المقالات

هل ستنعقد القمة العربية في بغداد ؟

884 22:09:00 2012-01-30

بقلم علي الموسوي / هولندا

لم يتبقى الا بضعة أيام ليستضيف العراق القمة العربية المزعومة ومازالت الحكومة العراقية في ترقب حذر بعد أن وصلت الى أسماعها رسائل وأخبار تفيد في احتمالية تأجيل عقد القمة أو الغائها من الأساس وقد أعلنت دول خليجية عن مواقفها الرافضة من اعطاء العراق أي دور سياسي مهم ، وللأمانة نقول ان الرفض أو الموافقة لم يعد موضع اهتمام الشارع العراقي بل يتسائل الكثيرون عن المغزى والفائدة التي سيجنيها العراق من انعقاد هذه القمة في بغداد ولم يعد مستغربآ مواقف الدول الخليجية المتمثلة في حالة الرفض المتوقع من عقد القمة العربية في بغداد كما حدث بالأمس القريب في رفضهم لأقامة دورة الخليج الكروية في مدينة البصره لأسباب سياسية وطائفية بات يعرفها القاصي والداني !! وقد عرفنا من هذه التسريبات الخبرية الأخيرة عن مضمون الرسالة الموجهة الى الحكومة العراقية في عدم ارتياح دول الخليج من الموقف العراقي اتجاه الجارة سوريه وبالتالي سينعكس هذا الأمر على عقد القمة في بغداد ! وربما يتم تأجيلها أو نقلها الى بلد آخر ! علمآ ان السادة المسؤولين في بغداد أعلنوا مرارآ وتكرارآ عن رغبتهم واستعدادهم لعقد القمة في بغداد بعد ان انتهوا من وضع اللمسات النهائية واللوجستية والادارية ، ويأتي الاصرار العراقي بعد ان تهيأت الظروف والأسباب لأرجاع العراق الى محيطه العربي والاقليمي وأخذه المكانة التي تليق به كلاعب أساسي في المجتمع الدولي خصوصآ لو علمنا ان العراق من المؤسسين الأوائل للجامعة العربية في حين لم تكن دول خليجية معترف بها بعد!! وكانت ومازالت تمارس هوايتها الرئيسية في (الكنص) أي الخروج الى الصحراء وما يسمى البر لأطلاق الصقور المدربة وصيد الأرانب والطيور أو مزاولة سباق الريسز (الفروسية) بالجياد أو بالجمال وما يسمى بسباق الهجن ، ومن خلال هذه المعطيات يقف العراق وللأسف الشديد حبيس الصغار جريحآ لايكاد أن يقوم حتى يتكالب عليه المتآمرون ، وتأتيه الضربات واللكمات من كل جانب لتوقع به أرضآ وتتكرر العملية كلما حاول النهوض والاستعداد للمنازلة الغير متكافئه من حيث العدة والعدد ، لذا نجد معظم السياسيين العراقيين يتخبطون في أروقة السياسة ودواوين الحكام بحثآ عن مكاسب سياسية أو ظننآ منهم في استخدام الحنكة والمدارات لما يعتقدونه خدمة للمصالح العامة !! وهذا مايضعف الموقف الرسمي العراقي بشكل عام ويعطي انطباعآ عن الفرقة والشرذمة وعدم الاستقرار السياسي في البلد وبالتالي سيتجرء علينا الجميع ويدعوهم الى التدخل السافر في شؤون العراق ويجعله ساحة مفتوحة لكل من هب ودب !! ..وبعد اتضاح موقف العراق الرسمي جليآ في تذليله لجميع المصاعب والمعوقات وتحديثه الفنادق والقصور وتبليطه الشوارع واطفاء لمسات جمالية وجراغونية ! والوفاء بجميع العهود والمستلزمات !! أصبحت الكرة اليوم في ملعب الآخرين لأظهارصدق نواياهم اتجاه أشقائهم العراقيين .. ولكني كمراقب لاأجد في الأفق أي أمل من التوافق العربي مع العراق ومساعدته في الرجوع الى محيطه العربي والاقليمي بل العكس تمامآ وان مايطرح اليوم من الانزعاج الخليجي من الموقف العراقي اتجاه سوريه ماهو الا شماعة !! خصوصآ لو عرفنا موقف العراق الحيادي وامتناعه عن التصويت في الملف السوري أعطى انطباعآ لدى الجامعة العربية بمرونة الموقف العراقي وامكانية تجييره وقد شكرت الجامعة العربية على لسان حمد بن جاسم وزير خارجية قطر هذا الموقف واعتبرته متماشيآ مع سياسة الجامعة العربية بعد أن أبدت اليمن ولبنان رفضهما الصريح لأي عقوبات على الجانب السوري، وحاول العراق فيما بعد أن يكون له دورآ فعالآ وسارعت القيادة الى دعوة جميع الأطراف المتنازعة في سوريه للتشاور والتوسط البناء وايجاد الحلول الممكنة حفظآ لماء الوجه لجميع الأطراف وابعاد شبح الحرب عن سورية والعراق والمنطقه وللأسف الشديد باءت جميع المحاولات بالفشل بعد ان وافق عليها الجانب الرسمي السوري ورفضتها المعارضة تحت التأثير الكبير من الجانب السعودي والقطري الرافض لأي مصالحة واستقرار في سوريه لتصفية حسابات قديمة مع بشار الأسد بل اصرارهم على التدويل ورفع هذا الملف الحساس الى مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار أممي يسمح بمعاقبة النظام السوري والوصول في النهاية الى تغير النظام ، وفي تفسيري الشخصي ان الرسالة التي أراد الجانب الخليجي ايصالها الى العراق هذه المره هي هناك ملف آخر لايقل أهمية من الموقف العراقي من سوريه بل هو الأكثر أهمية على الاطلاق!! وهو انزعاج السعودية والدول التابعة لها من موقف الحكومة العراقية والقضاء العراقي من قضية الهاشمي والمطالبة بمحاكمته والعمل على ارجاع حاكمية السنة وتمثيلهم السياسي في العراق وهنا بيت القصيد ...!! ولكي نقف على الحقيقة علينا توضيح مايلي :

أولآ : ان ممارسات آل سعود وحقدهم الدفين والغير منطقي من عملية التغير الديمقراطي في العراق وعدم اعترافهم بالحكومة العراقية الحالية ورفضهم لفتح السفارة السعودية في بغداد يؤكد للمراقبين ماتذهب اليه المملكة العربية السعودية في سعيها الحثيث لتقويض النظام القائم في بغداد في الدق على اسفين الطائفية المقيته !!! ثانيآ : لم يخفي كبار المسؤولين في المملكة من توجساتهم وأحقادهم الأموية من حكام العراق الجدد !! ولعل التصريح الأخير للملك السعودي عبد الله في عدم رغبته بوجود حاكم شيعي عراقي حتى لو كان عادلآ !!! يؤكد لنا الرسالة الطائفية الواضحة التي يقودها آل سعود والدول الخليجية في استهداف العراق ومحاولة قلب النظام فيه .ثالثآ : ان الموقف العراقي الرسمي والشعبي والتحالف الوطني واصراراهم على التصدي الحازم للعابثين بالأمن العراقي وعلى رأسهم المجموعة الارهابية المنضوية في القائمة العراقية والمتهم طارق الهاشمي وحمايته... هو من أغاض هذه الدول وجعلها تتلعثم في خطاباتها ومبعوثيها خوفآ من القاء القبض على المتهمين وكشفهم للمستور وخطوط الأمدادات المالية واللوجستية الداعمة لهذا اللون الطائفي الذي طالما كان يتباكى على العراق ووحدته واذا بهم اليوم تنكشف عوراتهم ويتساقطون كأوراق الشجر لتظهر الحقائق من دون لبس أو حياء !!!... رابعآ : طلب عبد الله ملك السعودية من السلطان العثماني الجديد أوردغان بالتدخل الفوري وممارسة الضغوط التركية على الأكراد بعدم تسليم الهاشمي وتقديمه للمحاكمة في بغداد وقد عد هذا الطلب تدخلآ سافرآ لايرتقي الى أبسط الضوابط السياسية والدبلوماسية وقد حاول الجانب الكردي من جانبه ممارسة الضغوط على المركز ولكنه أدرك مؤخرآ في حجم المؤامرة التركية الخليجية لأرجاع الحكم الطائفي الى العراق وتنصيب المتهم طارق الهاشمي رئيسآ عليه ، وهذا ما يفسر جولات الهاشمي المكوكية بين الدول الخليجية وتركيا والتنسيق معه كرئيس جمهورية وقد أدركت الحكومة العراقية بهذا المخطط الخبيث بعد كشف الأمريكان جزء من هذا المخطط للسيد رئيس الوزراء المالكي عند زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة التي اعتبرتها بادرة لحسن النوايا وقد كشفت هذا المخطط صحيفة حريت التركية واعتبرته حلم العودة للسلطان أوردغان والنفوذ العثماني في المنطقة وقد أدرك الأخوة الكرد هذا الأمر وأرتقوا مجددآ الى الجانب العقلي المعهود منهم بالتفاوض مع المركز لتسليم المتهم طارق الهاشمي الى بغداد وتقديمه الى المحاكمة وهذا مايأمله العراقيون بجميع فصائلهم وتوجهاتهم لعودة اللحمة بين المتحالفين والأصدقاء ...خامسآ : لقد جاءت زيارة السيد عمار الحكيم الى تركيا بدعوة من الجانب التركي لتترك علامات استفهام كثيرة عن مغزى هذه الزيارة والفائدة منها وقد أعطى الكثيرون تفسيرات لهذه الزيارة لاعتقادهم انها لاتخدم العملية السياسية بل تصب الزيت على النار وقد اطلعت شخصيآ على تصريحات السيد عمار فيما أوضح عن موقف المجلس الأعلى والتحالف الوطني من قضية الهاشمي أمام وسائل الاعلام التركية والسيد أوردغان وطالب بضرورة الانصياع الى القضاء واحترام سيادة القانون وان العراق يحكمه الجميع ولايقتصر على طائفة دون أخرى مما حدى بالجانب التركي مطالبة سماحته بشكل غير مباشر بالتنديد بالسيد رئيس الوزراء الأستاذ المالكي لمطالبته القانونية بملاحقة الهاشمي وقد كان السيد عمار ذكيآ في تصريحاته التي حفظت هيبة الدولة والحكومة والتحالف الوطني ورئاسة الوزراء وهذا مانطلبه اليوم من جميع المتصدين للعملية السياسية في العراق في التحالف والتعاضد الحقيقي لسد جميع الذرائع والتخرصات والمؤامرات الخليجية والتركية على العراق ...

أخيرآ من الضروري التذكير به ماذا سيكون الرد المناسب من قبل الحكومة العراقية فيما لو رفضت الجامعة العربية المسيسة كليآ والمنقادة لرغبات قطر والسعودية من عدم انعقاد القمة في بغداد أو انعقادها على مستوى دبلوماسي منخفض ؟؟ وقد يكون هذا السيناريو الأقرب خاصة لو علمنا ان الدول الخليجية ستقاطع المؤتمر بحجة حضور الرئيس السوري !! أو تضع شروطها في ما يخص ملف الارهاب المتمثل بمحاكمة طارق الهاشمي وبعض من أفراد القائمة العراقية ، ورجوع الحاكمية السنية المطلقة الى العراق !!!!واشتراطها بتسوية المشاكل مع الكويت في ملف ميناء مبارك الكبير و قضية الديون والآبار النفطية المتنازع عليها والموافقة على ترسيم الحدود والمتمثلة بشكلها الحالي ...شخصيآ لست متفائلآ من الأحداث القادمة ولا من انعقاد القمة ولا من الملفات الكثيرة التي تقيد العراق سياسيآ واقتصاديآ ولايمكن للحكومة الحالية ولا الحكومات القادمة حلحلتها لأنها باختصار شديد مسألة حقوق وكرامات ولا أجد أي من السياسين قادر على البت فيها لانها وباختصار شديد ستكون النهاية السياسية الحتمية له ... يبقى أن نذكر الساسة المتصدين في العراق حول موقف السواد الأعظم من أبناء جلدتهم في عدم رضاهم لمعالجة الكثير من الأمور الداخلية والخارجية .. وسيبقى وفائهم للأصابع البنفسجية مرهونآ ومشروطآ في وحدة كلمتكم وتعاضدكم ونكرانكم الذات ونؤكد لسان حالهم (مهما فعلتم فانكم مستهدفون) والامتحان أمامكم عسير جدآ ولن يرضى عنكم العربان والجربان حتى تتبعوا ملتهم ... حفظ الله العراق وشعبه من كل مكروه ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خميس
2012-01-31
كلام واقعي لن تكون هناك قمه عربيه في العراق. ولو صارت قمه, فسيحضرها بعض الدول فقط والتي لاناقه لها ولاجمل. السؤال ما هي المستجدات المهمة في نظر العربان التي تفرض أقامة هذه القمه؟ دول العربان تسيطر على هذه الجامعه,ولو قلنا أن هناك جامعه. فهذه الدول من مصلحتها ان يكون هناك عراق ضعيف ومشلول. لذا, على العراقيون أن يبحثوا عن جامعات وتحالفات أخرى وبأسرع وقت.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك