( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
عملية اعدام الثنائي برزان – البندر، اكدت المقولة انه كيفما وبأي طريقة وفي أي مكان او زمان كان قد اعدم فيه صدام سوف لن يكون موقف الاعلام العربي وبعض الدولي على غير ما كان عليه.اثناء عملية اعدام برزان – البندر توخت الحكومة العراقية حذراً شديداً شمل:1-عدم دخول قاعة تنفيذ الحكم سوى قاضٍ وطبيب وممثل للداخلية والمهنيين المتخصصين.2-اخذ تعهدات خطية من قبل هؤلاء بان أي مشهد يرتبط بالعملية وتنفيذها يعرض من على شاشات التلفاز سيكون الحاضرون في عملية التنفيذ مسؤولين عنه مسؤولية كاملة.3-افساح المجال امام المدانين لتقديم او كتابة وصاياهم او طلب ما يريدون وكانت الجهات المسؤولة اذناً صاغية لهؤلاء فيما اكدت الوقائع التي تلت عملية الاعدام التزام الحكومة بتنفيذ وصاياهم ونقل جثامينهم بكرامة الى المكان الذي رغبوا دفنهم فيه وعلى نفقة ومسؤولية الحكومة.4-قيام السلطات المختصة بتجريد الاعلاميين العراقيين والدوليين من كامراتهم ووسائل اتصالاتهم عندما اضطرت الحكومة لعرض بعض اللقطات الخاصة بتنفيذ الحكم القضائي بالمدانين لضمان عدم تسريب ذلك اعلامياً كما حصل في عملية اعدام صدام.5-تشكيل لجنة تحقيقية للبحث في قضية التصوير السري لعملية اعدام صدام والتوصل الى معرفة الفاعل واعتقاله وتقديمه للقضاء.
بالرغم من كل هذه الاجراءات الا ان هناك ما زال من يرى بأن عملية اعدام برزان والبندر المسؤولين عن قتل ما يقرب مئة الف عراقي، انها تمت بطريقة صادمة، ولا ندري ما الذي يراد من السلطة التنفيذية العراقية اكثر مما فعلته كي لا يصُدم هذا البعض، وكذلك ماذا تفعل هذه الحكومة امام المشيئة الالهية التي فصلت رأس برزان عن جسده في حالة تعتبر الفريدة من نوعها بكل عمليات الشنق حسب تقرير الطبيب المنتدب من دائرة الطب العدلي.
الآخرون يريدون من الحكومة العراقية إلغاء عقوبة الاعدام فيما موجات الاعدام تطال المئات من العراقيين حالياً وسابقاً، فهل يعقل لشخص يدعي بأنه مسؤول عن قطع رؤوس اكثر من خمسمئة مواطن بأن يُقال له شكراً او احسنت الفعل!.
هل يعلم هذا الآخر ان دولة عظمى كالولايات المتحدة الامريكية اسقطت نظامين واحتلت بلدين، افغانستان والعراق، لانها كانت تعتقد بأن حركة طالبان ونظام صدام كانا مسؤولين بشكل او بآخر عن العمليات الارهابية التي طالت برجي التجارة العالمي في العاصمة الامريكية.هل ان اعدام البندر وبرزان وصدام بحاجة الى ادلة وبراهين تثبت تورط هؤلاء بجرائم ابادة بشرية جماعية اودت بحياة عشرات الآلاف من الابرياء العراقيين واحالت البلد الى موطن للايتام والثكالى والارامل والمعاقين.هل بمقدور احد ان ينكر او يتنكر لسياسات الحروب التي شملت ايران والكويت والسعودية وامتدت لسوريا ولبنان والساحة الفلسطينية وحتى الاردنية، التي كان يشنها رأس النظام واركانه على هذه البلدان وشعوبها فضلاً عما لحق بالعراقيين من دمار هائل بمنظومتهم البشرية وبناهم التحتية من اجل اشباع غريزة الموت التي تطبّع عليها نظام صدام.
ان انزال القصاص بحق هؤلاء لهو انجاز للبشرية قبل ان يكون للعراقيين، ومن يريدنا ان نكف عن المجازر التي يعني بها اعدام الثلاثي المجرم عليه ان يتصفح ارشيف حرب السنوات الثمان وجريمة احتلال دولة الكويت ومجازر الانفال وحلبجة في الشمال والاهوار في الجنوب وحفلات الموت الجماعي التي كانت تشهدها دهاليز النظام المجرم وغرفه المغلقة وكذلك فليأتي هذا البعض الى العراق كي يتعرف على خارطة مقابرنا الجماعية التي دخلت ارشيف المؤسسات الدولية المعنية بمثل هكذا حقائق ووقائع.لا نعتقد ان احداً يملك الحق ان يفرض على غيره بأية قوانين يجب ان يتحرك او يدير بلده، واذا كان اولئك يعتقدون بأنهم يمتلكون مثل هذا الحق فعليهم ان يقبلوا بالاخرين ان ارادوا الغاء او تصحيح بعض قوانينهم وهذا ما لا يرتضونه يقيناً.
https://telegram.me/buratha