حافظ آل بشارة
عادت القائمة العراقية الى مجلس النواب ، فلقيت الكثير من الترحيب ، كانت القائمة تعترض على ما تسميه التهميش والاقصاء وضعف المشاركة وفشل الحكومة ، وقد اصطدمت بالحكومة ، فأسفر الاصطدام عن شضايا ، نائب رئيس جمهورية دخيل عند الاكراد والشرطة تلاحقه ، نائب رئيس وزراء مخلوع وحائر وخائف ، ملفات أخرى مفتوحة وخطيرة ، قائمة تعصف بها الخلافات وتواجه بوادر تفكك ، القائمة ادركت حجم قدراتها وايقنت انها غير قادرة على خوض صراع يحتاج الى تضحيات ثقيلة . حقائق مهمة افرزتها الأزمة اهمها : 1- نواب القائمة ووزاؤها غير مستعدين للتضحية بمناصبهم اذا تطلب الامر الانسحاب من العملية السياسية او الذهاب الى خندق المعارضة الدستورية ، بل سيضحون بالقائمة خاصة وان الطرف الآخر اعد لهم اماكن بديلة وضمانات ، قادة العراقية عرفوا هذه الحقيقة لذا قرروا الانحناء للعاصفة : 2- القائمة العراقية امتحنت شارعها الانتخابي وهل هو قادر على ان يتعاطف معها الى حد الانفعال واللطم وشق الجيوب واحراق احدهم نفسه احتجاجا ؟ فلم تخرج اي تظاهرة من هذا النوع في شوارع مدنها ، بل ان السيد طارق الهاشمي لجأ الى كردستان ولم يلجأ الى جمهوره الذي انتخبه ولم يتحصن في اوساط ناخبيه ، ليس العراقية وحدها بل اغلب الكتل ربما ستكتشف عند الشدائد انها بلا غطاء ، وانها كمسلم بن عقيل في الكوفة ، والاسباب معروفة . 3- عودة العراقية تعني انها استطاعت عبر تحول جديد ان تتخلص من هيمنة القادة وملفاتهم الشخصية فقررت عدم ربط مصيرها بمصير الهاشمي او المطلك ، تحول لافت يخترق تقاليد سيطرة الزعامات الفردية على الكتل ويسمح للصوت الجماعي لينطلق ويقرر كفاتحة لممارسة التقاليد الديمقراطية داخل التنظيم السياسي قبل ممارستها في اطار الدولة ومؤسساتها . 4- بهذه المبادرة تعبر القائمة العراقية عن رغبتها في ترك القضاء العراقي يعمل باستقلال ومصداقية مع الفصل بين ما هو قضائي وما هو سياسي ، هذا الموقف مهم رغم ان القائمة ربما حصلت على اشارات بعدم محاكمة السيد طارق الهاشمي والاكتفاء بالاعدام السياسي دون الاعدام الجسدي . 5- الأزمة كشفت تساقط الدعم الاقليمي للمكونات العراقية طائفيا ، وانشغال كل طاغية بنفسه والتخلي عن حلفاءه ، فلم تحظ العراقية بدعم اقليمي في ازمتها الأخيرة على مستوى الاعلام التحريضي الذي اعتدنا عليه . 6- تخلي الكرد عن ورقة الهاشمي ، نضج وعقلانية وانتقال التعاطي بين الاقليم والمركز الى مرحلة جديدة من التواضع والواقعية سواء تم هذا التحول بسبب ضغوط بغداد او ضغوط واشنطن . قد تكون هناك وساطة اميركية اعطت ضمانات بتنفيذ بنود اربيل ، كصياغة قانون العفو العام بطريقة ترضي القلقين ، والتساهل مع اعلانات الفدرالية السنية وتصحيح الشراكة . يفترض ان تسفر عودة العراقية عن نشاط استثنائي في الحكومة ومجلس النواب والتفكير بمشاكل البلاد والعباد .
https://telegram.me/buratha