المقالات

القاعدة تعيد تجربة العراق في سوريا والضحايا هم الاقليات والامريكيون هم الخاسرون

926 18:53:00 2012-01-28

الشيخ حسن الراشد

الواضح ان اساليب القاعدة وتنيظمهم الارهابي اصبحت جلية وتتكرر في سوريا بعد ان كان العراق مسرحا لعملياتهم الارهابية ‘ والامر المختلف اليوم ان هذا التنظيم الارهابي وبتحالف واضح مع اطراف ظلامية تتحرك بحرية مطلقة في اعمال القتل والارهاب والخطف على الهوية المذهبية التي تستهدف المسيحيين والشيعة والعلويين وبغطاء عربي وامريكي واروبي لا يمكن لاي مراقب ان يتجاهله ولكن الاجندات الاقليمية والدولية المتداخلة في القضية السورية تجعل من ا لصعوبة بمكان في كشف حقيقة ما يجري في سوريا ‘دعك عن اساليب الشتم والانشائيات الواردة في بيانات المعارضة السورية واسيادهم في خليج الاقزام الا ان الحقيقة لا يمكن ان يحجبها الغربال ‘ من يقول او ينكر عدم وجود اعمال الخطف والقتل الطائفي في مناطق سوريا هو اما جاهل واما متواطئ مع الارهابيين الذين تحولوا في زمن ثورات الربيع الاطلسي الى "احرار" وطلاب الحرية وابطال.القاعدة كانت تقوم بنفس افعال الجماعات المتخفية اليوم خلف قناع "الجيش السوري الحر" وغيره من العصابات التي تخطف وتقصف وتقتل ‘ هذه الممارسات الاجرامية في الحقيقة جزء منها يتحمله بشار ونظامه لان هو من اطلق يد الارهاب في العراق بعد سقوط طاغية بغداد صدام البعثي المقبور ظنا منه ان ذلك يقي سوريا من تداعيات التغييرات في العراق واحتلاله ولكن الشريط يعاد اليوم تكراره في سوريا وبغطاء دولي بحيث لا يتيح لاي مراقب خارج اللعبة القائمة من ان ينشر رأيه بكل حرية وكشف حقيقة من يقف خلف الاحداث في سوريا بغض النظر عن ماهية النظام الحاكم في سوريا والذي في نظرنا لم يكن اقل اجراما من اي نظام عربي من المحيط الى الخليج .

ان اصابع تنظيم القاعدة الارهابي بدت واضحة للعيان ليس فقط في عمليات التفجير الانتحارية والقصف بالقذائف لمناطق اهلة بالسكان غير المنتمين للمذهب السلفي والتي تطال الابرياء وانما من خلال تعاظم النفوذ الوهابي والتنظيمات الدينية المتطرفة في سوريا التي اخذت كامل حريتها في اخفاء اهدافها الحقيقية والتخفي كالحرباء وممارسة اسلوب النفاق مع الغرب و "التقية" في تعاطيها مع احداث ثورات ((الربيع العربي)) للوصول الى الحكم كهدف اولي مدعومة بشكل صريح وواضح من الدول ذاتها التي ساهمت وتساهم ليومنا هذا في زعزعة الاستقرار في العراق ودعم القتلة والارهابيين واغراقهم بالاموال والاسلحة لتنفيذ اجندة هي طائفية وحاقدة اكثر مما لها اي علاقة بالتعددية او الديمقراطية او حقوق الانسان كون ان فاقد الشيء لا يعطيه فاذا كانت دولة كدولة ال سعود المعروفة بالتطرف الديني والديكتاتورية وغياب المؤسسات الديمقراطية وفقدانها لابسط قواعد الاحترام لحقوق الانسان وحقوق الاقليات الدينية والمذهبية تدعي بالدفاع عن "حقوق الانسان" وهي التي تقدم الاموال والاسلحة لتلك التنظيمات في سوريا فان على الغرب والامريكان ان يعيدوا حساباتهم مجددا قبل فوات الاوان وقبل ان تتحول سوريا الى مرتعا اكثر خطورة مما شكله العراق قبل 5 سنوات حيث ان انفلات الامور في سوريا بحيث تقع فريسة بيد المتطرفين والظلاميين والذين وجدوا اليوم في "الغطاء العلماني" وما تقدمه دولة قطر من دعم وغطاء اكثر "شرعية" في المحافل الدولية سوف يجر المنطقة برمتها الى ساحة حروب وعدم استقرار واستهداف لمصالح جميع الشعوب والدول قد تمتد انعكاساتها ـ شبه مؤكد ـ الى العالم كله .ان تحرك تنظيم القاعدة في سوريا تحت مسميات "الجيش السوري الحر" و" كتائب مواجهة المد الشيعي في سوريا" و"جيش الفاروق" وغيرها من المسميات والتي تحظى بدعم عربي رسمي وتمويل لوجستي تركي اصبح يشكل كارثة حقيقية على كل قوى الاعتدال الفكري والسياسي في المنطقة حيث لغة من يتحركون اليوم على الساحة السورية هي لغة القتل والانتقام والتشفي من كل الاقليات وهي تعيد تجربة العراق في بلاد الشام .

واليوم جماعات القتل الطائفية في سوريا تقوم بابشع انواع الاجرام والارهاب ضد الاقليات الدينية المسيحية والمسلمة من خطف وذبح وقصف واعتداء على الحرمات ‘ وتجري كل تلك الانتهاكات في وضح النهار وامام مرأى الناس وخاصة في المناطق التي يتغلب فيها لون مذهبي واحد مثل حمص هذه المحافظة التي هجر معظم سكانها من الشيعة والمسيح و العلويين بعد ان تعرضوا لعمليات الابتزاز والخطف والقتل على الهوية وتحولت الى بؤرة الارهاب الدولي حيث تتجمع فيها العصابات والجماعات الارهابية من كل حدب وصوب .هاهم الارهابيون يصرحون علنا بانهم على استعداد للقيام بعمليات انتحارية في سوريا وعلى رأسهم المطرود من بريطانيا المجرم الارهابي "عمر البكري" وهو يصرح بذلك من محل سكناه في لبنان وهذا ان دل على شيء فانما يدل على تهافت كل التنظيمات الارهابية على سوريا لمارسة مهنة القتل وفنون الذبح بغض النظر ان كان من يحكم هو بشار الاسد او زيد من الناس .وقد تجلى هنا غباء امريكي اكثر في المشهد السوري من خلال انجراره خلف اكاذيب من يسوقون اليوم للارهاب القادم وخاصة حكام قطر وال سعود الداعمين الرئيسيين لعمليات القتل والفتنة ونشر الارهاب في سوريا والمنطقة دافعهم ليس الحرص على مصالح الغرب او امريكا او حتى الشعب السوري وانما حقد على الانسانية ومن منطق طائفي وهابي لا يؤمن بحقوق الانسان ولا بمبدأ الاحترام للبشر..الامريكيون انخدعوا باؤلئك الحكام وبالاعيب الاعراب وحيلهم ومكرهم الذي تهرب منه الشياطين ‘ انخدعوا بعد احداث 11 سبتمبر عندما هاجموهم في عقر دارهم عبر تجنيد ذات الجماعات التي تقوم اليوم باعمال القتل والتفجير في سوريا والعراق حيث استطاع حكام ال سعود ومشيخات قطر والامارات والبحرين من تسويق خطاب "الاعتدال" وتعريفه للغرب بان هذا الخطاب هو خطاب "السلفيين" و"الوهابيين" وحتى اؤلئك "الاسلاميين" الذين يتسابقون اليوم للتسلق الى كراسي الحكم فيما الحقيقة هي ليست كذلك حيث ان هذا التسويق هو محاولة خادعة وماكرة لابقاء تسلط العائلات المستبدة في الحكم وعبر التنسيق من خلف الستار مع القاعدة والتنظيمات الارهابية المتطرفة ضمن عمليات استخباراتية معقدة تشترك فيها معظم الاجهزة الامنية المخابراتية العربية ‘ وسوف يرى الامريكيون انهم اول الخاسرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك