( بقلم : *ستار عواد الحا جي )
بعد إن أدركت الإدارة الأمريكية إن لا مجال للخروج من المأزق إلا بدعم حكومة المالكي وبعد إن أدرك المالكي أيضا إن لا نجاح لحكومته إلا بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.فقد قامت الإدارة الأمريكية بجملة من التغييرات المهمة في أجهزتها التي من شانها ان تلعب دورا مهما في نجاح مهمتها في العراق فوضعت استراتيجية جديدة تخرج القوات الأمريكية من العراق مع الاحتفاظ بماء الوجه وبمزيد من إنجازات يلمسها المواطن العراقي بعد إن عانى أربع سنوات وقبلها ثلاث عقود ونصف من حرمان وحروب وشلال الدم الذي لم ينقطع يوماً وكذلك كي تثبت أمريكا أنها ماضية قدماً من اجل إرساء دعائم الديمقراطية في العالم لتبين أنها تعمل بجديدة لإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية واستبدالها بأنظمة ديمقراطية تحترم إرادة الشعوب فباشر الرئيس بوش بجملة من التغيرات كان اولها تعيين مايكل ماكونيل محل رئيس المخابرات الأمريكية جون نيجروبونتي ليشرف على 16 جهازاًَ للاستخبارات في الولايات المتحدة بينما عين الأخير مساعد لوزارة الخارجية وكذلك تغير قائد القوات الوسطى الأمريكية جون أبو زيد يحل مكانه الاديميرال ويليام فالون وكذلك أوصى بان يحل ديفيد بيرس محل الجنرال جورج كيسي المخول عن القوات البرية في العراق وكذلك الحديث عن التتغير الكبير للسفير زلماي خليل زاد الذي تعتبره إطراف في الحكومة العراقية انه سبب رئيس في فشل الإدارة الأمريكية بالعراق إذ يتهم هذا الأخير بانحيازه لفئة دون أخرى مما أدى إلى ضعف التنسيق بين القوات الأمنية العراقية والقوات متعددة الجنسيات وهذا ما تضمنته زيارة المالكي للرئيس بوش وكذلك زيارة السيد عبد العزيز الحكيم لواشنطن حيث طرح المالكي والحكيم جمله من القضايا أسهمت في تغير السياسية والأمريكية والتي كانت تتحدث عن استبدال حكومة المالكي بحكومة إنقاذ وطني ولهذا تجعل الوضع أكثر إرباكا وقد تضمنت زيارة المالكي والحكيم التشديد على إعطاء الصلاحيات ودعم الولايات المتحدة الأمريكية وملف صدام حسين الذي انتهى وبذلك يعتبر هذا الملف أول مطلب يتحقق بعد التغيير في الاستراتيجية الأمريكية وبادرة أولى من اجل دعم حكومة المالكي. لذا نلمس إن هنالك جديدة بإنهاء الملف العراقي والقضاء على العنف الذي اخذ بالتزايد في العام النمصرم فذلك بعد إن شخصت الحكومة العراقية إن ليست هنالك رغبة أمريكية جديدة بالقضاء على الإرهاب الأمر الذي جعل المالكي والحكيم يلتقيان بالرئيس بوش ليبدأ بوش بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة وكذلك بعد إن بددت الزيارات مخاوف بوش من تحالف شيعي بين العراق وإيران.
فالحديث اليوم عن الاستراتيجية الجديدة ليست مجرد قوات عسكرية وملف امني فقد تحدثت الاستراتيجية الجديدة عن أعمار وإرسال فرق عسكرية كاملة لحماية شركات الأعمار وكذلك الحديث عن اقتصاد وإنهاء البطالة الأمر الذي يجعل المشروع أكثر جدية والتي يختلف تماما مع ما أطلقته الولايات المتحدة من خطط سابقة وسياسات قديمة لذا توصل الطرفين العراقي والأمريكي الى اتفاق على نقاط مشتركة وواضحة من اجل إنهاء الملف العراقي والتخلص من كل العقبات التي تواجه العهد الجديد لكن يبقى هنالك سؤال يلوح بالأفق وينبى بمخاوف. هل باستطاعة القيادات العراقية تطبيق الاستراتيجية الجديدة وإدارة الملف الأمني والاقتصادي وملف الأعمار
كل هذه الملفات بحاجة الى كفاءات وخبرات ووزراء كفوئين قادرين على تحمل هذه المسؤولية التي ترافقها ميزانية انفجارية كفيلة بسد حاجة المشاريع الكبيرة وكذلك ما مدى تناغم الإطراف العراقية لإنجاح المشروع الجديد مع وجود خلافات كبيرة متمثلة بجهة تريد وتطالب بقوة بجدولة الانسحاب للقوات متعددة الجنسيات وترى إن الولايات المتحدة غير صادقة في إنهاء العنف ودعم الحكومة العراقية وأخرى تدعم كل توجه أمريكي يساهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في العراق لذا يتوجب على الحكومة التعامل بحزم مع الملف الأمني الاقتصادي وترك التوجهات السياسية التي لم يجن العراق منها إلا مزيدا من الدماء والخراب وملايين العاطلين إزاء سياسة غير واقعية تريد إرجاع العراق إلى الوراء وكذلك على الحكومة الإسراع في التغيير الوزاري واستبدال الوزراء الغير كفوئين
https://telegram.me/buratha