المقالات

اقليم الوسط والجنوب وبناء الوحدة الوطنية

1658 21:34:00 2007-01-15

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

ralsultane@yahoo.comالمقاومة تتشرعن عندما يفتي بها غالبية السكان عبر مرجعياتهم الدينية والسياسية، وقد افتت هذه النخب الوطنية بالمقاومة عبر استتباب الامن وتثبيت اقدام الحكومة المنتخبة لتسريع مغادرة القوات المتعددة الجنسية من العراق، وعند تسليطنا الاضواء على التضاريس السياسية والتداخلات الاقليمية ومديات تاثيرها على المشهد العراقي الذي اعطت فيه الحق لنفسها لتكون اللاعب الاساسي، اذ لا زال ذلك الدعم قائما وبصور مختلفة ورفضها مبدأ التغيير بشكل لا يقبل المناورة ولا التسويات او التفهم بان سقوط قلاع الديكتاتورية واعدام الطغاة هو شان خاص بالعراقيين ولا يجوز ان يفتي فيه وفي مستقبل العراق غير العراقيين، وبالطبع فان هذا يعني فقدان توازنات تلك الدول التي اضحت على شفير الهاوية، فما شاهده العالم من بعض التصرفات الغريبة التي رافقت اعدام الطاغية صدام فكانت غير مسؤولة لا سيما التباكي عليه عبر وسائل الاعلام ونصب مواكب العزاء والامر برمته كان تصرف اخرق لا يوصل ابدا الرسالة التي ارادوا ايصالها الى العالم، اذ انعكست بالضد فلن يكن الدافع الانتقام بل الحقيقة الناصعة التي اظهرت الجرائم التي ارتكبت لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وتحقيق العدالة، وانصاف الضحايا، فحقيقة الماساة المروعة التي عاشها العراقيون فقد حول الديكتاتور بلدا كاملا الى انقاض مادية وبشرية، ودفع بشعب كامل الى مهاوي المجهول، والامر المثير بالسخرية ان يتحول الجلاد الى بطل وشهيد وقديس في ابجديات وقواميس الطغاة، ولم يخطر ببالهم الالتفات الى المذابح والابادة التي طالت العراقيين فهي اسوء من النمط الذي وقع في ادغال افريقيا، فمن الممكن ترتيب الاوضاع بحسب الخارطة السياسية من خلال تعزيز الثقة بين المكونات العراقية بنبذ ثقافة العنف وتسوية الخلافات، والاطر التي نضع خلالها الخط المائز وفك الاشتباك بين النقاط الخلافية من اجل اصلاح المؤسسات الحكومية والشروع ببنائها على اسس دستورية، لا سيما البناء الاتحادي للعراق باعتباره التعبير الصادق عن المطالب الوطنية والشعبية، فضلا عن كونها احدى الحقوق الدستورية والتحرك باتجاهها لتعزيز مبدا المواطنة، ومن هنا فتشكيل اقليم الوسط والجنوب الواحد هو الحل الامثل لمشاكل العراق كافة حاضرا ومستقبلا من اجل تهيئة المناخات لتعزيز وحدته الوطنية، وهذا ما اثبتته التجارب العالمية كونها نظام ديناميكي ذو منظومة تكاملية لادارة البلد حضاريا وتمكين العملية الديمقراطية من السير باتجاه التحرر والاعمار، ومحاربة كافة المظاهر المسلحة لمسك زمام الملفات الامنية، فالخطوات الاستراتيجية المثيرة للجدل وما تشكله معالمها من تسريع السيطرة عل مسارات البؤر الارهابية من خلال المرونة الكبير لقيادة الاجهزة الامنية، فان الاجنحة الارهابية معروفة بالانهزامية والارتداد اذا ما شعرت بجدية الحكومة في معالجتها وبالتالي القضاء عليها لفرض سلطة القانون واعادة النازحين من العوائل المهجرة قسرا الى مناطقهم، وهي الانعطافة الحقيقية لنجاح كافة الخطط الامنية وتسوية الخلافات المطروحة على الساحة لايجاد ظروف اكثر اتزانا كون حياة الابرياء ليست باقل اهمية من حياة المجرمين، فليس هنالك حرية مطلقة فلابد من تفعيل النصوص العقابية وهو الفيصل للحد من استنزاف الدم العراقي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك