( بقلم : اسعد راشد )
ايدلوجية الحزب النازي بقيادة هتلر كانت قائمة على تنقية الجنس الاري الالماني من اللون البشري الاخر وتغليبه على الجنس غير الاري وان كان يجسده مواطنون المان لا ينتمون من حيث العرق الى "الارية" او يربطهم به فقط من طرف الاب او الام فيما النازيون كانوا يخططون وينفذون برنامجا استئصاليا لتفريغ المانيا من اي انسان لا ينتمي من حيث الاب والام معا الى الجنس الاري ‘ تلك الايدلوجية عكست نفسها في برنامج النازيين وسياسة هتلر من خلال حملة الابادة التي شنوها ضد مواطنيهم والمذابح التي ارتكبوها ضد اليهود وتحويلهم الى معسكرات اعتقال وافران حرق لم يسلم منها اليهود وغير اليهود وصادروا المطبوعات الحرة وفرضوا رقابة مشددة على الافكار والمطبوعات وقاموا بمصادرة الصحف والكتب وكل ما له علاقة بالدعاية والفكر الحر تحت ذريعة الافضلية للفكر الاري وللنازية الالمانية وقد الحقت تلك السياسة وتلك الايدلوجية ضررا كبيرا بالمانيا وساقتها الى الدمار ونهاية كارثية ماتزال تداعياتها يشمئز منها العالم ويتذكرها الاحرار والانسانية جمعاء ‘ فهم اي النازيون شنوا حربا شعواء ضد الجاليات والاقليات العرقية والمذهبية ومنعوها من ممارسة شعائرهم وطقوسهم وفرضوا عليهم حصارا فكريا ومنعوهم من اي تقارب مع بني جنسهم والاختلاط مع من تجمعهم المواطنة في بوتقة المصير الواحد .
القرضاوي الذي دعى اخيرا في مؤتمر "مشبوه" في اهدافه ودوافعه تحت عنوان "الحوار بين المذاهب الاسلامية" التقريب بينها!! الى ان يكف الشيعة عن نشر مذهبهم في بلدان "خالصة للمذهب الاخر"!! والاكتفاء فقط بان يعيشوا "كجاليات واقليات" يحترموا الاكثرية السنية ولا يحاولوا تشييع السنة هذه الدعوة تتضمن ابعاد خطيرة وتنطوي على ليس فقط نعرات طائفية وعنصرية بل تحتوي على خطاب تحريضي استئصالي ضد المواطنين الشيعة في بلدانهم التي عاشوا فيها منذ مئات السنين بحجج واهية تكشف ضعف منطق الطرف المقابل وانحطاطه وافلاسه .
خطاب القرضاي بقدر ما انه يفضح صاحبه ويكشف خواءه الفكري فانه يبعث برسائل الى دعاة التطهير الطائفي والتكفيريين ومشايخ التكفير الذين لا يفتأون يصدرون الفتاوي والبيانات يكفرون فيها الشيعة ويدعون الى مطاردتهم في اوطانهم وابعادهم بل وزجهم في معتقلات جماعية على الطريقة النازية كما جاء في رسالة المدعوا "الشيخ ناصر سليمان العمر" المشهور بالنازي والتي دعى فيها مسؤولين في دولة الوهابية الى اجبار الشيعة على ترك مذهبهم واعتناق المذهب الوهابي السني وتخييرهم بين هذا وبين التصفية والاعتقال الجماعي ‘ الرابط الى رسالة النازي ناصر العمر
http://www.arabiaradio.org/article.cfm?qid=769&sid=12
اما الترجمة الفعلية لخطاب القرضاوي الذي لا يختلف في مضمونه عن خطاب ذلك النازي الاول فقد جاءت على لسان ابن جبرين احد ابرز علماء الافتاء في السعودية عندما اصدر يوم امس بتاريخ 21/1/2007 بيانا يكفر فيه الشيعة ويدعوا الى تصفيتهم حيث قال عنهم بانهم "روافض مشركون" واوجب استئصالهم من خلال الجملة التالية في ختام بيانه "تجب مقاطعتهم وطردهم وابعادهم"! الرابط الى بيان هذا الشيخ النازي الضال ابن جبرين :
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&id=14424&lang=
المقاطعة والطرد والابعاد هي مفاهيم نازية عنصرية وطائفية تحمل بداخلها دعوات تحريضية ضد المئات الملايين من الشيعة الذين يعيشون على سطح الكرة الارضية تهددهم بالتصفية والقتل والابادة لانهم يحملون هوية مذهبية معينة ويختلفون في الفكر والانتماء المذهبي عنهم وهي دعوات خطيرة لانها في الاساس تحكم على الاخر بالقتل لسبب انتماءه المذهبيي .
والقرضاوي لا يختلف في شيئ عن اولئك بل ينتمي الى ذات المدرسة رغم محاولات التلميع التي تمارسها وسائل الاعلام العربية لصورته كاحد "الدعاة المعتدلين" الا ان خطابه الاخير كشف حقيقته العوجاء ودجله وعرّاه بحيث لا يدع مجالا للشك بان القرضاوي يحمل فكرا متطرفا نازيا يحظى يدعم حكام قطر الملعونين الذين يروجون لمشروعه النازي من خلال التسهيلات الاعلامية والمالية التي تقدم له .
فهو لا يخفى قلقه عن الفكر الحر ولا يخفى خشبته من انتشار الفكر الشيعي القائم على الاعتدال والاخاء وحب الانسانية وعدم تكفير البشر فيما القرضاوي الذي يعتبر من يقوم بنشر مبادئه وفكره ويمارس حريته وفقا لمبادئ حقوق الانسان العالمية بانه "اختراق للمجتمعات السنية" دون ان يعترف بالحقيقة المتمثلة في فشل الفكر السني وانزلاقه في متاهات تكفير العالم واباحة دماء البشر لاختلافهم معهم في الفكر والعقيدة ‘ القرضاوي لايريد ان يقر بان وحشية اتباعه وافكارهم التكفيرية العنفية وولوغهم بدماء الابرياء من خلال عمليات الذبح والقتل والتفجيرات التي تحصد ارواح المئات من الشيعة في العراق يوميا ـ واخرها عملية الابادة الجماعية لفقراء الشيعة في سوق الباب الشرقي في بغداد يوم امس ـ هي التي دفعت بعوام السنة والطيبين منهم والاحرار من المثقفين بتغيير مذهبهم وفكرهم واعتناق التشيع .
ان فتاوي البراك وابن جبرين وغيره من مشايخ التكفير والقرضاوي احدهم هي التي عرّت الفكر السني وسببت له هذا المأق الذي يعيشه اتباعه المأزق الذي يدفعهم الى اتخاذ مواقف هستيرية تزيد من هوانهم وضعفهم وانزلاقهم الى هذا المنحدر الخطير .
لا ندري مما يخاف القرضاوي عندما يدعوا الشيعة الى الامتناع عن نشر مذهبهم في اوطانهم معتبرا "ان عملية التبشير بالمذهب الشيعي في اوساط السنة عملية مبرمجة"!! فيما نحن نعلم والعالم كل يعلم ان التبشير وممارسة الدعاية حق محفوظ لكل الاديان والمذاهب قد تكفل بذلك الاعلان العالمي لحقوق الانسان فهذا الحق مثلا لا يمنع من ان يقوم دعاة التبشير المسيحي بنشر مبادئهم في اندونيسيا او في افريقيا دون ان يستدعي لمثل هذا الاستنفار الذي نشاهده اليوم وسط المتطرفين والتكفريين من علماء الوهابية والسنة ‘ فلماذا هذه الفزعة المذهبية من قبل المؤتمرين في الدوحة ومن قبل مشايخ الافتاء والتكفير في السعودية وبعض البلدان الاخرى ؟!
ان مؤتمر الدوحة الاخير الذي انعقد برعاية قطرية رسمية دعت اليه وزراة الخارجية القطرية و وبادارة ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"! الذي يقوده ويرأسه القرضاوي جاء ليعبر عن مخاوف علماء "النازيون الجدد" ولاعطاء زخم للفكر السلفي المتخلف الذي يواجه انحدارا في القيم والاخلاق ويعيش ايامه الاخيرة وليكرس الطائفية في شكلها الاقبح من خلال ذلك الخطاب المشمئز النازي الذي افتتح به النازيون الجدد مؤتمرهم وعلى رأسهم النازي "المعتدل" القرضاوي كما لم يفت الجمع الحاضر من التهجم والاعتداء اللفظي على الملايين من الشيعة في العالم واعتبار من ينتقد اخطاء التاريخ وهمجمية بعض من يسمونهم باالصحابة "تهمة" وسب رغم ان رواة الحديث ومؤرخين اعتبروا ان اول من وضع شرع "قانون" قطع الرؤوس ورفعها على الاسنة والرماح وبشر به هم من يسمونهم بالصحابة من امثال "معاوية" وابنه "يزيد" الذي مارس سياسة الابادة الجماعية بحق سبط الرسول واهل بيته وامر بقطع رؤوسهم وحملها من العراق الى الشام اما "ام المؤمنين عائشة" فماذا يفسر اؤلئك الجمع خروجها على امام زمانها وقيادتها لجيش انقلابي قاتل رابع "خلفاء الراشدين" ولم تلتزم بنصيحة الرسول لها قبل وفاته وتحذيرها من امر مهم و"كلاب الحوأب"؟فهل هذا الخروج يشفع لها بانها زوجة الرسول (ص) بان تكون بمنأى عن الانتقاد فماالفرق اذن بينها وبين زوجة النبي "لوط" حيث كانت عجوزا في الغابرين!؟ كما لا يخفى على المؤرخين ان عصر ما يسمونه "الفتوحات" والتي تعني ادخال الامم والشعوب عنوة في اسلام الخلفاء الامويين والتبشير بدين غير دين محمد الذي هو دين الرحمة والمودة وليس دين الاجبار واكراه الناس على الدخول في الاسلام الرسمي الاموي او العمري الذي شهد في عصره انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان وحقوق الامم الاخرى ‘ فلا ندري لماذا لم يعترض القرضاوي على سياسة الخليفة الثاني عندما قام بحملة التبشير واسلمة لشعوب اسيا وجنوب اوروبا عنوة ولماذا لم يعترض على ما فعله الخلفاء العثمانيون بحق شعوب البلقان من ابادة جماعية ومذابح لادخالهم عنوة في ما يدعون الاسلام !
فكيف يحق لعمر ولخلفاء بني امية وبني عثمان ان يمارسوا سياسة التبشير الاجباري من خلال استراتيجية "الفتوحات" ويسمح القرضاي لنفسه ولاتباعه ان يمارسوا هذا الحق في دول العالم واروربا ولم نسمع منهم انهم اعبتروا ذلك "عملية مبرمجة" لاسلمة و"تسنين" العالم والشعوب ؟!! فلماذا التخوف من الشيعة رغم ان مايقومون به يدخل في اطار تعريف مذهبهم للعالم وشرح افكارهم التي تتميز بالانفتاح والاعتدال والتعددية وليس الفكر السلفي والوهابي السني الذي يريد ان يحجر على العقول ويفرض معتقداته بقوة السيف وقطع الرؤوس والمفخخات والطائرات الملغمة كما في "غزوة منهاتن" في 11 سبتمبر وكما يحدث اليوم في العراق حيث مفخخات الدول العربية والارهابيين الوهابيين تسعى لاسقاط الشرعية والنظام الديمقراطي المنتخب واقامة نظام "التبشير السلفي " والتسنن الوهابي !
ان ما يدعوا اليه القرضاوي اليوم لا يخرج عن كونه دعوة عنصرية ونازية لتبرير ما يقومو به اتباعه يوميا من قتل جماعي وابادة واسعة لاهل العراق الشيعة فارقام الضحايا الذين يتساقطون بشكل يومي عبر المفخخات التي يقودها بهائم البعث والسلف تدينه وتفضح نفاقه ودجله وتكشف كذبه عندما يقول ان الشيعة يقتلون ويعتدون على السنة ونحن نسمع هذا اليوم ويوم امس واول امس ان المئات من الشيعة هم الذين يستهدفون في مدينة الصدر وفي سوق باب الشرقي وفي بعقبوبة ووو ‘ وقد اكد جلال الطالباني في تصريح له للعربية ان اكثر الشهداء الذي يتساقطون بفعل الارهاب والقتل هم من الشيعة حيث تبلغ النسبة لاكثر من 77% فيما نسبة قتلى السنة فقط 12% .
مالكم كيف تحكمون ؟!
اسعد راشد
.:https://telegram.me/buratha