سالم كمال الطائي
صدقت الأخبار وتسريبات الأقوال أم كذبت في الفترة الأخيرة وخاصة في أحداث سوريا وعلاقتها بإيران وحزب الله في لبنان؛ فإن لهذا الدخان نارٌ مستعرة في صدور أعداء العراق في الداخل والخارج؛ وكما هو معروف فإن العراق أصبح تابع! - أراد "قادته" أم رفضوا- في فلك السياسة الأميركية وخاضع لإرادتها سرا وتحترم إرادته علناً!! كما هو الحال مع بقية الدول الخاضعة لأميركا والغرب وتتحكم في سياستها وتوجه ما يسمى بقادته للمحافظة على مصالحها الحيوية الإستراتيجية, وهذه الدول هي مجموعة دول الخليج وخاصة السعودية والكويت ثم الأردن وإلى درجة أدنى تركيا وحكومات شمال العراق, وكلنا أصبحنا تابع للسياسة الأميركية بدرجات متفاوتة أسوءها وأحقرها في السعودية ودول الخليج؛ ولما كنا أفراداً في "العائلة الأميركية الغربية" وندين لها بالولاء والطاعة!! فلماذا هذا العداء السافر ضد العراق من قبل تلك الدول المحتلة الحقيرة والتي "قادتها"! عبيد وخدم لأميركا والغرب؟؟ ويحاول قادة العراق الجديد المخلصين للوطن والشعب التخلص من التبعية والخضوع بأساليب دبلوماسية هادئة وطويلة النفس؛ بعكس الذين ارتضوا التبعية والخضوع وسلموا مفاتيح بلدانهم إلى المحتلين وانتشروا في "ربوع" أميركا وأوروبا وحسابهم يصلهم بانتظام؛ أما شيوخهم المخرفون فليس لديهم سوى مهمة الخباثة والتآمر من اجل منع طائفة "الشيعة" في بلدانهم أو في بلدان الجوار من التحكم والاستقرار والتقدم ومن ثم إزاحتهم من كراسيهم واستخلافهم بآخرين,! أما أميركا والغرب فإن دورهم بعد أن يثبتوا أقدامهم في تلك البلدان هو خلق حالة من التوازن الخبيث وليس الحميد!! بين تلك الدول؛ هذا التوازن الذي يعتمد على تعميق الخلافات وتأجيج العداوة وتشجيع التطرف ودعم عصابات القاعدة التابعة لها!! لتنفيذ عمليات تخدم مخططها وتنسب إلى هذا الطرف أو ذاك ليبقى الحال مضطرباً والفوضى منتشرة والأمن مهدد والتفرقة قائمة والاستفادة من مبدأ استعماري قديم هو: "فرق تسد" أضاف إليه المستعمرون الجدد كلمة ".... وجهل تسد"!!
إن نشاط حكام السعودية المحموم في التصدي للعملية السياسية في العراق ومن يتعاون معها من الطائفيين والعنصريين هنا وهناك أمثال "البارزاني" و"جعجع" و"جنبلاط" و"علاوي" وجوقته وأخطرهم "سلمان الجميلي" و "أحمد العلواني" العقارب الخطيرة, و "صالح المطلك" و "طارق الهاشمي" وعصابته من الحماية, وهناك من العملاء المرتزقة الكثير يتصدرهم فلول صدام وقطعان الماشية العربان الأدوات الحقيرة المستخدمة في التفجيرات والاغتيالات و المفخخات , كل هذه العمليات تنشط وتدور حول ما يعتقدون بأن الحكم في العراق يتزعمه "الشيعة" وتدعمه إيران ويتحالف مع سوريا التي تدعم "حزب الله" وهذا هو المحور الخطير الذي تخشاه أميركا والغرب وإسرائيل الذين يحركون أولئك الأعداء بزعامة حكام السعودية العبيد وباقي المجرمين من أعداء الشعب العراقي وحكومته الوطنية التي تحاول درء خطر هذه المساعي الشريرة لإسقاط حكومة أو حكم "الشيعة" في العراق كما يدعون.
إن أميركا والغرب لا يريدون أن يتطرف "المالكي" في حكمه إلى طائفة "الشيعة" أو التقرب إلى إيران أكثر من المسموح به, وقد تعهد السيد "المالكي" كما يبدو بأن لا يكون كذلك وسوف يحافظ على مصالح الولايات المتحدة والغرب بموجب التعاون المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين وقد تم الاتفاق مع "أوباما" في البيت الأبيض مع السيد "المالكي" بل تم التوقيع على ذلك!!
ومن هنا فإن الولايات المتحدة الأميركية والغرب سوف يحددوا تدخلهم في العراق ويركزوا على الأهم, وإذا كان ولا بد من الضغط على حكومة "المالكي" التي تعهدت أميركا بمساندتها في حالات ترى أميركا أنه يحتاج إلى "جرة إذن" فإنها تحرك عملائها في السعودية وقطر وربما في الكويت!! ليحركوا هؤلاء عملائهم ! في العراق مثل "علاوي" و "الهاشمي" وغيرهم ومدهم بما يحتاجونه من المال والرجال للتصدي لحكومة "الشيعة"! في العراق وزعزعة استقرارها؛ تحقيقا لطموحات الأعداء وتثبيتاً لضمان مصالحها ودفع العراقيين لطلب "العون" من الولايات المتحدة مرة أخرى! ولسان ضميرها يقول: "بأسهم بينهم"!!.. وسوف نتدخل حيث ما تكون مصالحنا مهددة مستخدمين عملائنا للقيام بهذه المهمة, وهكذا تجري الأمور هذه الأيام وقد تؤدي إلى كوارث في العراق إذا بقي جماهير الشيعة في العراق في نزاع وتناحر وخلاف فيما بينهم بل يعادون الحكومة الحاضرة ويتآمرون عليها مع أعدائها وهذه هي الطامة الكبرى التي سوف لا ينجو منها أحد من زعماء وقادة "الشيعة" وتعم الكارثة على أبناء الشعب الأبرياء والأمور تجري الآن بهذا الاتجاه الخطير ويلاحظ أن هناك نشاطاً مكثفاً ومريباً من اللقاءات والزيارات لعناصر طارئة على الساحة العراقية, فما هي علاقة "جعجع" و "جنبلاط" بـ "البارزاني" وكما يقول المثل: شنو لم الشامي على المغربي"!؟ أو ما الذي جمع شمل الشامي بالمغربي!
إن قطب رحى التآمر "السعودية" وحكامها العملاء يتوهمون إذا حكم العراق "السنة" أو زعيم "سني"!! فسوف يكونوا في أمان! فلقد حكم صدام حسين "السني" فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنه هدد كل الحكام السنة في السعودية والكويت واحتل الكويت؛ وأراد احتلال السعودية والخليج ومن ثم يتحكم بمصير الأمة العربية ويتفاهم مع أميركا والغرب من مطلق أنه "إمبراطور الأمة العربية"!! وقد لاقوا منه الخوف والفزع وهربوا إلى أميركا وأوروبا؛ هربا من "حامي البوابة الشرقية للأمة العربية"!!.. فالمسألة إذن ليست قضية "سنة" و"شيعة" في العراق فكلا الطائفتين لها رجال في الحكم ويديرون شؤون الدولة بالتعاون والتآخي ولم يعكر صفو هذا التآلف سوى عملاء السعودية والكويت والأردن من زعماء القائمة اللاعراقية وزعيمها المعروف "أياد علاوي" والآخر "طارق الهاشمي" بزياراتهما المكوكية للسعودية والأردن للتآمر وقبض الأجور والتعهد بإسقاط "المالكي" ومن معه من "الصفويين"!!؟ وحكم العراق "سني" آخر هو الزعيم "عبد الكريم قاسم" وتكالبت عليه كلاب السعودية ومصر نيابة عن أميركا والغرب لأنه كان أشرف زعيم عربي يحكم العراق وقد قام بإنجازات عظيمة مشهودة آثارها باقية لغاية هذا اليوم, إذن أن القضية ليست "سني" و "شيعي" بل شكل النظام وشعاراته وأهدافه , فإذا أضر بالمصالح الأميركية والغربية حركوا عليه كلابهم المسعورة للهجوم عليه وتصفيته باسم العروبة والدين والمذهب؛ ولكن لمصلحة المصالح الأميركية الغربية الإسرائيلية وحسب ... فهل رأيتم أو سمعتم بعمالة وعبودية وحقارة بمثل ما يتمته حكام السعودية والأردن والكويت ومصر "مبارك" وحتى المقبور "جمال عبد الناصر" الذي يقال عنه أنه {{ أعظم زعيم عربي؛ حقق أكبر هزيمة لشعبه وأمته}}!!... كان هو الآخر من المتآمرين على الزعيم المرحوم "عبد الكريم قاسم"... و"من هل المال حمل جمال"
وأخيراً.. الحرب الطائفية في العراق وفي المنطقة كلها محتملة - لاسمح الله - ومن أجل درئها والمحافظة على العملية السياسية الجارية في العراق لا خيار لقادة الطائفة الشيعية في العراق غير ترك خلافاتهم والتوجه نحو الاتفاق والوحدة ومساندة حكومة "دولة القانون" والاستعداد للمواقف الدفاعية الإيجابية! وتعزيز الخنادق! والاحتفاظ بالبنادق! وهذا الموقف والمظهر هو الذي يردع قوى الشر التي تريد للعراق الجديد الهزيمة والفشل؛ أما أميركا والغرب فلا يهمهم قيام مثل تلك الحروب لأنها تصب في مصالحها وبالتالي تستطيع السيطرة على الأمور وترتبها مرة أخرى بفضل "خضوع العراق للمادة أو الفصل السابعة"!! وإن أي حرب تقوم في المنطقة أو في منطقة نفوذها ستكون هي الرابحة من حجم الدمار والخراب وإزهاق الأرواح وبيع السلاح وتدوير معامله المعطلة وإنقاذ اقتصادها المنهار والذي يبحث عن وسيلة للخروج من أزمته ولا أفضل من الحروب في منطقتنا المسيطر عليها, وليس ببعيدة عنا الحرب العراقية الإيرانية والتي دامت ثماني سنوات أفرغت مخازن أميركا والغرب كل ما لديها من سلاح منتهي الصلاحية!! وكانت في زمن شاه إيران تبيع الدبابة بمليون دولار مثلا.. أصبحت تبيعها بعد ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران بعشرة ملايين وقس على ذلك بقية الأمور, فهل لحكام السعودية وباقي أعداء العراق عقل سليم لتقدير الأمور والكف عن التآمر والحقد الأعمى وصرف ملايين الدولارات للعملاء الخونة من العراقيين من أجل قلب نظام الحكم وتسليمه إلى مَنْ يرضون عنه!!؟
ومن هنا ننصح قادة العراق وعلى رأسهم "المالكي" ونذكرهم بالقول: {{إذا أردتم السلام؛ فعليكم الاستعداد للحرب}} .. الاستعداد للحرب ليس بامتلاك السلاح الفتاك!! بل بما هو أشد فتكاً من الأسلحة النووية! إلا وهو سلاح الوحدة.. والوحدة وحدها هي الخلاص والنجاح؛ فإن أميركا لا تحمي إلا مصالحها ولو على حساب الشعوب والدول وهي تسعى دائما ومن ورائها الغرب كله وإسرائيل على إحباط إي مشروع وحدة بين الشعوب العربية أو الإسلامية أو أي شعوب أخرى.. لا بل تسعى إلى تفرقة أبناء الشعب الواحد بإسم أو تحت شعار "الديمقراطية" - كما هو حال التشرذم في العراق اليوم - حتى لا يكون قوة لا يمكن قهرها حتى ولو لم يمتلك السلاح الناري!! بل يمتلك سلاح الوحدة والإيمان والإخلاص للشعب والوطن.
https://telegram.me/buratha