( بقلم : اسامة النجفي )
هذا رد مقتضب على ماادعاه الكاتب جواد كاظم خلف في مقاله هوس ألعقول المنشور في موقع صوت العراق:http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=44825
يقول جواد كاظم خلف:
(بمعنى آخر إن ألحسين ,ع، من رجال ألخط ألثاني أو ألجيل ألثاني في ألأسلام ، لم يكن كأبيه ألأمام علي ,ع، لاعالمآ فيلسوفآ ولم يشارك في معارك ألأسلام ألأولى ، رصيده معنوي ليس إلا لأنه أبن بنت رسول ألله ولولا كربلاء لبقي في ألظل لايعرفه ألكثيرون.)
الجواب :
سبحان الله على هذه الافتراءات التي تدل على جهل الكاتب بشخصية الحسين (ع). ان صحيح البخاري من اهل السنة يروي عن الرسول الاعظم (ص) قوله: حسين مني وانا من حسين. فما معنى هذاالحديث؟ لماذا اختص الحسين (ع) بهذه المنزلة العظيمة التي لم يحصل عليها اي صحابي باستثناء ابيه علي بن ابي طالب (ع) واخيه الحسن (ع). فبعد هذا الحديث العظيم الذي يبرز مكانة الحسين (ع) وجلالة قدره لايجهل الحسين (ع) الااعمى بصر وبصيرة. وفي صحاح اهل السنة جميعها يوجد الحديث (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) وحديث (الحسن والحسين امامان قاما اوقعدا). وعليه فلوافترضنا جدلا ان الحسين لم يعمل اي شئ في حياته لما بقي في الظل كما يدعي جواد كاظم خلف لورود هذه الاحاديث عن الرسول الاعظم (ص) وهي كالشمس في رابعة النهار. وبالطبع فان المنزلة العظيمة للحسين ومقامه الانساني والاسلامي لم يتاتيان عبثا حاشا لله الا لعلم الله بما سيقدمه الحسين (ع) للانسانية وللاسلام. وفي حديث اخر للنبي الاعظم محمد (ص): مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.
ثم يدعي جواد كاظم خلف ان الحسين (ع) لم يكن لاعالمآ فيلسوفآ ولم يدر ان الحسين عليه السلام له الكثير من الاحاديث الشريفة والادعيه والتي تبحث في الطب وخلق الانسان والعدالة الاجتماعية والاخلاق. خذ مثلا دعاء عرفة . هذاالدعاء العظيم الذي حوى من اسرار العلوم والعرفان الالهي والفلسفة مايدهش البشر وقد شرحه البعض بعدة مجلدات ولايمكن في هذه العجاله التطرق تفصيليا لكنوز المعرفه التي حواها هذا الدعاء الشريف. ويمكن الاطلاع عليه على الرابط:
http://www.imamsadeq.org/book/sub1/daa-arafeh/arafeh.htm
حقا ان كربلاء وملحمتها الخالدة لم تكن الا احدى الانجازات الكبرى للامام الحسين (ع).
يقول جواد كاظم خلف :
(شيئ غريب أن يبكي ألشيعه على ألحسين أكثر من بكائهم على ألرسول ويبكونه أكثر من بكائهم على أبيه ألعظيم ،ألفيلسوف ونصير ألفقراء ألأمام علي ,ع،)
الجواب: ومن قال لك يا هذا اننا لا نبكي على الرسول (ص) او علي (ع). ان البكاء على الحسين (ع) هو من سنة الرسول (ص) وهو اول من بكى واقام العزاء على الحسين (ع). انظر مقالتي على الرابط:
http://www.thenewiraq.com/tni/view.asp?ID=2146
بل ان الحديث الشريف الذي ذكرناه (حسين مني وانا من حسين) يؤكد ان مايجري على الحسين (ع) انما يجري على رسول الله (ص)وان مصيبتنا بالحسين هي مصيبتنا برسول الله (ص). فقد جسد الحسين عليه الصلاة والسلام جده الاعظم (ص) وامه وابيه واخيه والائمة من بنيه بل و الانبياء جميعا. يؤكد ذلك ان الرسول (ص) اشار الى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه في الحديث المشهور: انهم مني وانا منهم فاجعل اللهم صلواتك علي وعليهم واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
يقول جواد كاظم خلف :
(ألحسين ,ع، ليس ألوحيد في ألتأريخ من ضرب آية في ألأستشهاد والتمسك بمبادئه بل هناك من ألعرب والأعاجم ألملايين عبر ألتأريخ كما إن أستشهاده لم يكن ألأعنف مقارنة بحالات مآساويه أخرى حيث قتل ألملايين مع عوائلهم ، قتل كل أفراد عوائلهم وحتى ألأطفال والنساء أمام أعينهم بينما واقعة ألطف كانت بين فريقين مسلحين وإن لم يتساوا عدة وعددآ)
الجواب:
ان ثورة الحسين بن علي عليه السلام تمتاز عن بقية النهضات والثورات أنها كانت نهضة دينية مطلقة لا يشوبها شائبة الملك والسلطنة و الاغراض الدنيوية الرخيصة مثل قيام بعض الثائرين الذين تلبسوا بلبوس الدين. فعظمة الثورة الحسينية وامتيازها في التاريخ لها ثلاثة اسرار وراء خلودها الزماني والمكاني. الاول هو عظمة صاحبها وامتيازه وقد او ضحنا لك لماذا الحسين (ع) متميزا وعظيما . وثانيا ظروف الثورة. لقد ثار الحسين في وقت كانت ارادة الامة ميتة فاراد الحسين بثورته المباركة احياء هذه الامة الميتة التي تقبلت الظالمين كقدر مقدور وارتضت الخنوع علاجا لهذا المرض. فجاءت ثورة الحسين كالزلزال الذي ايقظ الامة وعلمها ان العزة ضرورة كضرورة الهواء الماء وان الميت العزيز افضل من الحي الذليل.وثالثها هو احياء الاسلام ذاته. حيث حاول المخطط الاموي القضاء على الاسلام ابتداءا من معاوية وتوجت الجهود بيزيد. وحيث ان الامة مبتليه بالخنوع والذل وفقدان الارادة لذا لوهدم يزيد الاسلام المحمدي الاصيل لما تجرا احد على فعل اي شئ. لذلك احتاجت الامة والاسلام لدم بعظمة الحسين (ع)للحفاظ على الاسلام المحمدي العلوي الاصيل. هذه الخصائص الثلاث هي التي ميزت الثورة الحسينية المباركة عن باقي الثورات في التاريخ.
يقول جواد كاظم خلف :
(ثم بعد كل هذا فالحسين ع ، أنسان لاتجوز عبادته ..... ولله في خلقه شؤون و ..شجون !)
الجواب: ومن قال اننا نعبد الحسين (ع) فالعبادة والخضوع هو لله تعالى شانه وحده وحب محمد وال محمد هو من اعظم العبادات ومصداق حبهم هو ان نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ونتبرا من اعدائهم ونطيعهم لله كما امرنا الله .والحسين (ع) عبد من عبيد الله وكان عبدا لله حقا لذلك اكرمه الله بالشهادة وجعله قائدا من القادة للحرية والعزة والعدالة والانسانية. سبحان الله مااقصر نظر البعض مقارنة بالمفكرين الغير مسلمين وكيف فهموا الحسين وبكوا من اجله وكيف برروا الشعائر الحسينية وكيف اعترفوا بخلود الحسين (ع) وثورته المباركة.واليك بعضا من اقوالهم علما اني نشرت سابقا اراء بعض الشخصيات من غير المسلمين حول الحسين (ع) واذكرها هنا لاتمام الفائدة.
قال المفكر المسيحي انطوان بار: لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
قال المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان:وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها.
قال جارلس ديكنز - الكاتب الإنجليزي المعروف: إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.
قال السير برسي سايكوس - المستشرق الإنجليزي: حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون:هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.
قال الزعيم الهندي غاندي: لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.
وقال ايضا: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر.
وقال ايضا: أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً من الهندوسية، واني أعزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي. وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين. وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين ثائراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر.
قال المطران الدكتور برتلماوس عجمي: "من أجدر من الحسين لأن يكون تجسيدا للفداء في الاسلام؟"
قال بولس سلامة: "ان ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد انساني"
مهما قلناعن الحسين (ع)، ومهما كتبنا عنه، فلن نتجاوز فيه ما قاله رسول الله (ص)): ((مكتوب على ساق العرش: إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)).
لا يقاس الحسين (ع) بالثوار، بل بالأنبياء.
ولا تقاس كربلاء بالمدن، بل بالسماوات.
ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون
مع الحسين (ع) كل هزيمة انتصار.
وبدون الحسين (ع) كل انتصار هزيمة.
لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن ((كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء))
أيها الناس .. إن الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين، ألا ترون كيف أن "عبد الله الرضيع" يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال ؟
تمزقت رايته .. ولم تنكس!
وتمزقت أشلائه .. ولم يركع!
وذبحوا أولاده وإخوانه وأصحابه .. ولم يهن!
إنها عزة الإيمان في أعظم تجلياتها
قبل عاشوراء، كانت كربلاء اسماً لمدينة صغيرة، أما بعد عاشوراء فقد أصبحت عنواناً لحضارة شاملة..
الباحث الإنكليزي ـ جون أشر: إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..
المستشرق الهنغاري أجنانس غولد تسيهر: قام بين الحسين بن علي والغاصب الأموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الإسلام بعدد كبير من الشهداء.. اكتسب الحداد عليهم حتى اليوم مظهراً عاطفيا.ً
الكتاب الإنكليزي توماس لايل: لم يكن هناك أي نوع من الوحشية أو الهمجية، ولم ينعدم الضبط بين الناس.. فشعرت في تلك اللحظة وخلال مواكب العزاء وما زلت أشعر بأني توصلت في تلك اللحظة إلى جميع ما هو حسن وممتلئ بالحيوية في الإسلام، وأيقنت بأن الورع الكامن في أولئك الناس والحماسة المتدفقة منهم بوسعهما أن يهزا العالم هزا. فيما لو وجّها توجيهاً صالحاً وانتهجا السبل القويمة ولا غرو فلهؤلاء الناس واقعية فطرية في شؤون الدين.
الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك: إن الشيعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه، بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء.
توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي: أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله،وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه إ
دوارد براون، المستشرق الإنجليزي: وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها
فردريك جيمس: نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة
ل . م . بويد: من طبيعة الإنسان أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام وعلو الروح والهمّة والشهامة. وهذا ما يدفع الحرية والعدالة الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد. وهنا تكمن مروءة وعظمة الإمام الحسين. وأنه لمن دواعي سروري أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى، على الرغم من مرور 1300 سنة على وقوعها.
وهذا كافي بالغرض والحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha