بقلم: عبد الرزاق السلطاني
ralsultane@yahoo.comالمقاومة تتشرعن عندما يفتي بها غالبية السكان عبر مرجعياتهم الدينية والسياسية، وقد افتت هذه النخب الوطنية بالمقاومة عبر استتباب الامن وتثبيت اقدام الحكومة المنتخبة لتسريع مغادرة القوات المتعددة الجنسية من العراق، وعند تسليطنا الاضواء على التضاريس السياسية والتداخلات الاقليمية ومديات تاثيرها على المشهد العراقي الذي اعطت فيه الحق لنفسها لتكون اللاعب الاساسي، اذ لا زال ذلك الدعم قائما وبصور مختلفة ورفضها مبدأ التغيير بشكل لا يقبل المناورة ولا التسويات او التفهم بان سقوط قلاع الديكتاتورية واعدام الطغاة هو شان خاص بالعراقيين ولا يجوز ان يفتي فيه وفي مستقبل العراق غير العراقيين، وبالطبع فان هذا يعني فقدان توازنات تلك الدول التي اضحت على شفير الهاوية، فما شاهده العالم من بعض التصرفات الغريبة التي رافقت اعدام الطاغية صدام فكانت غير مسؤولة لا سيما التباكي عليه عبر وسائل الاعلام ونصب مواكب العزاء والامر برمته كان تصرف اخرق لا يوصل ابدا الرسالة التي ارادوا ايصالها الى العالم، اذ انعكست بالضد فلن يكن الدافع الانتقام بل الحقيقة الناصعة التي اظهرت الجرائم التي ارتكبت لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وتحقيق العدالة، وانصاف الضحايا، فحقيقة الماساة المروعة التي عاشها العراقيون فقد حول الديكتاتور بلدا كاملا الى انقاض مادية وبشرية، ودفع بشعب كامل الى مهاوي المجهول، والامر المثير بالسخرية ان يتحول الجلاد الى بطل وشهيد وقديس في ابجديات وقواميس الطغاة، ولم يخطر ببالهم الالتفات الى المذابح والابادة التي طالت العراقيين فهي اسوء من النمط الذي وقع في ادغال افريقيا، فمن الممكن ترتيب الاوضاع بحسب الخارطة السياسية من خلال تعزيز الثقة بين المكونات العراقية بنبذ ثقافة العنف وتسوية الخلافات، والاطر التي نضع خلالها الخط المائز وفك الاشتباك بين النقاط الخلافية من اجل اصلاح المؤسسات الحكومية والشروع ببنائها على اسس دستورية، لا سيما البناء الاتحادي للعراق باعتباره التعبير الصادق عن المطالب الوطنية والشعبية، فضلا عن كونها احدى الحقوق الدستورية والتحرك باتجاهها لتعزيز مبدا المواطنة، ومن هنا فتشكيل اقليم الوسط والجنوب الواحد هو الحل الامثل لمشاكل العراق كافة حاضرا ومستقبلا من اجل تهيئة المناخات لتعزيز وحدته الوطنية، وهذا ما اثبتته التجارب العالمية كونها نظام ديناميكي ذو منظومة تكاملية لادارة البلد حضاريا وتمكين العملية الديمقراطية من السير باتجاه التحرر والاعمار، ومحاربة كافة المظاهر المسلحة لمسك زمام الملفات الامنية، فالخطوات الاستراتيجية المثيرة للجدل وما تشكله معالمها من تسريع السيطرة عل مسارات البؤر الارهابية من خلال المرونة الكبير لقيادة الاجهزة الامنية، فان الاجنحة الارهابية معروفة بالانهزامية والارتداد اذا ما شعرت بجدية الحكومة في معالجتها وبالتالي القضاء عليها لفرض سلطة القانون واعادة النازحين من العوائل المهجرة قسرا الى مناطقهم، وهي الانعطافة الحقيقية لنجاح كافة الخطط الامنية وتسوية الخلافات المطروحة على الساحة لايجاد ظروف اكثر اتزانا كون حياة الابرياء ليست باقل اهمية من حياة المجرمين، فليس هنالك حرية مطلقة فلابد من تفعيل النصوص العقابية وهو الفيصل للحد من استنزاف الدم العراقي.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha