المقالات

مفهوم المواطنة والوفاء لرسول الانسانية

742 07:16:00 2012-01-23

صفاء العراقي

رجل سار في الحياة مسيرة عطرة وعاش حياة فذة، لم يترك جانباً من جوانب الخير والهدى إلا ووضع بصمة ثابتة فيه، وترك أثراً قوياً واضحاً عليه، هو صاحب رسالة عظيمة عالمية لم يتوانى في ايصالها للجميع، لم يلهه شيء من متاع الدنيا عنها، هو المثل والقدوة في الثبات على الحق.. لا اريد اسبار الغور والاسهاب في شرح حياة رجل ونبي عظيم وإنما ما يهمني في مقالي هذا نحن المسلمون، إذ كيف يكون الوفاء والارتباط الحقيقي مع النبي(صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين)؟نحن نعيش هذه الايام ذكرى رحيله عن عالم الدنيا، فهل يكفي نصب العزاء والبكاء، وما هو السبيل للوفاء ؟ اخوتي اقولها بصراحة ان الوفاء له، فديته روحي، يتحقق عندما نجسد الإسلام في شخصيتنا وسلوكنا الفردي والاجتماعي، حين نجسد شخص النبي في كل تصرفاتنا وننهل من تلك الرسالة، نعم، علينا الاقتداء به فالقدوة الحسنة تنتج للفكر قيمة حقيقية عالية وتمنح رجالها المصداقية والثقة وحتى يكون كلامي اكثر وضوحا فانا اركز هنا على الجانب العملي اكثر من القولي والنظري فمن الضروري جدا انطباق القول مع العمل وهذه هي الصفة الي مُيّز بها الإسلام، لأن العمل أكثر تأثيرا في العقول من التنظير.. ونحن نعيش في هذه المرحلة الحساسة من مصير الأمة والقضية التي تمسكنا بها مدعوّون إلى العمل بصدق واخلاص ولنسأل أنفسنا بتجرد كيف كان منهج نبينا الأكرم؟ كان رمزا للوحدة ليس بين المسلمين فقط بل بين جميع الديانات والملل، فالرسول الذي تعالى عن الحقد والكراهية والعداء فقد سَمى بذاته وتكامل في إنسانيته فتعامل مع خصومه الذين لاقى منهم اشد أنواع العذاب والتنكيل وأوغلوا في الجريمة فعذبوا أصحابه اشد أنواع العذاب وقتلوهم وتحالفوا مع اليهود عليهم ومع كل ذلك كان المثل الأعلى في التعامل الإنساني معهم وبالشكل الذي أدهشهم وأذهلهم... احبتي واخوتي لنكن يدا واحدة وننبذ الطائفية والتفرقة التي يسعى لها أعداء الإنسانية لتفريق أبناء الشعب الواحد فأين نحن منه كمسلمين؟ لماذا هذا التباغض والتنافس والتناحر والأحقاد؟ لا يوجد ما يبرر ذلك لأن من أوجده هم عبّاد المناصب والواجهات والكراسي إنهم ساسة هذا الزمان الذين أججوا نار ورياح الطائفية السياسية من اجل مصالحهم الشخصية ومكتسباتهم الحزبية الفئوية، ولو كان جهدهم هذا في اثارة الحقد والكره بين مكونات شعبنا الواحد، لو وظفوه وأوجدوه ضد أعدائنا جميعا ومن يدور بنا الدوائر من مستعمرين ومستكبرين لهزمناهم شر هزيمة ورددنا كيدهم في نحرهم وأفشلنا جميع مخططاتهم.. في هذا الوقت الذي كثرت فيه الاعتداءات على شخصية النبي الأقدس من قبل أعداء الإسلام لابد من الالتفات الى ان الإساءة الأخطر هي ما يقوم به البعض لتغيير منهج رسول الإنسانية من خلال زرع الطائفية بين صفوف أبناء شعبنا الواحد الذين تجمعهم عدة مشتركات وعلى رأسها وأولها هو رمز الوحدة رسولنا الكريم، فنحن بحاجة الى ترسيخ هذا المفهوم بعمل كل ما من شأنه ترسيخ مفهوم ومعنى المواطنة الحقيقية والابتعاد عن الطائفية المقيتة، ومن هنا احيي المرجع العراقي الصرخي الحسني اثر التفاتاته الرائعة ومنها التأكيد على ضرورة الابتعاد عن الطائفية بسلوك وانتهاج وسائل عملية ومثالها صلاة الجمعة التي اقامها مقلدوه في مناطق مختلفة من العراق بتاريخ 20 كانون الثاني الجاري في جمعة اطلقوا عليها جمعة " الرسول الامين يوحدنا ... والطائفية تفرقنا "فمتى يعلو صوتنا فوق كل الأصوات ونقول لكل مثيري الفتن من ساسة وقادة هذه البلاد كفــى طائفية يا من أوجدتموها من أجل مصالحكم الضيقة، فهل سألتم أنفسكم أيها الباحثون عن مصالحكم الفئوية والحزبية ماذا تفعلون بهذا الوطن وله؟ فأنتم مَن يقود العراق وشعبه إلى الهلاك وإثارة الطائفية السياسية في العراق، انتم سبب الحرب والقتل والدماء والفقر والجوع والمعاناة.. يا اخوتي لنكن زينا لرسول الله بأن ننتقل من زمن الطائفية إلى زمن المواطنة الحقيقية وأن نبتعد عن المساهمة في زرع المفاهيم الطائفية وتعميمها..

صفاء العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك