( بقلم : احمد مهدي الياسري )
أبديٌَ حبك فينا ازلي كالخلود وانين الفراق لوعة في كل فؤاد تئن عليك عليها كل الكائنات شهود , من مثلك نال مانلت ياحُسينَ الجنان في الوجود ؟ انت الحسين يقضة وزهو في دنيا كل الانام فيها رقود ..تالله سيدي ياحسين قدعجز المداد ان يستقم في سرده الوصف الذي تستحق, فمن هو كأنت يعجز الفهم في بحثه والعقول تتعبُ, فلا هي التي تستطع ان تصل كنه سره ومكنون وصفه , ولكن حسبي بحروف اسمك كأنها لوحدها ان ُسطرت من الحُسن امست شموس تنير لنا الايام الحالكات المظلمات وكأني بكل حرف منه زهور مورقات تزدهي الاوطان بها نجمعها فنشم منها عبق الرسالة وثقلها ومن بين طيات الحروف يخرج صدى الحزن مناديا فترددها الاجيال ياحسين ياااااااااااااحسيييييييييييين ..
ما اجمل الوفاء سيدي ابا عبد الله حينما يكون لحبيب كأنت فلكم قطعنا فيافي الارض علنا نجد كمثلك في الشمم بين القمم وكنحن في الحب والوفاء والانين فما عدت ياسيدي الا بخفي حنين ..
حقا سيدي ليخجل المرء ان يكون من امة تقتل ابن بنت نبيها وتجعل من ذكراه اعراس وافراح , ولكن الصبر يقول ان الحسين ومحبيه كان امة وامة الخزي التي سعت في غيها امست غمة , وسيبقى ذكرهم وذكر الحسين مترادفين حتى قيام الساعة ذاك الحبيب مضى شهيدا تاركا دنيا ذل وهوان مفتحة الابواب امامه ولكن بعز وشمم . وتلكم الاوباش قـُبرت تاركة الدنيا والقصور والصولجان بذل وهوان تتجرع الزقوم والسم ..
تقول عنك امة الاعراب انك كنت تطلب امارة وملكا وانك خرجت على طاعة الامير وما انصفوك وانصفوا جدك وابيك وامك واخيك وآلك وبنيك لان في آذانهم وقرٌَ وفي العيون منهم قذى , صم بكم عمي فهم لايفقهون والاغرب من هذا وذاك ان ينصفك من هو ليس منك وابعد ما يكون عن الاسلام دينا ودنيا ..
قال الاعراب عنك طالب امارة ويقول عنك جارلس ديكنز، الكاتب الإنجليزي المعروف " إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لاأدرك لماذا إصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام."..
لعمري ان الحياء لم يعرف طريقا الى اخلاقكم وان الصواب لهو ابعد عن متناول عقولكم إن كان هناك ثمة عقول في تلك الكتل المتحركة المسمات اجساد بشر ..
عجبي امن هو مثل الحسين يحز رأسه بسيف وتفرحون ؟؟
عجبا للسماء لم تنطبق على الارض ؟؟
عجبا انكم لازلتم لم تتعظوا من امس الحسين الشهيد ومن خزي يزيد وال يزيد ؟؟
عجبا الا ترون ان رضيعا للحسين خلده الزمان وتاريخ بطشكم في الحضيض مخلد ؟
اعلم اني اسمعت لو ناديت حيا ولاحياة لمن انادي ولكن حسبي امتي امة الحسين وجده وابيه وامه واخيه وآله اقول لها ان الحسين مضى شهيدا لاجل ان نحيا ونسعد , مضى عطشانا واطفاله وعياله لكي نرتوي من عذب ماء حرموه منه وحين اطل على عالم الانعام فلا اجد من يحرم بني جنسها من قطرة ماء فحق عليهم القول انهم اضل منها سبيلا ..
امة تترضى وتترحم على من يحرك سوطاً بيده يقلب به شفاه ليست على وجه الارض شفاه غيرها قد قبلها اطيب فم لاطهر نبي جاد به الله على الوجود تلك امة عليها لعنة الله والناس اجمعين ..
امة تساوي بالرضى بين شهيد العز وفطيس الذل تلك امة تستحق منا ان نبرأ الى الله منها ونلعنها في الغدو والأصال ونقول في كل زمان ومكان الا لعنة الله على القوم الظالمين ..
يقولون من يسمون ملة الاسلام زيفا ان الحسين قتل بسيف جده وسموه بالخارجي وحينما ادخلوا عياله الى الشام سبايا كانت الناس تجتمع حسب دعاية الامير الفاسق يزيد وتدعي قدوم قافلة المرتدين الخارجين على الامير كما افهموهم وعجبا ان من هو ليس منها يقول والحديث للمؤرخ الانكليزي جيبون : لقد حدثنا أن كبار الرجال من الأقطار الشقيقة من غير الشيعة انه التقى بمستر روزفلت الصغير، فدار الحديث بينهما على الحرب وويلاتها وأخذ يشرح له اداب الحرب في الاسلام، ويقارنها بوحشية الحروب بين الدول الغربية، فقال له روزفلت: مهما بلغ المحاربون من الوحشية والاعتداء فإننا لم يسمع عنا اننا قتلنا ابن نبي ننتسب إليه، ولا جردنا بنات النبي وآله من ثيابهم واخذناهم سبايا غير مكرمين.. قال وحدثنا: فوجمت ولم اتكلم.. روزفلت ينتصر للحسين (ع)
إنّ مأساة الحسين المروّعة ـ على الرغم من تقادم عهدها ـ تثير العطف وتهز النفس من أضعف الناس احساساً واقساهم قلباً.. إن مذبحة كربلاء قد هزّت العالم الإسلامي هزاً عنيفاً.. ساعد على تقويض دعائم الدولة الاموية الباغية ..
وعجبا سيدي يا ابا الاحرار ان تبكيك امة لاتنتمي الى دين جدك ويستلذ بمرآى راسك المقطوع الخضيب امير الفجور ويتناوب على القسوة ابنائه يتوارثون الفرح في كل يوم عاشر من محرم ويسموه عيدا حتى قالت بعض الناس ألأهل الشام عيد لانعرفه ؟؟
واليوم اعياد الفرح لازالت مستمرة في بعض بلاد مايسمون زيفا مسلمين يشعلون نيران الرقص ويلهون ويرقصون ويلبسون ازهى الثياب فالذكرى هي ذكرى قتل ابن بنت نبي الارض احمد !!!
عجبا ان اقرأ في تاريخ امة ليست منا من فيها قلب ينبض بحب الحسين وحال امتي بهذ الحال ..
هذه الكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك تقول : إن الشيعة في جميع انحاء العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها.. على مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه.. بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في افكار الناس إلى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لان مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء...
فيما يقول الكاتب المؤرخ الانكليزي برسي سايكس : إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا واكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا..
ليس غريبا ان يعشق الحسين وحراكه الاخرون فهذه هي النتيجة الطبيعية لمن كانت حركته وبطولته وعنفوانه كتلك الثورة المعطاء التي انتجتها دماء الشهادة والتضحية من اجل الاجيال القادمة بعد ذلك العاشر الدامي ..
كان لرساالة الحسين الشهيد مديات وابعاد كثيرة اراد في احداها ان يعلمنا ان النصر من الممكن ان يكون رغم الخسارة المادية وان العز لايكمن في الكثرة التي كالغثاء بل في النوع وان قل واراد سيد الشهادة ان يعلمنا ان هذه الدنيا مهما بلغ الانسان فيها من مبالغ السرور والملك والسلطان فانه سرعان مايهوى الى قرار وجوف الارض يستحيل جيفة تانف الاقتراب منها حتى الكلاب السائبة ولكنه من الممكن ان يكون عبقا زاهيا عطره فواحا رمسه محجاً للاحباب والاطياب , يصيغ الشعراء فيه وعنه مايحلوا لهم من اجمل المشاعر , ويقول الادباء فيه مايطيب من المناثر , ويبكيه العاشقون الفاقدون ويرتوي من منهله عطاشى الحرية ويسير دربه الاحرار والابرار وينال اعجاب المخالفون المنصفون وماعليه الا ان يكون حسينياً كابي عبد الله الحسين ..
نعم ايها التاريخ سجل اننا كنا في زمان غير زمان الحسين وفيه الملوك والبلاطات كتلك التي كان يمتلكها يزيد وان الشاعر منا ليكتب والاديب يسطر والعلماء كثر وان الاموال والذهب والفضة والدولارتنثرعلى الرؤوس المخزية والاشباه تشترى وتباع والشرف يباع في سوق النخاسة والمرتزقة كلما ملئت جوفهم بحرامها يقولون هل من مزيد وامثال يزيد تزيد وتزيد ولكن لازال هناك اباة الضيم احرار كالحسين يعشقون الموت سبعين الف مرة كميتة ذاك الشهيد على ان يركعوا لاشباه تلك الاصنام الزائلة والعروش المهترئة ..
نعم ايها التاريخ سجل اننا لازلنا نعشق من رحل وراسه مرفوع فوق رماح العز تحمله ايادي الذل تسير به نحو بلاط العتـل ولازلنا نسير اليه افواجا افواجا نعاهد الله ان نصون الامانة , ان نبقى الاوفياء مهما اشتد علينا البلاء , فما دمانا باغلى من دم سيد الشهداء .
اللهم تقبل منا هذا العهد وهذه المواثيق ونقسم بدم سيد الشهداء ان لانخنع لظالم وان لانبيع الغالي بالرخيص وان نبقى نصرخ وننادي ايتها الدنية غري غيرنا مالنا واياك لك يزيدها وصدامها وعبيدها ولنا الحسين وجده وامه وابيه واخيه وبنيه , اللهم لاتخرجنا من هذه الدنيا الا والرؤوس منا مخضبة بايدي اقذر خلقك , اللهم انلنا ما اعطيت الحسين وآله ولاتحرمنا من شرف الدنيا والآخرة انك سميع الدعاء السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha