( بقلم : وداد فاخر * )
يستغرب الكثير من العراقيين التصرف الهمجي لشويعر مرتزق ترعرع داخل مؤسسة البعث الفاشية التي كانت تطبل ليل نهار لحزبها الفاشي وقائدها الضرورة ، وهي ما يسمى آنذاك بـ ( دار الثقافة الجماهيرية ) في كل محافظة . والأغرب أن يستقبل العراقيون بدون تحفظ آلاف مؤلفة من أعوان النظام الفاشي في آخر السنين من عمر الدكتاتورية قبل سقوطها ( من شعراء وفناني السلطة الفاشية ) وجمهرة كبيرة جدا من الخارجين من العراق بحجة المعارضة للنظام الدكتاتوري ، وجلهم خرج إما لأمور اقتصادية بحتة طمعا في ما يجلبه الغرب من رفاهية اقتصادية ونفسية بعد أن أفلست الدولة التي يقودها النظام الفاشي الذي كان يغرقهم بعطاياه ، أو إن حبل المشنقة طال البعض من أصدقائهم وأقربائهم لشكوك فقط حامت حولهم لضعف الولاء من قبلهم للنظام الفاشي الطائفي القبلي المنهار . أو إنه ضمن مشروع مخابرات النظام الفاشي المبعوثين للخارج للتغلغل بين صفوف المعارضة والتجسس عليها ، وإرباك عملها ، وهم كثر والحمد لله ولا زالوا يمارسون عملهم بين القوى الوطنية لحد الآن ، وخاصة وللأسف بين الأحزاب الدينية.
ويدخل اسم ( عباس جيجان ) ضمن هذا الجمهور الكبير من اللاجئين الذين خرجوا في أخريات عمر النظام الفاشي الدكتاتوري ، حيث كان من آخر المستفيدين من عطايا الدكتاتور المقبور الذي بكى عليه بدموعه الساخنة في قصيدته التي رثاها به .
وعباس جيجان ، وهو احد المحسوبين على أهل البصرة كونه من المهاجرين من المحافظات الجنوبية الذين استوطنوا البصرة التي بدأت هجرتهم لها في بداية خمسينيات القرن الماضي لأسباب اقتصادية بحتة ، أو هربا من ظلم الإقطاع المتحكم برقاب الفلاحين آنذاك . وكان وفق تصنيفات النظام الفاشي المقبور احد ابرز ( مثقفي ) النظام كونه كان عضو بارزا وكبيرا في جمعية الشعراء الشعبيين التي تلهج بالشكر والدعاء للحزب الفاشي وراس النظام المقبور صدام حسين ، وتتجول في الدول العربية مستفيدة من عطايا النظام بحجة حضور مؤتمرات الثقافة العربية . وكان من ابرز رجال ثقافة البعث احد شرطة الثقافة البعثية الذي يحمل لقب دكتور أيضا وهو مدير دار الثقافة الجماهيرية بالبصرة ( محمد راضي جعفر ) الذي يقول متحسرا بعد سقوط قلعة الفاشيين في بغداد :لم يبقَ حين رغا الضرامْ غيرُ الشآمْ فأقم صلاتَكَ في رحابِ الجامعِ الأمويِّ وارشفْ لذّةَ الحزنِ النبيلْ من قصيدة (كلُّ ما بقيَ الآنَ منّا دمشق ) – 05 . 08 . 2003 –
كذلك كان هناك في ميدان ثقافة القمع الفاشية أخوه ( عبد الكريم راضي جعفر ) ، وثلة من المدعين للثقافة منهم احد المتدكترين أيضا المدعو ( كاظم نعمة التميمي )، وهو من منظري حزب البعث في البصرة و ( قادة ) الثقافة فيه ، وللأسف الشديد فقد استشهد به الصحفي والفنان التشكيلي والشاعر محمد سعيد الصكار في مقاله المنشور في جريدة المدى بتاريخ 18 . 01 . 2007 (البصرة عاصمةً للثقافة .. لا يا اخي فاضل، لا تفعلها! ) كاحد رواد الثقافة ومثقفيها في البصرة وتناسى مثقفيها الاصلاء وخاصة الشعراء الوطنيين ( عبد الكريم كاصد ومهدي محمد علي والمرحوم مصطفى عبد الله ) .
وعودة لأحد شعراء بلاط صدام حسين فللقاريء العزيز التزود بشئ من ماضي عباس جيجان وقراءة مقال الكاتب علي الشلاه والمنشور على صفحات صوت العراق وبعنوان (عباس جيجان..من أجل حفنة من الدولارات ) http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=4352 ، وكيف كان يمدح عباس جيجان سيده المقبور آنذاك ويقبض عطاياه ، ليتذكر القارئ العزيز مدى تفاهة وانتهازية عباس جيجان والعديد من رهطه المتباكين على سيدهم المقبور صدام حسين .
وهنا أود أن يطلع القراء على مشاركة عباس جيجان في نهب دولة الكويت أيام احتلالها ، حيث حضر المقبور صدام حسين للبصرة كما اخبرني قريب لي وقتها زمن احتلاله للكويت عندما لاحظ أهالي منطقة الجبيلة في البصرة وفي المنطقة الواقعة خلف معمل البيبسي بان المنطقة مطوقة بالكامل من قبل قوات وامن النظام ، وحضر بعد ذلك المقبور صدام حسين الذي ردد كعادته ما يسمى بخطب الرئيس مقطوعة من تفاهاته العديدة ، ثم توجه بالسؤال نحو احد المهمين من ازلام البعث من الحضور وقال ساخرا :- ها عباس .. الرفاق سحبوا سيارتك؟! وكان يقصد بسؤاله عباس جيجان الواقف على بعد منه مع بقية ( الرفاق ) ، رد عباس بخجل وخوف :- نعم سيدي .وضحك الدكتاتور ضحكته المائعة المعروفة ، وقال متبجحا :- هذا قانون حتى آني ما اكدر أرجعها لك ، بس راح أوصي الرفاق ينطوك سيارة بمكانها .وفعلا فقد اهديت بعد أيام لـ ( الرفيق ) عباس جيجان سيارة جديدة موديل مازدا من منهوبات الكويت آنذاك . وقضية السيارة التي سحبها ( الرفاق ) وصادروها : إن عباس جيجان كان قد وضع سيارته فوق الرصيف قرب بيتهم عند سفره ضمن وفد من الشعراء الشعبيين للخارج في احد المؤتمرات ، واستغل بعض ( الرفاق ) ممن كان على خلاف معه القانون الذي كان ساريا آنذاك بعدم جواز وضع أي سيارة على الرصيف ومصادرتها فصادروا سيارة ( رفيقهم ) متعمدين . وهذه قصة صغيرة من قصص عباس جيجان احد مداحي الدكتاتور المقبور صدام حسين المتواجد حاليا في هولندا ومعه أيضا إحدى كبيرات شاعرات البعث آنذاك ، وهي بالمناسبة أخت احد مغني البعث في النمسا الذي لا زال يلهج وللآن بمديح سيده ويشار له من قبل تنظيم البعث وازلامه بـ ( المطرب القومي العربي !! ) والنكتة انه لا يمت للعربية بصلة ، هو واحد كبار قادة البعث في النمسا ( ملاحظة : إذا قرأ القائد البعثي في النمسا المقال سيسارع لشتمي في التلفون كما فعلها من قبل ، وتم تسجيل مكالمته المحفوظة لدي ) . آخر المطاف : قيل ( إذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت ) .* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
https://telegram.me/buratha