خضير العواد
زيارة سمير جعجع لشمال العراق وإجتماعه بكبار مسؤولي كردستان وعلى رأسهم البرزاني أكتسبت أهمية سياسية وأخذت وقتاً من تفكير المحللين السياسين لما يمثله هذا الشخص من خطورة , من هو سمير جعجع وما أهميته , سمير جعجع قائد القوات اللبنانية ذات السمعة السيئة الصيت أبان الحرب الأهلية اللبنانية التي أجرمت بحق الشعب اللبناني كافة المسيحيين منهم أو المسلمين , عند سمير جعجع الجميع سواء المهم مواقفهم من الكيان الصهيوني , اي الرجل عبارة عن قائم بالأعمال الإسرائيلية في لبنان , فقد قام بمجزرة أهدن في عام 1978 وقتل فيها الوزير طوني فرنجية وعائلته وقد نجى من هذه الحادثة الوزير سليمان فرنجية حيث كان في ذلك الزمن طفل صغير وقام بأغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وعائلته بالإضافة الى إغتيال رئيس الوزراء السابق رشيد كرامي وفي عام 1994 قام بتفجير كنيسة النجاة في كسروان وقد ألقيَ عليه القبض في نفس العام وقد حكم عليه بالمؤبد , ولكن خرج من السجن عام 2005 بعد أن قضى فيه 11 سنة وبضع أشهر وقد تمخض إطلاق السراح هذا نتيجة إتفاق ما بين القوى الوطنية اللبنانية تم تحت الضغط الأمريكي والإسرائيلي , هذا هو سمير جعجع هذه الشخصية التي لم تهدأ يوماً عن المخططات والمؤامرات التي تنصب جميعها في مصلحة إسرائيل وأعداء الأمة , فزيارته الى شمال العراق تحمل الكثير من علامات الأستفهام فما هي المصلحة التي تربط الأكراد وسمير جعجع في هذا الوقت طبعاً تتقدمهم مصلحة إسرائيل , المصلحة الوحيدة التي تربط الثلاثة معاً هو إسقاط الحكم في سوريا , فالأكراد الذين يحلمون بدولتهم الموعودة لايمكن لهم تحقيق هذا الحلم بسهولة بسبب الموقف الصارم للدول الثلاث تركيا وأيران وسوريا , ولكن الظروف التي تمر بها الدول الثلاث بالإضافة للعراق تعتبر مثالية للأكراد في تحقيق الحلم المرتقب , فإيران تعاني من مشاكل كبيرة إن كانت سياسية أو إقتصادية وهي تواجه الغرب بأكمله في مقدمتهم أمريكا وإسرائيل أما الجانب التركي فمشاكله الداخلية تكفيه وخصوصاً بالنسبة للأكراد وكذلك العلويين الذين يتأثرون بالموقف التركي من القضية السورية وهذه ورقة مهمة تلعب بها سوريا وبقية الدول المحيطة بتركيا بالإضافة الى إشكالاتها مع الدول الأوربية وخصوصاً فرنسا بعد إعترافها بالإبادة الجماعية للأرمن من قبل الأمبراطورية العثمانية , أما السوريون فموقفهم لا يحسد عليه فالعالم جميعه متكالب عليهم وخصوصاً أمريكا وإسرائيل وقطر والسعودية الذين بذلوا الأموال الطائلة من أجل إسقاط الحكم في سوريا وقاموا بجلب المسلحين من جميع بقاع الدنيا لكي ينفذوا مخططهم في سوريا فدولة تعاني هذه الأحداث بالطبع يصعب عليها الأهتمام بالقضية الكردية بالوقت الحاضر أما الحكومة المركزية في بغداد فلها من المشاكل ما يشغلها عن مخططات الأكراد في الشمال , الذين يلعبون دوراً مهماً في خلق العقبات والمشاكل وإضعاف الحكومة العراقية في المركز, فهذه الظروف تهئ أجواء مثالية لأعلان الدولة الكردية في شمال العراق , ولكن بالرغم من هذه الظروف الجيدة لتحقيق الحلم الكردي بالنسبة للدولة ولكن يبقى الأتصال بالعالم الخارجي أهم المصاعب التي تقف حائلاً أمام تحقيق إعلان الدولة المرتقبة برغم المشاكل التي تعاني منها الدول التي تحيط بشمال العراق , فأفضل خطوة لدحر هذه العقبة هي إسقاط الحكم في سوريا عندها سوف تفتح الأراضي السوريا للأكراد ومن ثم ساحل البحر المتوسط الذي سيربطهم بالخارج ويعطي لهم متنفس للحياة كدولة , وهذه الخطوة التي قدم من أجلها سمير جعجع لكي يجعل الأكراد بالصورة من الأحداث في سوريا ويطلب مساعدتهم في تسهيل عبور المساعدات والسلاح بالإضافة للمقاتلين الى داخل الأراضي السورية حتى يتم التخلص من عدو اسرائيل الأول ومن ثم فتح الطريق أمام الأكراد في بناء دولتهم , أي سيصبح شمال العراق من أكبر القواعد لكل دولة تريد تصفية الحسابات مع الدول المحيطة بكردستان العراق كإيران وتركيا والعراق إذا تحقق حلم إسرائيل والأكراد في إسقاط الحكم في سوريا , وهذه الزيارة لسمير جعجع جعلت الجميع من إيرانيين أو أتراك أو سوريين أو عراقيين أن يعيدوا حساباتهم حول شمال العراق حتى لا يقعوا في ظروف تجعل شعوب المنطقة يعانون من المؤامرات الإسرائيلية والغربية التي تفتش دوماً على الطرق التي من خلالها تحفاظ على مصالحها الإستراتيجية , فهذه الزيارة أعطت إنذار مبكر لدول وشعوب المنطقة قاطبةً من المخطط الذي سيبتدأ في تغير النظام في سوريا ومن ثم تكوين دولة الأحلام للشعب الكردي .
https://telegram.me/buratha