( بقلم : حسن هاني زاده )
عملت السعودية كالعادة على العزف على وتر الطائفية سواء في العراق او لبنان او اماكن اخرى في المنطقة. ومنذ سقوط الدكتاتور العراقي المعدوم اجتمع البدو القاطنون في القصور الفخمة في الرياض ووضعوا اجندتهم حسب فهمم السطحي والبدائي لمجريات الاحداث.
وتحدثوا عن تداعيات سقوط الدكتاتور على مشيخات البدو في الخليج الفارسي لان العراق اصبح على وشك تشكيل حكومة على غرار الانظمة الديموقراطية الغربية المتعارف عليها في العالم والتي تعطي للاغلبية حق السيادة على الاقلية خلافا لدول البعران التي تحكمها اقلية فاسدة وامية. وتمخض اجتماع حكام السعودية عن فتح كل الممرات الواقعة على الحدود مع العراق وافساح المجال للعربان الراغبين الى دخول جهنم عبر تفخيخ اجسادهم النتنة وتفجيرها امام مساجد وحسينيات الشيعة في العراق.
ومولت السعوديه البعثيين الموالين لصدام والمتلبسين بالزي الاسلامي وحثتهم على عرقلة العملية الديموقراطية لان هذه الديموقراطية اذا ما ترسخت في العراق فسوف تصبح علة على العربان وتقضي عليهم في المستقبل. ولما رأت ان الانفجارات والاعمال الارهابية لم تثبط عزيمة الاغلبية في مواصلة النهج الديموقراطي والسير وراء حكومة "مالك الاشتر" استدعت سفيرها في واشنطن تركي الفيصل الذي له باع طويل بالتعامل مع الارهابيين العرب.
وحينما ترأس الفيصل الجهاز الامني الرهيب في السعودية على مدى خمسة وعشرين عاما كون خلايا ارهابية فرخت ارهابيين من امثال اسامة بن لادن وايمن الظواهري وابومصعب الزرقاوي الذين عاثوا في ارض الرافدين فسادا. وآخر انجازات تركي الفيصل اجتماعه بالهارب من وجه العدالة عزة ابراهيم الدوري على الحدود السعودية اليمنية لكي يخوض هذا الاخير المعروف بـ "ابو الثلج في العراق" الجهاد على الطريقة البعثسلفية في معركة حامية ضد شيعة آل بيت رسول الله "ص" ومن ثمة يصبح قائدا جديدا للامة العربية!.كما شجعت السعودية متمثلة بالوهابي السلفي المتلبس بالزي المدني عبد الرحمن الراشد مسؤولي الاعلام العربي لترسيم استراتيجية اعلامية لمواجهة الاعلام الشيعي والحد من سيطرة الشيعة على الاعلام العراقي وهو الاعلام الوحيد الصادق في كل العالم العربي لان كلمته مبنية اساسا على مصداقية آل البيت "ع".وعقد لهذا الغرض مؤتمر في عاصمة النفاق والخبث والحقد عمان بمشاركة العربان الاجلاف العاملين في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في العالم العربي ووضعوا خطة خبيثة لتشويه سمعة شيعة العراق وبث الدعايات ضدهم.
وليس خافيا ان العربان ليس لديهم عقلية ودراية وفهم لوضع مثل هذه الاستراتيجيات الاعلامية الخبيثة ولكن من الواضح ان رجال الاعلام في الكيان الصهيوني هم الذين يوجهوا العربان من العاصمة الاردنية. فاذن كل ما يحدث في العراق سببه وجود ايادي الوهابيين الحاقدين والبدو من آل سعود الذين يصطادون الغزلان في براري العراق ومن يقول ان اي دولة اخرى مجاورة للعراق ما عدا الاردن تعبث بأمن هذا البلد بدوافع مذهبية او طائفية فهو على خطأ ولا يجيد ابجدية السياسة.
ومن هذا المنطلق على الشيعة في العراق ان يكون لهم كلمة مسموعة في العالم وعليهم ان يتوحدوا ويأسسوا قناة فضائية موحدة وفاعلة لفضح العربان واجراء مقارنة بين احقية المذهب الشيعي الانساني وبطلان المذهب الوهابي السلفي.
حسن هاني زاده – صحفي ايراني
https://telegram.me/buratha