الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
إن البكاء ظاهرة طبيعية إستثنائية تحدث لدى الإنسان واشدد الانسان خصوصا حينما يفقد هذا الانسان شخصا ً عزيزا ً عليه أو يودع حبيبا ً قريبا ً منه أو يصاب بمصيبة أو يخاف من الله تعالى ، والبكاء سلاح المؤمن ووسيلتة للتقرب الى الله أثناء الخشوع و الدعاء . ومن هذا المنطلق كيف لانبك على شخص جمع كل هذه الصفات فهو العزيز وهو الحبيب وهوالقريب وهو اية الله انه الحسين بن علي بن فاطمة الزهراء بن رسول الله (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) ان البكاء ومجالس العزاء هي أصل الشـعائر الحسـينية العظيمة، حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز ((وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب )) ونستنتج من ذلك إن البكاء الذي يمثل شعيرة من شعائر الله عامل على تقوى القلوب كما جاء في الآية ، ومعنى التقوى هي التي تجعل القلوب تقية نقية صفية صافية ، كقلب اختنا وابنتنا مذيعة فضائية الفيحاء (رنا فاروق) ، وقبل الكتابة عن دموع رنا اود التذكير باني كتبت العام الفائت مقال عن فضائية الفيحاء تحت عنوان (الفيحاء عروس الفضائيات ) وذلك بمناسبة اختيارها افضل فضائية متميزة في ادائها الاعلامي واختيار مديرها الدكتور محمد الطائي افضل اعلامي متميز، وبعد مرور عام على كتابة مقالي ايقنت ان الفيحاء تستحق اكثر من مقال والذي زاد من يقيني هو عند رجوعي من زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) كنت حريصا ان اتابع اهم الاحداث والتطورات السياسية خصوصا واني اعمل في مجال الاعلام ورئيس قسم الاخبار في احدى القنوات المحلية وشاءت الاقدار ان اتابع نشرة اخبارقناة الفيحاء حيث ورد في النشرة خبر مصحوبا بتقرير عن تفجيرارهابي استهدف المؤمنين المتوجهين لزيارة جامع الخطوة في البصرة حيث سقط اكثر من مئتين مؤمن ومؤمنة وطفل وشيخ بين شهيد وجريح (وهيهات ان يسقطوا بل ارتفعوا بارواحهم البريئة الى جنان الخلد) ، وما ان تم الانتهاء من بث الخبر والعودة الى ستديو الاخبار حدث ان مذيعة نشرة الاخبار المؤمنة العراقية الحسينية (رنا فاروق) انهمرت دموعها ولم تستطع مواصلة قراءة النشرة وهي تشير بيدها الى كادر البث بقطع الارسال والانتقال الى فقرة اخرى وحدث بمصطلحنا نحن اهل الاعلام (فيد) واعتقد ان هذا حصل لا بسبب خلل فني او قلة خبرة لا ابدا وانما ان (الفيد) حصل بسبب ان كادر نشرة الاخبار كان مشغولا بكفكفة دموعهم الغالية والعزيزة علينا نحن عشاق الحسين ، ان دموع وبكاء اختنا وابنتنا رنا هي دموع الانسانية ودموع الافصاح الحقيقي عن الروح النبيلة التي تحملها هذه المذيعة وهي ترى بأم عينها ابناء جلدتها وابناء عراقها كيف تسفك دمائهم الطاهرة وهي ترى بنفسها الصافية اطفال رضع يذبحون من الوريد الى الوريد ولا ذنب لهم الا مواساتهم رسول الله بمقتل اولاده واحبته .ان الانسان العراقي يثبت يوم بعد يوم انه انسان بكل ماتحمل هذه الكلمة من معان، وكيف لا ونحن نرى تلك الجموع المليونية وهي تزحف نحو مرقد قبلة الاحرار سيدنا ومولانا الحسين (عليه السلام) وهو زحف متواصل لاتعيقه التفجيرات الارهابية ولا تعيقه خفافيش الظلام التي ما انفكت وهي توغل في الجريمة وحرث الخزي والعار في الدنيا والاخرة. وانا اذ اطلقت على قناة الفيحاء العام الماضي اسم (عروس الفضائيات) فاني اطلق اسم (عروس المذيعات) على المذيعة المتالقة والانسانة بكل ماتحمل الانسانية من معنى وصور اختنا وابنتنا (رنا فاروق) لانها اثبتت حيادية الاعلام نعم الحيادية وذلك عن طريق دموعها الغالية على كل شريف تلك الدموع التي قالت الى كل مجرمي العالم مالكم وزوار الحسين مالكم واطفال وشيوخ ونساء الحسين ، ان دموع رنا رافدا جديدا للروافد التي لاتعد ولاتحصى لنصرة امامنا المنتصر ونصرة زوار امامنا ونصرة الخير والحق وسوف تبقى دموع رنا شوكة بعين الارهاب الاعمى ، كما ان دموع رنا اعطت درسا لبعض المذيعات والمذيعين الذين يتناولون اخبار التفجيرات الارهابية بكل برود وقلة احساس ، ودموع رنا وتاثرها بالخبر يستحق ان يدرس في كلية الاعلام كشاهد على كيفية تناول وتعاطي والتعامل مع الخبر ، وسلمتي دائما وابدا يا عروسة المذيعات رنا فاروق وابكى الله عيون كل من ابكاك في الدنيا والاخرة انه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha