خضير العواد
لقد أكد ائمة اهل البيت عليهم السلام على إحياء الشعائر الحسينية وأعطوا لزيارة الحسين (ع) خصوصية قد رفع من أجلها أهم قانون في السنن التشريعية وهو قانون حفظ النفس بمعنى أن جميع الواجبات والمحرمات تسقط فيما أذا كانت تسبب الهلاك للفرد , فلا يجوز إمتثال أي واجب إذا كان يهدد الأنسان بالموت ويجب إرتكاب الحرام إذا كان يتوقف عليه حفظ النفس , ولكن نجد أن هذا القانون ( قانون حفظ النفس ) يخضع وهو محكوم لزيارة الحسين (ع) فقد صرحت الروايات على حث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في عهد العباسيين حثهم على زيارة الحسين (ع) بالرغم من تعرضهم للموت والقتل والتمثيل بالأيدي والأرجل ولأخطار جمة , وقد أعطت ثمارها هذه التوجيهات والتأكيدات من أئمة أهل البيت عليهم السلام على شعائر الحسين (ع) , فجعلت العقول تتحير بهذا الشعائر وعلامات الأستفهام زرعت في أفكارهم ومن ثم ساقتهم الى طريق الهدى والصراط المستقيم الذي لا يشوبه شائبة , فجعلت التشيع ينتشر في أغلب بقاع العالم وخصوصاً شمال أفريقيا وأوربا وسهل أمر هذا الإنتشار توفر الفضائيات والأنترنيت للإطلاع على مظلومية أهل البيت عليهم السلام , وقد تضاعف عدد الزوار الذين يحيون شعائرأبا عبد الله الحسين (ع) إن كان في العراق أو بقية أنحاء العالم وهذا التزايد في الأعداد قد آذهل الجميع الشيعة قبل ألأخرين , ولكن بالرغم من هذا التوجه العظيم والمقدس يخرج لنا بين فترة وأخرى من قرأ بعض الكتيبات أو المجلات وينتقد هذه الشعائر ومن يقوم بها ويعنونها ويعنون القائمين بها بمختلف المصطلحات التي ما أنزل الله بها من سلطان , وإذا شعر أحدهم بصعوبة أو حساسية النقد الذي يطرحه فإنه يقول ( نحن نحب الحسين (ع) ولا نعرف الحسين (ع)) غايته من هذه الكلمات تقليل من أهمية الزخم الكبير الذي يزحف لزيارة سيد شباب أهل الجنة (ع) كأنما يريد أن يقول هذه الأعداد ذات كمية وليس نوعية ولا نعلم ما مفهوم النوعية الذي يطرحه , ولكن ما الغاية من النوعية عندما يبتغيها الأنسان أليس الجنة أم شئ أخر لا نعرفه , ولكن النوعية الحقيقة التي يطلبها أهل المعرفة هي رضا الله سبحانه وتعالى أولاً والجنة ثانياً , وبإحياء هذه الشعائر سيحصل الُمحي لها على الإثنين الرضا والجنان وهذا ما ثبت عن رسول الله (ص) وأهل بيته عليهم السلام , قال رسول الله (ص) أن النبي (صلى الله عليه وآاله) قال له أي لعلي (ع) : والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها , قلت : يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها ؟ فقال لي : يا أبا الحسن , إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة , وعرصة من عرصاتها , وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن إليكم , وتحتمل المذلة والأذى فيكم , فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم الى الله , مودة منهم لرسوله , أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي , وهم زواري غداً في الجنة , عن عبد الله بن هلال قلت لأبي عبد الله (ع) ( جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين (ع) فقال : يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحفظه في نفسه وماله حتى يرده الى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له ) . أما إذا كان قصد القائل هو زيادة وعي الزوار بالثقافة الأسلامية فهذا شئ جميل يبتغيه كل إنسان غيور على دينه , ولكن يجب القيام بهذا الجانب بشكل موازي للشعائر الحسينية لأن هذه الشعائر هي التي حفظت الدين وجعلت المجتمع يعود الى دينه في كثير من المواطن لهذا كان التأكيد عليها من قبل أئمة أهل الهدى عليهم السلام , وعلى كل من يطعن أو يشكك بهذه الشعائر عليه أن يظهر إمكانياته في نشر تعاليم الأسلام ما بين أفراد المجتمع وحفظه في قلوب الناس , إذا كانت غيرته تدفعه الى النقد والتشويش حول الشعائر فاليقوم بواجبه ويرينا همته في خدمة الأسلام الحنيف , علماً لقد أثبتت التجارب فشل جميع المحاولات بشتى أنواعها إن كانت قمعية أو فكرية التي يراد منها إضعاف الشعائر , لأن الشعائر الحسينية من أهم العوامل التي تحفظ الأسلام كدين في قلوب الناس وقال الله سبحانه وتعالى ( وإنا له لحافظون) وقد أخبر رسول الله (ص) بالنتيجة الوخيمة لكل مشكك أو مقلل من أهمية هذه الزيارات والشعائرعندما قال (ص) (...........ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزناها أولئك شرار أمتي لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي ) , لذا يتطلب من الجميع تظافر الهمم في دعم هذه الشعائر بكل الطاقات لأنه أمتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى والمساعدة على نشرها وشرحها وتبينها للأخرين حتى نصل الى النتيجة المبتغاة من خلال القيام بهذه الشعائر وهو نشر الأسلام الحق حتى تنعم البشرية جمعاء بالخير والصلاح .
https://telegram.me/buratha