المقالات

عودة العراقية ... المبادرة ومعناها /

598 09:36:00 2012-01-31

حافظ آل بشارة

عادت القائمة العراقية الى مجلس النواب ، فلقيت الكثير من الترحيب ، كانت القائمة تعترض على ما تسميه التهميش والاقصاء وضعف المشاركة وفشل الحكومة ، وقد اصطدمت بالحكومة ، فأسفر الاصطدام عن شضايا ، نائب رئيس جمهورية دخيل عند الاكراد والشرطة تلاحقه ، نائب رئيس وزراء مخلوع وحائر وخائف ، ملفات أخرى مفتوحة وخطيرة ، قائمة تعصف بها الخلافات وتواجه بوادر تفكك ، القائمة ادركت حجم قدراتها وايقنت انها غير قادرة على خوض صراع يحتاج الى تضحيات ثقيلة . حقائق مهمة افرزتها الأزمة اهمها : 1- نواب القائمة ووزاؤها غير مستعدين للتضحية بمناصبهم اذا تطلب الامر الانسحاب من العملية السياسية او الذهاب الى خندق المعارضة الدستورية ، بل سيضحون بالقائمة خاصة وان الطرف الآخر اعد لهم اماكن بديلة وضمانات ، قادة العراقية عرفوا هذه الحقيقة لذا قرروا الانحناء للعاصفة : 2- القائمة العراقية امتحنت شارعها الانتخابي وهل هو قادر على ان يتعاطف معها الى حد الانفعال واللطم وشق الجيوب واحراق احدهم نفسه احتجاجا ؟ فلم تخرج اي تظاهرة من هذا النوع في شوارع مدنها ، بل ان السيد طارق الهاشمي لجأ الى كردستان ولم يلجأ الى جمهوره الذي انتخبه ولم يتحصن في اوساط ناخبيه ، ليس العراقية وحدها بل اغلب الكتل ربما ستكتشف عند الشدائد انها بلا غطاء ، وانها كمسلم بن عقيل في الكوفة ، والاسباب معروفة . 3- عودة العراقية تعني انها استطاعت عبر تحول جديد ان تتخلص من هيمنة القادة وملفاتهم الشخصية فقررت عدم ربط مصيرها بمصير الهاشمي او المطلك ، تحول لافت يخترق تقاليد سيطرة الزعامات الفردية على الكتل ويسمح للصوت الجماعي لينطلق ويقرر كفاتحة لممارسة التقاليد الديمقراطية داخل التنظيم السياسي قبل ممارستها في اطار الدولة ومؤسساتها . 4- بهذه المبادرة تعبر القائمة العراقية عن رغبتها في ترك القضاء العراقي يعمل باستقلال ومصداقية مع الفصل بين ما هو قضائي وما هو سياسي ، هذا الموقف مهم رغم ان القائمة ربما حصلت على اشارات بعدم محاكمة السيد طارق الهاشمي والاكتفاء بالاعدام السياسي دون الاعدام الجسدي . 5- الأزمة كشفت تساقط الدعم الاقليمي للمكونات العراقية طائفيا ، وانشغال كل طاغية بنفسه والتخلي عن حلفاءه ، فلم تحظ العراقية بدعم اقليمي في ازمتها الأخيرة على مستوى الاعلام التحريضي الذي اعتدنا عليه . 6- تخلي الكرد عن ورقة الهاشمي ، نضج وعقلانية وانتقال التعاطي بين الاقليم والمركز الى مرحلة جديدة من التواضع والواقعية سواء تم هذا التحول بسبب ضغوط بغداد او ضغوط واشنطن . قد تكون هناك وساطة اميركية اعطت ضمانات بتنفيذ بنود اربيل ، كصياغة قانون العفو العام بطريقة ترضي القلقين ، والتساهل مع اعلانات الفدرالية السنية وتصحيح الشراكة . يفترض ان تسفر عودة العراقية عن نشاط استثنائي في الحكومة ومجلس النواب والتفكير بمشاكل البلاد والعباد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك