المقالات

أزمات العراق وعراق الازمات

898 17:27:00 2012-01-29

سماحة السيد حسين الصدر

منذ ان بزع فجر الخلاص من الدكتاتوريه البائدة في نيسان 2003 ، أطلعت الازمات رأسها ،وابتدأت التحديات والمشكلات تتفاقم يوماً بعد يوم وأول هذه الازمات موقف بعض الدول الشقيقه التي فجعت برحيل (القائد الضرورة ) واستكثرت على العراقيين ان يكون لهم برلمان منتخب ، وحكومه عراقيه تستند في شرعيتها اليه ، فابتدأت عمليّة ( التصدير ) للارهابيين حتى أضحى العراق حقلاً لعملياتهم المستمره ،في التفخيخ والتفجير والقتل والاباده ،في مسلسل دموي كارثي ،استهان بكل القيم الدينيه والانسانيه والحضارية والسياسية والاجتماعية والاخلاقية وأطرف الطرائف في هذا الباب أنَّ علة برودها في التعاطي مع الملف العراقي كانت بسبب ( الاحتلال ) مع أنَّ قسماً من تلك الدول الشقيقه هي التي قدّمت لقوات الاحتلال كل التسهيلات وما زالت تحتضن العديد من قواعدها العسكرية المهمة في المنطقة !!وتزامناً مع هذه المواقف الغريبة ،طُرحتْ مسألة النفوذ الايراني في العراق ،وجعلتْ عائقاً آخر أمام العلاقات العربية - العراقية . إنَّ ذَنْبَ العراق هو اصراره على الانفتاح على كل أشقائه وجيرانه ،بل على المنظومة الدولية بأسرها ،وكان على الاشقاء العرب امتلاك زمام المبادرة وتفعيل العلاقة العربية - العراقية لو كان الأمر كما يزعمون..!!وحين شاركوا بدرجة أو أخرى في ارباك الساحة العراقية ،بأوضاع أمنية محزنة ،أصبحوا يعتذرون عن فتح سفاراتهم لتردي الاوضاع الامنية وكأنهم ليسوا من صُنّاع تلك التداعيات الامنية الخطيرة ..!!ان بعض العواصم العربية أصبحت ( محطات تجميع ) لأيتام النظام البائد، ورموز المعارضة للعراق الجديد ،ونترك الحديث عما بعد ذلك ،لأنه معروف لا يخفي على الفَطِنِ اللبيب ..!!ولم تكن الجهود العراقية لعقد القمة العربية في بغداد ،الاّ لكسر هذا الطوق ، وفتح صفحة جديدة ، يقوم فيها التعامل الايجابي مقام الفتور والبرود ، الا أنَّ الربيع العربي بأحداثه الملتهبة، أدّى الى تأجيل عقد القمة العربية الى آذار من هذا العام .أما على الصعيد الداخلي فهناك أزمات عديدة :أبرزها الازمة السياسية ، والامنية ، وأزمة الخدمات ، بما في ذلك مشكلات الكهرباء والماء والسكن والنقل والصحة والتعليم والبطاقة التموينية مضافاً الى أزمة البطالة ...وكل هذه الأزمات ترجع في الحقيقة الى أزمة واحدة انها أزمة ( المواطنة ) المعترف بها ( نظرياً ) والمنسيّه ( عمليا ) ان المواطن أصبح وقوداً للمعارك الانتخابية فقط .وأصبح مصباً للوعود الكاذبة والضحك على الذقون ..!!وثمة نسيان كامل لهذا المواطن الغارق في همومه ومشكلاته ...!!!لقد أصبحت الدولة دولة ( المسؤول ) لا دولة ( المواطن ) فالمسؤول هو الذي يحظى بالحماية الكاملة ،والامتيازات المتعدده ثم ان ( المحاصصات ) أصبحت مقابر جماعية ( لكفاءات ) المواطنين ، ولم يعد المواطن - بما هو مواطن - قادراً على تحقيق طموحاته ،بعد ان استحوذ السياسيون على الكعكة بكاملها ان الصراعات السياسية ، التي تعاظم حجمها ، وبرزت جلية واضحة للعيان ، كانت السبب في التداعيات الأمنية الخطيرة ، حيث لا أمن ولا أستقرار في ظل الاحتقانات والتشنجات السياسية الفظيعة التي تلقى بظلالها على اداء مختلف الاجهزه والمؤسسات في الدولة ، وتقود في النهاية ، الى تردي الأداء والعجز عن تغطيه حاجات المواطنين ان المليارات المنهوبة من خزانة الدولة ، كانت كفيلة بانجاز كل المشاريع الخدمية المطلوبة لأنعاش المواطن ان فرسان الفساد المالي والاداري ظلوا بعيدين عن المساءلة بسبب ارتباطاتهم بكتل سياسية معيّنه ..!!وهكذا تدور الأيام لتتكرر المشاهد ،بكل ما تحمله للمواطن من أعباء تثقل كاهله .قد يكون من السذاجة ان نتوقع ( انقلاب ) الغارقين الى الأذقان بامتازاتهم ،على أنفسهم ،وتحولهم بين عشية وضحاها ،الى ابطال إيثار، وتقديم للمواطنين على أنفسهم ومصالحهم ما هو الحل ان مسؤولية المواطنين أنفسهم مسؤولية كبيرة امام الله وأمام التاريخ ، وما لم يتم الالتزام الدقيق بتحكيم المعايير الموضوعية في انتخاب ممثلي الشعب ،فلن يتم التغلب على الكثير من الأزمات .المطلوب انتخاب حزمة ناصعة من ذوي الكفاءات ،والمواقف الوطنية الصادقة ،والقدرة على النهوض بالمسؤولية ،والصدق في حمل هموم المواطن والوطن ، بعيداً عن كل الاغراءات ووسائل التضليل ....ويفهم من هذا ان الحلّ ليس سريعاً ، وهو قد لا يتأتى الاّ بعد حين نعم ان هذا الأمر كان يجب ان يكون ،وحيث أنه لم يكن ،فلا بُدَّ من التوثب والاستعداد من الآن والمؤسف حالياً ان كثيراً من المواطنين ،يعلن عزوفه عن المشاركة في الانتخابات القادمة ، وهذا يعني ابتداء دورة جديدة من المعاناة والقضاء على الأمل في التغيير نحو الأفضل والسؤال الآن :وماذا نصنع قبل حلول وقت تلك الانتخابات ؟ان وسائل التعبير عن الرأي مكفولة دستورياً وقانونياً ،مادامت بالطرق السلميه ، فلا بُدَّ ان تخرقوا جدار الصمت ،وان تتعالى أصوات الجماهير مطالبة بحاجاتها المشروعة ،عبر التظاهرات والاعتصامات والمذكرات المكتوبة المحددّة للمطالب ، وعبر الوفود واللقاءات بأصحاب القرار، فضلاً عن تصدي العلماء وذوي الشأن والخبرة لتذليل الصعاب ،وتقديم النصح والمشورة بما ينفع البلاد والعباد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
jasem
2012-01-30
منذ ذهاب صديم الذي أحتل الكويت بأشاره من أسياده لغرض رسم الشرق الأوسط الجديد ودقت طبول الطائفيه من قبل أمريكا وترعيب المنطقه من أحزاب التطرف وأستغلال العواطف عند الشعوب ووظفت أمريكا دول وأحزاب ومنظمات تعمل لصالحها وعند ضعف الأقتصاد العالمي بدأت الفكره الفرنسيه القديمه بأضعاف الدول أمنيا وجعل مرتزقه لحماية السياسيين والمنشات المهمه لكي تسيطر عليها وعند كشف الحقائق تضرب هذه المؤسسات من قبل المرتزقه والى متى الضحك الفقير الوحيد هو الضحيه وأطفالنا يلعبون بألعاب أكترونيه أمريكيه بالدولار صناعه صينيه
المهندسة بغداد
2012-01-29
سماحة السيد ارى ان نبض كلماتكم قد تسارع ولم تستشهد حروفكم بنوادر الماضي على طريقتكم المعهودة عالية الادبية لكي تسمع الجارة ! اراكم اليوم تطرقون باب الجار بقوة لاخباره برأيكم بشكل مباشر . احيكم فيكم سرعة النبض وان كان ما قد سبق غاية في الشفافية ولكن جارتنا صماء فاطرقوا حتى تسمع فامثالكم لصوتهم ورأيهم صدى اولا في قلوبنا وعسى ان تكون جرس انذار لهم بأن افيقوا فلقد طفح الكيل جزاكم الله خيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك