المقالات

أُصول الحرّيّة في العقيدةِ الإِسلاميّة ( الحلقة الثالثة)

661 20:55:00 2012-01-27

اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

عزيزي القارئ اليك اصول الحرية في العقيدة الاسلامية في حلقات من اعداد الشيخ حيدر الربيعاي / مدير مركز البحوث والدراسات الانسانية في النجف الاشرف ومن تاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية في النجف الاشرف

الخاصيّة الثانيّة: المفهوم الحقيقي للحريّة في الإِسلام:قال تعالى: (إِنّا هديناه السبيل إِما شاركاً وإِما كفوراً) .وقد أوجز الإِمام الصادق (عليه السلام) هذا المعنى بقوله: «اللهُ يحتج على الناس بما آتاهم وعرفهم».فمَنْ اتاه مالاً يسأله هل أدى ما فيه من حق؟ومَنْ آتاه علماً، هل عَمِل بموجبه؟ومَنْ آتاه جاهاً وسلطاناً، هل أقام به حقاً، وأنصف مظلوماً من ظالمه؟ويقول لكلِّ عاقل قادر: منَحتُك العقل والقدرة والحريّة والإِرادة وأُوضحت لكَ طريق الخير والشر بأدلة العقل والوصي، ونهيتك عن هذا، وأمرتك بذاك، فهل عَملتَ بطاعتي أو بأهوائك؟مِنْ هنا يتضح لنا أَنَّ الله سبحانه وتعالى جَعلَ الانسانَ حرّاً مختاراً; بل أعطاه الحقّ بأن يتمتع بكامل حرّيّتهِ في جمعِ أَفعالهِ، وذلك بعد أَنْ بيّن له هذه أَبعاد الحريّة، وأرشده الى كيفية التميّيز والاختيار، فهداه الى معرفة طريق الحقّ والهداية من الشرِّ والضلالة، فمَنْ أطاع الله تعالى باختياره، فقد فازَ برضوانه، وجنات عرضها السموات والارض أُعدت للمتّقين، ومَنْ عَمِل بهواه ـ بعدما قامت عليه الحجّة لله تعالى ـ فقد خسرز وله نار سُعِرت للعاصين والكافرين; وذلك إِنّما حصل لهؤلاء نتيجةً لسوء اختيارهم، وحرّيتهم الشاذة، وكل مَنْ يفعل ذلك فقد ظلم نفسه، ونال جزاءه العادل.وعليه، فأنَّ المفهوم الحقيقيّ للحرّيّة في الإِسلام العزيز، والذي يقرّه لكل فرد من البشرية، ضمن سلوكه الإِجتماعي المُعيّن في المجتمع الإنساني، هو حقّ الحرّيّة الذي يتميّز بضوابط أخلاقيّة، واجتماعيّة، وحدود شرعيّة مؤطرة باطار الشّريعة الإسلاميّة المقدسة; والذي لايمكن التعدي عليه; وذلك حفاظاً على سلامة المجتمع، وهذا الحقّ ثابت الى مدى يجب أنْ تكون فيه حريّة الانسان هي الهدف المنشود في إِيصاله الى الكمال، الذي اراده الله (عزّوجلّ) لهذا النوع البشري من الخلق.إِذاً، فالحرّيّة في الدّين الإسلاميّ الحنيف هي التي أعطاها الله تبارك وتعالى للبشر منذ أَنْ خلقه واعطاه العقل، ثمَّ جعله مختاراً في أفعاله وتصرفاته ـ سواءٌ كانت بينه وبين خالقه الواجب المتعال، أو كانت بينه وبين سائر المخلوقات الممكنة ـ حيث «لاجبر فيها، ولاتفويض يسودها، لكي لايعم الظلم، أو تنتشر الفوضى بين الناس، فينتشر الفساد في الأرض. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك