المقالات

الفتاوى التكفيرية ولعنات التأريخ

1506 18:05:00 2007-01-27

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

الحقيقة التي بدت واضحة للعالم هي لابد من تصحيح مساراته آزاء الواقع العراقي بعد ان ادرك الكثير منهم بما فيهم اصحاب المواقف المتطرفة، بأن العراق القديم بموازين القوى التي كانت تحكمه ومحاولة استرداد نموذجه الشمولي القديم انتهت الى غير رجعة، وهي اقرب الى المستحيل، لكن المعجم العراقي يبقى استثنائيا لتصدره الازمات التي يتم تسويقها اليه من الخارج عبر فتاوى ظلامية مشوشة لا تمتلك الى اية اسانيد واقعية، فضلا عن الاجساد النتنة وسيارات الموت لتمزيق اوصاله،

 فالصيحات المفتعلة تحتاج الى المزيد من التمعن لمناصبتها اتباع اهل البيت(ع) دون سواهم، فنحن نعتقد ان الوعي بالسياق الذي نشات فيه بعض الايديولوجيات والمفاهيم من خلال حالات غير واقعية متشابكة ومعقدة تجعل البحث عن صورة تتحقق فيها العدالة والتعددية في نظام الدولة ضرورة لا تحكمها الرغبات والعواطف والشعاراتية والقيم النظرية، بمقدار ما يحكمها الممكن والاكثر نفعا لبناء الدولة، العراق في وضعه الحالي يمثل التجربة العملية الاولى عربيا للتغيير بحقيقة ناصعة قبر خلالها الطغاة وسيلحقهم فقهاء التكفير ليوضعوا في مزابل التاريخ وستلعنهم الاجيال حيث سيرتد اعوانهم والمدافعون عنهم في الدرك الاسفل من سجل العتاة المارقين، ودائما الحقيقة الناصعة تظهر ولكن مع الاسف الشديد بعد مرور وقت طويل من الاكاذيب المزيفة، وتراكم اجيال كثيرة كانت تتبنى ثوابت تلك الاكاذيب والخرافات، مما يجعل من الصعب تغيير تلك النظرة لدى قطاعات واسعة من الشعوب، بل من الطبقات المحسوبة على الفكر والعقيدة والثقافة، وما يترتب على ذلك من البحث عن الحقيقة لتغيير تلك النظرة والراي بصورة مفتعلة لتحقيق رغبات خاصة، وغالبا ما تسعى تلك الجهات الظلامية لحجب الحقيقة عن الشعوب المنشغلة في لقمة العيش اليومية والتي تتمحور بشقين، الاولى يقودها سياسيا طواغيت وجلادين وسراق منتفعين،

اما الثانية فكريا تقودها شبكة من المزيفين المنحرفين يحصلون على المال والجاه والشهرة مقابل تسقيط الاخرين ظلما وزورا، فيجب النأي بالعراق عن التكتيكات الخارجية ليتسنى له السير بالاتجاه الصحيح لصناعة القرار الوطني بعيدا عن كافة التمايزات المذهبية والعرقية، والوقوف بوجه كافة المحاولات التي تحاول ايصال صورة مشوشة، فالاعلام المؤدلج يسلط الاضواء على مناطق تدافع عن نفسها وتضرب بحجة انتماءات معينة، ويغض الطرف عن الاخرى الحاضنة الحقيقية للارهاب،

 فالحكومة ماضية لمحاربة كافة المظاهر المسلحة التي تمارس الجريمة المنظمة، فلا سلاح خارج اطار سلطة القانون، فقد اكدنا ونزيد ان العراق الجديد محور الانسان العراقي، ولابد من احترام ارادته ، وبالتالي فإن الفيدرالية هي القضية الوطنية الاولى التي سيقررها العراقيون، وتشكيل اقليم الوسط والجنوب هو الركيزة الاساسية للبناء الداخلي للدولة التي يوحدها الدستور وتوزع فيها الثروات بشكل يضمن حقوق جميع ابناء الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك