( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
المتتبع لما تشهده منطقتنا من احتقانات ارهابية وسياسية وتحركات عسكرية وازمات اقليمية واخرى محلية، بالتأكيد فانه سيصاب بالدوار ازاء هكذا احداث تتصف بالخطورة والكثافة. فمن اعتقال دبلوماسيين ايرانيين من قبل القوات المتعددة الجنسيات الى اقتحام السفارة السودانية في بغداد الى اعتقال رموز قيادية في التيار الصدري الى مداهمة بعض مجالس المحافظات واعتقال بعض اعضائها كما في واسط الى سلسلة التفجيرات التي شملت المستنصرية وباب الشيخ وشارع النضال، الى التصريحات ذات النبرة الجديدة التي اطلقتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية ذات التشكيك بقدرة رئيس الحكومة العراقية على القيام بدوره كرئيس للحكومة ومسؤول عن تأمين العملية الامنية في بغداد الى التصريحات المماثلة التي جاءت على لسان الرئيس الامريكي جورج بوش والتي باتت تعطي اشارات املائية اكثر من شراكاتيه الى زيارة كوندليزارايس والوزير غيتس الى دول المنطقة واجتماعهما بزعماء المنطقة من سياسيين وعسكريين الى الرسائل السياسية الواضحة التي تشير بمجملها الى امكانية تشكيل حلف جديد قبالة ايران وعزلها الى فرض قرار دولي يدعو لفرض حصار تجاري وعسكري وسياسي على هذا البلد، الى التصعيد العسكري مع وصول طلائع القوات الاضافية الامريكية.
بطبيعة الحال هذه التطورات والازمات المستعصية منها والجديدة لا يمكن فصلها عما يجري في ساحات اقليمية ملاصقة لساحاتنا العراقية كالساحة الفلسطينية واللبنانية والسورية والايرانية والتركية والمصرية وما يدور في افريقيا. يقيناً ان اكثر ما يعنينا في هذه الدوائر هو ما يجري على ساحتنا العراقية والساحات المتداخلة معها كالساحة الخليجية والايرانية ونعتقد ان اية لغة تصعيدية لاية ازمة سينعكس سلباً على ساحتنا العراقية التي بدت تعيش مناخات سياسية منفرجة بعد تنفيذ حكم الاعدام بالظاهرة الصدامية ورموزها.
صحيح ان العاصمة بغداد شهدت خلال الايام القليلة الماضية تصعيداً غير مسبوق في مجال التفجيرات الارهابية، لكنها شهدت ايضاً تطورات غير مسبوقة بالانفراجات السياسية بذات الوقت. هذه الانفراجات بدت واضحة مع استعداد الحكومة لتنفيذ خطتها الامنية الجديدة ومع استعادة اجزاء مهمة من مناطق وطننا لوضعها تحت رعاية الدولة كما هو الحال في محافظة الانبار ومناطق جنوب بغداد التي عقد مشايخها ووجهاؤها يوم امس اكبر مؤتمر من نوعه لتأكيد رغبة هذه المناطق للعمل مع الحكومة ضد الهجمة الارهابية التي تتعرض لها البلاد ولا يستبعد ان ينبري ابناء محافظة ديالى لعمل مماثل قريباً.
لهذا فاننا نرى ضرورة ان تكون ساحتنا العراقية ساحة تلاقي لا ساحة تصادم بين الدوائر الاقليمية والدولية وبخلاف ذلك فان المنطقة ستدفع فواتير باهظة لا طائل منها كالفواتير التي دفعتها في عقدي الثمانينيات والتسعينيات أو اكثر بالتأكيد
https://telegram.me/buratha