( بقلم : عمار العامري )
أن الأمة التي تعد عظيمة بين الأمم فالقياس هو عظمة رجالها وما ناله العراق من تاريخ عظيم سطرت فيه البطولات والمواقف المشرفة من اجل استقلاله وتحريره ونيل الحرية لأبنائه فذلك بفضل عظمة رجالاته الأماجد الذين خطوا بدمائهم الزكية تاريخا خالدا ومجيدا للعراق ضد اكبر طاغوت عرفته البشرية عامة في العصر الحديث.
وهذه الفترة المهمة والحاسمة التي شهدت صراعات دامية من اجل تثبيت هوية العراق الإسلامية والوطنية كانت بين المجاهدين الأحرار والفضلاء الأخيار من جهة وجلاوزة البعث العفلقي من جهة أخرى. فكان سماحة العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل سماحة المرجع الديني الكبير الإمام السيد محسن الحكيم (قدس) من بين هذه الأسماء اللامعة في سماء الإسلام والعراق علم يشار له بالبنان ويعد من الرعيل الأول الذي قارع النظام الجائر في أوج عظمته المسنود من القوى الأستكبارية في العالم من اجل طمس الحقيقة الناصعة وقد دافع عن بيان حق العراقيين في العيش في حياة كريمة في بلادهم حالهم حال الشعوب الأخرى بدون تسلط دموي وهمجية رعناء.
سفير العراق الذي نال الشهادة من اجل العقيدة والمبدأ لم يكن سفيرا رسميا عميل لحكومة ما بل الصوت الناطق باسم العراق المسلم والمسيحي وكل الأطياف ورمز الإنسانية التي أرادها الله أن تبقى المحور الأساس في الحياة الدنيا لتستمر بعشقها لله نحو الحياة الأخرى.
فقد ابتلى بنظام الطاغية المقبور في بغداد بعد أن استخدمه الاستكبار العالمي لنيل من الإسلام من خلال محاولاته البائسة ضد الحركة الإسلامية في العراق وخاصة التي اتهم فيها سماحته بالتجسس للجارة المسلمة إيران وهذه الحالة كانت اكبر وقع على سماحة المرجع الإمام الحكيم باعتبار السيد مهدي من علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف ومن ابرز السياسيين العراقيين الذي كان يعد مهندس ومؤسس الحركة الإسلامية إثناء حياة السيد محمد باقر الصدر(قدس) وبعد ذلك في المهجر ومقارعته النظام بعد محاولات القمع والاغتيالات والتهجير وبث سموم الفتن بين أبناء الشعب العراقي بقصد تصفية الساحة من كل القوى المعارضة الإسلامية والوطنية ليبقى على دكت السلطة بدون منافس.
واستمر السيد مهدي الحكيم في فضحه لسياسات صدام الابتزازية والتي تجاوزت كل الأعراف الدولية بما فيها من تجاوز على حقوق الإنسان وجر البلاد إلى حرب مدمرة مع إيران وكذلك عمليات الإبادة لعوائل بأكملها وقد نالت عائلة أل الحكيم شرف الشهادة بعد إن استشهد خيرة أبناءه على شكل وجبات أريد منها إسكات صوت أبناء العراق من إل الحكيم أمثال سماحة شهيد المحراب أية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم(قدس) وسماحة الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم(قدس)والتي خططت الاستخبارات الصدامية وبالتعاون مع حكومة الخرطوم عاصمة السودان من خلال دعوته لمؤتمر إسلامي والتخفي على الجناة بعد أكمال عملية استشهاد السيد مهدي الحكيم بتاريخ 17/1/1989 ليكون المؤتمر كله خطة صهيونية لاغتيال رمزا من رموز العراق وحالة قل نظيرها ليودع فيه المفكر الإسلامي الكبير والرجل القوي في أرادته والبارع في علميته والسلطان في عبقريته والمحنك في سياسته فانه سليل أل الحكيم من والده المرجع الأمام وسليل أسرة أل شمس الدين علماء لبنان ومراجع منطقة بنت جبيل المجاهدة في الجنوب من أمه فقد ذاع صيته في حمل لواء الإسلام من اجل الدفاع عن مبادئه السمحاء آذ كان السفير والمتحدث والمبلغ باسم كل عراقي غيور والمدافع في المحافل الدولية عن حقوق الشعب العراقي.
لا يخفى على احد أن السيد مهدي الحكيم من مؤسسي جماعة العلماء في عقد الخمسينات من القرن الماضي والذي نالت رضا جميع العلماء ووحدة الصف الشيعي مقابل المد الأحمر آنذاك فكان المخطط والمدبر لإعمالها والمحور الرئيس في حركة جند الإمام والتي تحولت فيما بعد إلى حزب سياسي عرف باسم حزب الدعوة الإسلامية والمساند لقيادته السياسية وبعد استشهاد السيد الصدر أصبح سماحته النواة الأولى لتشكيل فيلق بدر القوى الضاربة للطغيان ألبعثي والمحور الأساسي لبناء للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وبهذا يمكن أن نعيد بعض الشيء من حقوق سفير العراق الشهيد الذي لم ينصفه التاريخ ويمنحه حقوقه التي اختتمها الله له بالشهادة في سبيله
https://telegram.me/buratha