( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )
في كل المعايير لايمكن اعتبار العمل الاجرامي المروع الذي شهدته بوابتا الجامعة المستنصرية يوم امس الاول انه كلاً يتشابه مع غيره من الاعمال الارهابية الاخرى، فالمكان في هذا العمل يختلف والزمان كذلك ويبقى الهدف هو الاهم الذين خرجوا الى حتفهم من الجامعة المستنصرية يوم الثلاثاء كانوا حاضر الوطن بكل جماليته وشبابه وطموحه وآماله، كانوا الكتاب والقرطاس والقلم والمحاضرة والاطروحة والصرح والدكتور والاستاذ والمحاضر والمعيد وشابة وشاب لم يبلغا الثمانية عشر ربيعاً، نذروا ربيعهم هذا لابناء شعبهم كي يزيحوا عنه غيوماً داكنة كانت قد خيمت عليهم منذ اكثر من ثلاثين سنة.
القسوة التي سقط بها هذا الحاضر تؤكد على ان هذا العمل لا ينتهي بحدود حصد الارواح انما هو عمل مُصّممٌ لابعد من ذلك.. لاغتيال المدرسة.. الجامعة وكل حواضن ومصانع المستقبل لكنه بنفس الوقت لا يمكن فصله باي حال عن القصاص الذي فصل رأس برزان عن جسده قبل يوم واحد من مجزرة المستنصرية.البعض ممن يريد ان يبعد عن نفسه شبح الجريمة والخطأ والمواقف النافخة في صور الطائفية البغيضة عبر تسخير خطابه وشاشته ادرك حجم نتيجة التحريض التي كان يقودها بصمت ودهاء فراح الى قطع برامجه وبقيّ يمارس تغطية خاصة لهذا الحدث المفزع ويكثر من نداءاته الى ابناء شعبنا المفجوع كي يتوجهوا الى بنوك التبرع بالدم لان مصارف دمائنا نزفت هي الاخرى.
وما يدريك لعل هنالك امراً اخراً وراء هذه التغطية المستمرة ظاهرها الموقف والوطنية والمسؤولية وباطنها اشاعة الرعب في كل بيت من بيوت البغداديين والعراقيين كي يتحقق الهدف الحقيقي لهذه الجريمة من خلال امتناع العوائل ارسال ابنائها الى المدارس والجامعات بعد هذه المجزرة.
وما يدريك ايضاً.. ان التغطية ليست للعراقيين انفسهم انما هي نقل حي ومباشر لمصانع الموت والقتل والجريمة كي تقول لهم بالصوت والصورة هذه هي نتائج عملكم ان كنتم تريدون معرفة النتائج.في كل الاحوال النتائج والاهداف كثيرة خصوصاً واننا نقف على اعتاب مرحلة سياسية امنية جديدة لكن لا حادث المستنصرية ولا غيره سيمنع العجلة العراقية من التقدم والبناء ومواصلة المسيرة وهذا عهد قطعه شعبنا على نفسه رغم كل التضحيات.
https://telegram.me/buratha