المقالات

لسوريا النفط وللعراق الأمن

1834 14:12:00 2007-01-19

( بقلم : باسم العوادي )

تطورات مهمة في الموقف السوري وكسب حقيقي ونصر للحكومة العراقية وللعراق في الانعطافة السورية نحو العملية السياسية في العراق ، فسوريا لم تنعطف نحو العراق إلا بعد ان قدمت الكثير خلال السنوات الثلاثة الماضية للسعودية وحلفائها في المنطقة ووقفت خصما وعداا لدودا للعملية السياسية في العراق وباندفاع غير متصور من القيادات العراقية البارزة والتي كان لها علاقات قديمة وقوية وجوهرية مع الحكومة السورية، وطبعا سوريا لم تقدم ما قدمت للسعودية وحلفائها ذلك الدور الكبير بدون مقابل والمقابل كان هو لبنان وبعد عدة سنوات احست سوريا أنها ولأول مرة في تأريخيها كانت تقدم الكثير وتتحمل الاكثر بدون اي مقابل فقد شنت السعودية ومن يدور في فلكها حربا لدودا على سوريا بعد اغتيال الحريري ظهر ما ظهر منها وما خفي كان اعظم واستطاعت السعودية الآن ان تبعد سوريا عن المحور العربي واجبرت مصر كذلك في الابتعاد عن سوريا وحرضت عليها امريكا وفرنسا وكل حلفائها في المنطقة العربية والاخطر انها سعت من خلال المحكمة الدولية التي تريد تشكليها للكشف عن حقيقة اغتيال الحريري حتى الى جر الرئيس بشار الأسد شخصيا الى تلك المحكمة في الوقت الذي كانت فيه سوريا تقاتل من اجل مصالح السعودية وبعض دول الخليج ومصر في العراق من خلال تأخير العملية السياسية وفتح حدودها امام الجماعات الأرهابية التي تستيطع المخابرات السورية ان توقفهم واحدا واحدا في المطار وتبعث بهم الى شعبة فلسطين الأمنية الشهيرة في دمشق .التجربة المؤلمة وتصحيح المسار:بعد هذه التجربة المؤلمة للحكومة السورية سعت سورية لتصحيح المسار واتجهت بمقدار 180 درجة ومن خلال زيارة ناجحة لوزير الخارجية السوري الى العراق اسمعته فيها القيادات العراقية المهمة والصديقة سابقا لهم كل ما لم يتوقع ان يسمعه من عتاب وحقائق ولوم وتذكير بالماضي الاخوي بينهم وبين سوريا تبعها بعد ذلك وفتح السفارات وتبادل المجاملات ووصلت لحظة زيارة الرئيس العراقي مام جلال الطالباني وهي محطة مهمه جدا لما يملكه الطالباني من علاقات سابقة فوق العادية مع القيادة السورية ابان حكم المرحوم حافظ الاسد رحمه الله وما صدر من تصريحات من الرئيس السوري بشار الأسد حول الأمن في العراق ووصفه بان امن العراق هو امن سورية وهي خطوة لو تمت منذ سنوات لكان وضع العراق الآن مختلف جدا ويلاحظ في المقابل قيام العناصر الأرهابية و المجرمة بشن حملة حادة وقاسية خلال الفترة الماضية على الحكومة السورية اخرها بيان للمأبون عزة الدوري يسب ويشتم فيه سوريا ويتهمها بالعمالة لايران لانها تسعى الى عقد مؤتمر قطري لحزب البعث ستشارك فيه قيادات بعثية عراقية يمكن ان يتمخص عن اختيار قيادة جديدة لحزب البعث العراقي تقصي القيادات البعثية الأرهابية وفي مقدمتها الدوري المسلول وجماعته ويمكن ان تقوم القيادة البعثية المنتخبة الجديدة وهي تحت الرعاية السورية دورا ايجابيا في النظرة للعراق الجديد وعملية المصالحة الوطنية ناهيك عن حملة التشوية التي تشنها وسائل الاعلام المملوكة للسعودية ودول الخليج في التحريض على سوريا من خلال ابواقهم المأجورة في الصحف والفضائيات وصلت حد تأليب الوضع الداخلي السوري طائفيا ومحاولة قلب نظام الحكم السوري من خلال مساعدة عبد الحليم خدام كبديل سني عن بشار العلوي ومن خلال الحلف الذي سعت فيه السعودية للم شمل الاخوان المسلمون المعارضون مع قاتلهم خدام ليكونوا محورا طائفيا سنيا بين الاعداء في مواجهة الحكومة السورية. ومما لاشك فيه ان سوريا تستفيد من خطواتها الاخيرة بتجاه العراق من خلال تخفيف الضغط عليها امريكيا وكذلك خطوتها الجريئة بالاستعداد لفتح حوار يقود الى سلم مع اسرائيل وما تناقلته وسائل الاعلام عن مباحثات سرية وهي قضية تهم سورية بالدرجة الاساس باعتبارها دولة مواجهة وليس للعراق صلة بها لكن الاصل في كل ذلك ان لسوريا دور مهم وحيوي في استقرار العراق وهدوئه بل والنهوض به وارجاعه الى سابق عهده من القوة تحت قيادة الحكومة العراقية المنتخبة وقيادة الائتلاف العراقي والقوى الوطنية العراقية مثلما كان لها اليد الطولى ايام المرحوم الاسد الأب في مد يد العون لايران وكسر الصحار عليها آبان الحرب الظالمة وتقديم كامل الدعم والاسناد لايران رغم العروض التي قدمتها السعودية ودول الخليج وحتى صدام بانهم مستعدون ان يدفعوا لها اضعاف ما يمكن ان تحصل عليه من ايران إلا ان ثبات الاسد الأب على المنهج وعلى الطريق الصحيح وشدة عقليته المتوهجة وذكاءه المفرط وحاسته السياسية التي لم تخطأ ابدا ابقته في المسار الايراني المساند والداعم له وتحمل ما تحمل من اعباء وحملات شرسة خلال سنوات الثمانيات وعلى طوال عشرة سنوات استطاع خلالها في النهاية بعد ان غزا صدام الكويت ان يثبت انه كان الاذكى سياسيا والابعد في النظرة المستقبلية ناهيك عن جهودة الجبارة في دعم المعارضة العراقية وفتح سوريا امام المهجرين والمهاجرين العراقيين واستقباله لهم وسعيه الحثيث لتقديم كل غال ونفيس من اجل ان لايهان العراقي في سوريا والذي كان معززا مكرما على طوال عقود . لاشيء بدون مقابللكن السؤال الجوهري يبقى ان لاشيء بدون مقابل في عالم السياسية فسوريا في انعطافتها الاخيرة نحو العراق ودعمها للعملية السياسية تريد مقابل وهي لا تلام على ذلك فهذا منطق الاشياء في علم السياسية القائم على سياسة ( خذ واعطي ) وبمقدار ان العراق بحاجة اليوم الى سوريا بمقدار ان سوريا بأمس الحاجة اليوم الى الدعم العراقي وحتما كذلك انه بمقدار ما تقترب سوريا من العراق الجديد بمقدار ما ستبتعد عن محور السعودية ومصر وحلفاؤهم في المنطقة بمعنى ان علاقتها مع العراق ستخلق لها عداوات كثيرة ومقابل كل عداوة في عالم السياسية لابد ان يكون هناك صداقة وبالفعل ففي الوقت الذي رحبت به سوريا وارسلت وزير خارجيتها الى العراق بدأت المقالات الطائفية تؤكد على انه الآن اكتمل الهلال الشيعي واصبح حقيقة واقعية يعني انهم حشروا سوريا في الزاوية الطائفية الضيقة رغم ان سوريا قد قدمت من اجلهم خلال السنوات الثلاثة الماضية ما لم يستطيعوا اولئك الطائفيون الرجعيون ان يفعلوه بمئة سنة.العراقيون لايشربون النفطاذن مالذي يمكن ان يقدمه العراق لسوريا لكي يعوض سوريا عن خسارتها لدول الخليج وانعطافها نحو العراق ؟؟؟ لايوجد في العراق غير النفط ولاتريد سوريا غير الدعم المادي المتأتي طبعا من واردات النفط او يمكن ان يدفع لها النفط وتتصرف هي بدورها ببيعه والتصرف بعائداته ، النفط العراقي هبة من الله تبارك وتعالى والعراقيون لايشربون النفط ولايسقون به حقول الشلب في الجنوب ولا يرضعون به الاطفال بدل الحليب ولدينا من النفط ما يكفينا لاربعة قرون قادمة وقد حان الوقت الذي نشتري فيه ثمن حياتنا ومستقبلنا وتحكمنا بمصيرنا. لقد استخدم صدام حسين سياسية النفط مقابل الدعم لسلطته واستطاع في اصعب الاوقات ان يجد له اعوانا من حكام ودول واستطاع بسياسة النفط ان يجعلهم يقاتلون معه لا فقط ان يدعموه اعلاميا او سياسيا او معنويا وها وهو صدام و بعد ثلاث سنوات من سقوطه واعدامه وذهابه الى جهنم لا زال طعم النفط في افواه من كان يطعمهم اياه طريا ولذيذا ، وسياسية النفط هي التي حولت صدام الى شهيد ، فلماذا لانتبع تلك السياسية ونكسب حياتنا وامننا وعراقنا الجديد وحكومتنا المنتخبة ودستورنا وحريتنا التي حصلنا عليها بعد انهار من الدم والثورات والتضحيات فالنفط سيجعلنا قادة للأمة العربية في حياتنا كما حول صدام قائدا للأمة واذا ما قتلنا او سقطنا سيجعلنا النفط شهداء مثلما جعل من صدام شهيدا بنظرهم ، لقد حكم المقبور صدام العراق 34 عاما بسياسة النفط مقابل السطلة وسنحكم 340 عام بسياسة النفط مقابل الأمنالأرخص مقابل الأغلىادفعوا لسوريا كل ما تريد وادعموها فسوريا تطلب ارخص ما عندنا وهو النفط ولكننا سنحصل مقابل التحالف معها على اغلى ما نريد وهو الحياة والحرية والعراق الجديد ، ليكون شعارنا هو النفط لسوريا والامن للعراق . وقد استبشرت خيرا عندما قرأت ان العراق باع النفط باسعار مخفظة للأردن وكنت اود ان يعطى النفط للأردن بدون مقابل لكن بشرط ان يبقى الأردن ضمن النطاق العراقي كما كان ضمن نطاق صدام وكذلك اتمنى ان تتحرك الحكومة العراقية بتجاه اليمن فهو بامس الحاجة الى النفط والدعم المادي وان تملئ جيوب علي عبد الله صالح ليعود الى حضيرة العراق كما كان مع صدام واكرر واعيد اننا نعطيهم ارخص ما عندنا وهم يعطوننا اغلى ما نريد ، وبالختام ما قيمة النفط ان لم نشترِ به الحرية والحياة ، وليس في السياسية مجال للعواطف باسم العوادي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسن
2007-01-19
الفكرة جيدة لكونها تدخل في حكم الغاية تبرر الوسيلة ولكن للأسف هي ايضا تدخل في حكم النفاق وذلك أنك تريد مكافأة قتلة الشيعة- حسنا سأتفق معك حول سوريا لكون الشعب السوري هو الاقرب لقلب الشعب العراقي ولكن الاردن واليمن فهذا مستحيل أتريد يا أخي ان تحرمنا من نعمة النفط كما فعل صدام؟ فما فائدة الامن اذن بدون هذه الثروة والا الامن أيضا كان موجود في فترة الطاغية اذن الحل برأي هو ان نغلق الحدود مع الاردن ونوقف كل العلاقات الاقتصادية معهم وبعدها سيأتون صاغرين يقبلون أحذية العراقيين لنرضى عليهم
سلطان علي ( محب للعراق و أهله)
2007-01-19
فكر برجماتيكي رائع و في محله. نبينا الاعظم(ص) اشترى ولاء كفار قريش( المؤلفة قلوبهم) بأن دفع لهم حصة من اموال الزكاة لاسقاط معارضتهم و كسب ولائهم للدين الاسلامي الفتي في حينه. نعم ليسحب القادة العراقيين البساط من تحت ارجل حثالات البعث الباقين بعد زوال صدام و ليستخدموا سلاح النفط في القضاء على هؤلاء الاشرار. ليتبع العراق نهج النبي محمد (ص) و يشتري ولاء الانظمة العربية بالنفط الرخيص خاصة و ان العراق في امس الحاجة لدعم دول الجوار ليتفرغ للقضاء على البعثيين و التكفيريين في الداخل و بدأ مرجلة الاعمار.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك