بقلم: ناهدة التميمي
من باب.. اعلل النفس بالامال ارقبها .. ما اضيق العيش لولا فسحة الامل .. تحصي الفضائيات المغرضة وبعض المحسوبات على العراق بكل اناة ودقة وبشكل يومي عدد الجنود الامريكان القتلى في العراق .. حتى وصل العدد اخيرا وبعد اربع سنوات الى ثلاثة الالاف جندي ... وعلى راس هذه القنوات بالطبع هي قناة الشرقية واخواتها ممن على شاكلتها .. حتى بات العراقيون يسمونها قناة التوابيت والموت ودراكولا العصر الحديث فهذه القناة تنقل بقصد اشاعة الفوضى واشعار المواطن بعدم الاطمئنان والتذمر, حتى المشاجرة الشخصية او لاسباب ثارية في نشرة اخبارها على انه خبر مهم ومن فعل المقاومة ( الشريفة جدا ) لدرجة ان الناس باتوا يتندرون عليها بالقول انه لو انقلب صرصر على ظهره في مكان ما في العراق .. تذيع الشرقية الخبر على انه فعل من افعال المقاومة.ويالخيبة الشرقية واخواتها بهذا الرقم الهزيل في مجالات الحروب فبعد مضي اربع سنوات على سقوط النظام يسقط ثلاثة الالاف جندي امريكي فقط.. بضمنهم من قضى في الاسابيع الاولى للاجتياح حيث كان الامريكان يتوقعون وهم يقاتلون اعتى نظام ديكتاتوري عرفه التاريخ يتوقعون اكثر من عشرة الالاف جندي في الاسابيع الاولى ..
وهذا سمعته بنفسي من قناة السي ان ان في بداية الحرب..ومنهم من قضى لاسباب طبيعية او مرض او حوادث سير عادية ... ومع احترامنا لكل نفس بشرية تزهق.. لما للانسان من تكريم وللنفس البشرية من حرمة .. الا ان هذا العدد يمكن ان تخسره اي دولة في العالم في اسبوع او شهر او حتى يوم في زلزال او عاصفة او فيضان او غرق باخرة او حوادث مرور عادية او سقوط طائرة .. تسونامي مثلا ابتلع اكثر من نصف مليون انسان في لحظة .. فيالضالة هذا الرقم ويالخيبة المطبلين والحالمين.. وهذا ما جعل رايس قبل اسابيع تفتخر باجتياحهم العراق لان خساءرهم اقل مما كانوا يتوقعون .. والخسائر الكبرى هي بين صفوف العراقيين بفعل ( المقاومة) والتي اختصت بقتل الناس والابرياء .. هؤلاء يحلمون ان هكذا مقاومة مخجلة ممكن ان تعيدهم الى سابق عهدهم ليتسلطوا على رؤوس العباد ويسرقوا اموالهم ليتنعموا بها هم وحدهم .. وما نعرفه هو ان المقاومة تحتمي بالشعب وتحمي الشعب لاتقتله.. ولكن هؤلاء القابعين في عمان والقاهرة ودبي وقطر والرياض يروجون للارهاب ويتاجرون بدماء الشباب من اهل السنة ويثرون من ورائهم ولايهمهم خراب الديار ودماء االابرياء طالما هم مترفين واولادهم معهم بخير.
وهنالك من بنى امالا على قدوم الديمقراطيين للكونغرس .. وهنا لابد من القول ان لايتوهم واهم من ان الرئيس الامريكي هو وحده من يرسم الخطط وينفذها .. بل ان السياسة الامريكية هي سياسة مؤسسات تقوم برسمها جهات عديدة مثل الكونغرس والسي اي اي والبنتاغون ومؤسسات امنية سرية وعلنية اخرى وما على الرئيس الا التنفيذ.. ولديهم لكل مرحلة خطط وبدائل تصب في نفس الهدف .. واختير بوش للاطاحة بصدام لان شخصيته اقرب ماتكون الى ريغان والكاوبوي والذي كان احد اهم الصقور في السياسة الامريكية اي فيه قوة شخصية واصرار وعناد .. واختير من قبله كلنتون ليكون سفيرا مسالما اكثر منه رئيسا .. فكان يزور المناطق المتضررة بالزلازل كما في تركيا وحاول التوفيق بين الفلسطينيين والاسرائيليين وغيرها اي لعب دور حمامة السلام لما يتمتع به من هدوء وشيء من الرومانسية.. فانصح الحالمين بالتغيير في الكونغرس ان لايستغرقوا في الحلم كثيرا وان يفيقوا من احلام اليقظة .. فالعراق والتعايش السلمي بين الجميع هو الحل الامثل لمشكلتنا وليس الجري وراء المتاجرين بالدماء والذين يثرون على حسابكم.
https://telegram.me/buratha