( بقلم : ليث السلامي )
إعترافات خطيرة لقائد مجموعة بتنظيم التوحيد والجهاد الارهابيقال مدير شرطة كربلاء إن قواته تمكنت من القبض على قائد مجموعة تنتمي إلى تنظيم التوحيد والجهاد الارهابي شمال كربلاء ،وصفه بأنه مسؤول عن (35) عملية ارهابية في بغداد... وأدلى بإعترافات خطيرة عن العمليات التي قام بها . من جانبه قال المتحدث الإعلامي باسم قيادة شرطة كربلاء رحمان مشاوي لـ ( أصوات العراق) إن الخالدي " كشف للمحققين الفتوى الشرعية التي أفتى بها ( أمير الأمراء) في جماعته ،وهو المدعو مهدي طالب... المسؤول عن دعم المجاميع الإرهابية بالسلاح والمال ،وفيها أباح تبادل الزوجات بين أفراد المجموعة تحت ذريعة تقوية العلاقات." وأضاف مشاوي "الخالدي اعترف أنه قدم زوجته إلى أمير مجموعته... وتسلم مقابلها زوجة مساعد الأمير المدعو وليد حسين" ،مشيرا إلى أن مثل هذه الإعترافات " توضح مدى عمليات غسيل الأدمغة التي تقوم بها الجهات الإرهابية من أجل تنفيذ عمليات القتل والإغتصاب." انتهى الاقتباس
الفطرة الانساية ترفض بطبيعتها الاحتلال لانه ظلم , بل من ابشع انواع الظلم , وكما ان الاحتلال له عدة صور وأوجه , فتارة يكون الاحتلال خارجي , كأن تحتل دولة ما دولة اخرى , أو أن تحتل مجموعة او شعب معين مجموعة أو شعب آخر , وقد يكون الاحتلال داخلي , كأن تتسلط عصابة ما أو فئة أو مكون أو عشيرة أو طائفة على رقاب البلد , وتتحكم به وتهيمن عليه , وتبطش بأبنائه من غير مكونهم وفئتهم أو عشيرتهم أو قوميتهم . وتمارس بحق أبناء البلد أبشع أنواع الظلم , والقهر, والتنكيل, ومثل هذالاحتلال يذكره القول العربي المأثور : وظلم ذوي القربى اشد ّ وأظلم . وقد تعرض العراق على مدى تاريخه ولحد يومنا هذا لكل انواع واصناف الاحتلال تقريبا . وكما ان للإحتلال أوجه وصور فإن مقاومة الإحتلال تتخذ صور وأوجه وأنماط مختلفة, ووسائل متعددة بحسب كيفية ونوع الإحتلال , وبحسب طبيعة الظروف التي يمر بها البلد المحتل وبحسب تركيبته السكانية , حيث ان هناك أنواع من المقاومة وصفت بأنها مقاومة سلمية آتت ثمارها وحققت نتائج ايجابية كبيرة جدا , ونجاحات باهرة , كما فعلها غاندي في الهند ضد الاحتلال البريطاني , عندما أطلق المقاومة السلمية التي تمثلت بمقاطعة المنتجات البريطانية . وايضا عندما التجأ الى المقاومة بالصوم والامتناع عن الطعام , ولايخفى على احد مقدار ما تركته من اثر كبير على الاحتلال البريطاني . وقد تتخذ المقاومة اشكالا وانماطا اخرى , فهناك المقاومة بالكلمة وبالشعر وبالمسرحية وبالتظاهروالنزول الى الشارع والاعتصام , والاضرابات وما الى ذلك من انماط المقاومة التي توصف بالمقاومة السلمية , وهناك نمط مكن الممكن ان يكون جديدا ومبتكرا الى حد ما , وهو المقاومة السياسية للمحتل, وهي التي تنتهجها الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي , فقد اجتمعت كلمة وموقف اكثر من 85 % من ابناء الشعب العراقي ومن اطيافه السياسية ومكوناته القومية والمذهبية ومرجعياته الدينية الاصيلة التي لها دور حقيقي وفاعل في مسيرة البلد , قد اجتمعت كلمتهم على المقاومة السياسية بالخوض في العملية السياسية الجارية في البلد وانتزاع استقلال البلد من الاحتلال شيئا فشيئا وفق منهج وخطوات تم تدارسها والاتفاق عليها بين الغالبية الساحقة من اطياف الشعب العراقي . وهؤلاء حتما هم الاعرف بوضع البلد والظروف التي يمر بها , وتعقيدات الاحداث وتداخلاتها محليا واقيلميا ودوليا . ويبقى هناك نمط آخر من المقاومة وهو المقاومة بالسلاح ولها ايجابياتها وسلبياتها شأنها في ذلك شأن كل تلك الانماط الاخرى للمقاومة .
وبعد ان استقصينا كل هذه الانماط من المقاومة نجد ان هناك نمطا آخر من انماط المقاومة يبرز الان على الساحة العراقية تمارسه مجموعات تطلق على نفسها انها مجموعات مجاهدين ومقاومين للمحتل , وتحصل على الدعم الداخلي من بعض الطبقات السياسية في البلد وعلى الدعم الخارجي خصوصا عدد من دول الجوار الاقليمي ولها رموز دينية تنظّر لها تدعو لها وتدعمها بقوة , وهي ليست خافية على أحد , هذه المقاومة قد يجدها البعض غريبة وشاذة وغير مألوفة, بل ومجرمة, وقد حصلت على وصف الارهاب لانها اقرب ما تكون الى الارهاب منها الى المقاومة هذا الاستغراب ينشأ من طبيعة أعمال هذه المقاومة والتي تتمثل بقتل الكسبة البسطاء , وبائعي الخضرة , وعمال المسطبات , وروّاد المساجد والحسينيات, وزائري العتبات المقدسة, والمصلين في بيوت الله والجوامع , وذهبت هذه المقاومة الى أبعد من ذلك, باستهدافها العلم والعلماء وطلبة العلوم والجامعات , انها مقاومة قتل العراق وحرق المستقبل لان طلبة الجامعات يمثلون المستقبل الواعد الذي ينتظره البلد لينهضوا به ولينشروا ألأمل بغد افضل واحسن واكثر اشراقا .
هذه المقاومة توصف بانها مقاومة التفخيخ , والتفجير, والاغتيال على الهوية والتطهير العرقي والطائفي , ونظرا لهذه الاعمال والوسائل التي تستخدمها هذه المقاومة فقد اثارت استغراب ودهشة الكثيرين , وهذا الاستغراب قد ينشأ لمن لايعرف طبيعة هذه المقاومة , ولا خلفيتها , ولاجذورها , ولا رموزها ومنظّريها والمخططين لها , والداعمين . ولايعرف قدواتها التاريخية التي اسست لها اساسا لهذا النمط من الاعمال يضرب جذوره في عمق التاريخ العربي والاسلامي , فيعطي لإعمالها وممارساتها تلك , بعدا دينيا وغطاءا شرعيا .
وقد برزت ظاهرة قد تبدو جديدة وغريبة تمارسها هذه المقاومة, وهي المقاومة بتبادل الزوجات . وقد تعرفنا على هذا النمط من انماط المقاومة من خلال اعترافات عدد من افراد هذه المقاومة الذين القي القبض عليهم مؤخرا , من انهم يقومون بتبادل زوجاتهم فيما بينهم , كأن يقوم احد المقاومين بإعطاء زوجته الى مقاوم آخر وخصوصا أمير المجموعة ليستمتع بها ويقضي حاجته منها, ويأخذ هو زوجة مقاوم آخر مقابل ذلك في نفس المجموعة, وهذا العمل هو لتعزيز الاواصر وتقويتها بين افراد المجموعة من المقاومين , ولكي تنشأ فيما بينهم علاقات حميمية , قد يستغرب البعض لهذا النمط من المقاومة , لكن من يقرأ التاريخ ويدرس سيرة الرموز الدينية والتاريخية لهذه المقاومة سوف يزول استغرابه حتما , لانه سوف يجد على سبيل المثال ان خالد بن الوليد وهو أحد اكبر الرموزالدينية التاريخية لهذه المقاومة قد فعل نفس الفعلة, بل وأخس وأقذر وان كان باسلوب مختلف قليلا. حيث ان التاريخ يحدثنا من ان خالد بن الوليد قد قام بقتل احد المسلمين المؤمنين وهو زعيم في عشيرته وهو الشهيد مالك بن النويرة . شهد مالك بن النويرة امام خالد بن الوليد بالشهادتين , وبعد ان صلى خالد وجيشه , ومالك وقبيلته معا بصلاة واحدة , وما ان جنّ الليل حتى قام خالد الذي خلعوا عليه لقب سيف الله المسلول بغدرمضيفه مالك بن النويرة ليلا وقتله مع افراد عشيرته من الرجال واستخدموا رؤسهم أثفية للقدور, ومن ثم قام هذا السيف المسلول بالنزو على زوجة مالك , اي انه بعد ان قتل زوجها نزا عليها ودخل بها في ليلته, وليرجع بعد هذه الفعلة الى المدينة منتصرا, وهو يحمل رأس مالك بيد وزوجة مالك باليد الاخرى , فاكرموه لهذه الفعلة بلقب سيف الله المسلول , وحتى عندما اعترض عمر بن الخطاب عليه وانكر فعلته , هب الخليفة الاول ابو بكر للدفاع عن خالد بقوله : لم اكن لاغمد سيفا سلّه الله . وحاشا لله جلّ جلاله ان يكون له سيفا مجرما , ملعونا , غادرا , زانيا , كخالد بن الوليد .
هذه المقاومة قد قرأت كل هذا الارث والتاريخ واستقت منه اساليبه وتشريعاته في الجهاد , ومن هذا الارث الثقافي تستمد اخلاقها , وتأخذ عنه معالم دينها . لذلك نقول ان من يعرف تأريخ هذه المقاومة ورموزها فلا يستغرب ابدا لافعالها في عصرنا هذا , لان هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية تعتبرها هذه المقاومة مآثر وبطولات , ولكنها في شرع الله السوي , وفي منهج الاسلام الاصيل الاسلام المحمدي والعلوي والحسيني لاتعتبر إلاّ ارهاب وكفرا وظلما ومعصية .
وخزي وعار, واشد من ذالك وهو المصير الاسود المشؤوم الذي ينتظر هذه المقاومة في الاخرة وهي الدرك الاسفل من النار في قعر جهنم مع رموزها وقادتها التاريخيين الذين سنّوا لهذه المقاومة سنة قتل المؤمنين والنزو على نسائهم , ولتتفوق هذا المقاومة على السلف بأساليب جديدة بتبادل الزوجات فيما بين المقاومين انفسهم وهو شيء مبتكر.
هذه هي المقاومة التي يدعوا لها يوسف القرضاوي ليل نهار, بالنصر والتسديد والتاييد والدعم واصدار الفتاوى والغطاء الشرعي لكل افعالها ( بما فيها تبادل الزوجات) وهو يمثل احد اكبر رموزها , ومنظّريها ومشرعيها في هذا الزمان . فهنيئا للقرضاوي مقاومته هذه , وهي التي ترفع رايته عاليا في سماء الابتكار من دنيا المقاومة. بقي لنا سؤال يطرح نفسه بقوة , وهو كيف يمارس القرضاوي مقاومته للوجود الامريكي في قطر ؟ هذا ماسيجيبنا عليه التاريخ عاجلا ام آجلا .
ليث السلامي
https://telegram.me/buratha
