطة، كيف نتحرر والوعي السلبي المنحط يغشى عقول السياسيين بلا استثناء وايضا الكثير من رجال الدين؟؟ أيها القتلة اغتسلوا بالاحماض المركزة عسى ان تتطهروا من آثامكم، فالمياه قد تلوثت بعفن ومكروبات صفقاتكم.الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.ukالمملكة المتحدة - لندنالاول من شباط 2012
https://telegram.me/buratha