المقالات

لنكن عراقيين مذهبيين

1617 20:59:00 2007-01-14

( بقلم : الشيخ هيثم السهلاني )

الفرقُ كبيرُ بين ان نتبع مذاهبنا العقائدية والفقهية في الوصول الى العمل بإحكام الدين الاسلامي وفقَ مذاهبنا الإسلامية التي نأخذ منها المسائل الفقهية من حلال وحرام وذلك في مختلف العبادات والمعاملات ،فلكل مسلم منا مذهبه الذي يتعبد به للوصول لمرضاة الله عزوجل سواءًا كان ذلك المذهب حنفياً او شافعياً او مالكياً او حنبلياً او جعفرياً او اسماعلياً او يزيدي أو اباظياً ,

فكلُ هذه المذاهب لها اتباعها المؤمنين بها والعاملين بظلها في مايتصل بفقهم واصولهم وعقائدهم ، فمادام هؤلاء جميعا ينطقون الشهادتيين فهم مسلمون ، وحتى الذين يؤمنون ان مذهبهم على حق والمذاهب الاخرى على باطل ، فهذا الايمان لايفسد ما يؤمن به الاخرون لان كل انسان حينما يؤمن بهذا الدين او المذهب فهو يعتقد احقيت وصحة هذا الدين وهذا المذهب وإذا اعتبره خلاف ذلك لما أمن به ، ولكن لايعني ذلك اني أكفر من لايؤمن بمذهبي ، ويكفي ان يكون الانسان مسلماً في حال نطقه الشهادتين وعندها يصبح له الحق في اختيار المذهب الذي يراه على حق .

وهذا الذي دعا اليه كل المسلمين من صدر الاسلام الى ساعتنا ، وليس الاعتقاد في هذا خرقاً لديينا الاسلامي العظيم . ولكن الماساة الكبرى حينما نجعل من مذاهبنا وسيلة لنيل المصالح السياسية والاقتصادية وغيرها من مصالح ضيقة، وذلك بأن نجعل من حركتنا بعداً طائفياً مقيتاً يكفر الاخرين ويصدر الفتاوى لقتل المسلمين من اي مذهب كانوا وحجة ذلك وجود الخلافات المذهبية والتاريخية وتسليطها على واقعنا المعاش لكي نتكسب منها أغراضاً سياسيةً بالغاء الآخرين والنيل منهم وسحق وجودهم على كافة الاصعدة والميادين ، فمثل هذا العمل سوف يحقق الضعف لجميع ابناء المذاهب الاسلامية ويجعلهم الخاسرين الوحيدين أمام أعداء الإسلام وأمام الأحزاب والكتل التي تنهج في مناهجها حرب ضروس ضد الدين الاسلامي ، وهم يعتقدون انهم لا يستطيعون القضاء على المسلمين الا بخلق الحروب بينهم لكي يأكل بعضهم بعضا .

فهل يفكر اصحاب العقول الاسلامية النيرة بمأساة هذه الافعال التي يحاولون من خلالها جر المذاهب للتقاتل فيما بينها ، فاذا كانوا يريدون ذلك فان المذاهب منهم براء ، واذا لم يريدوا ذلك فليجلسوا ويبحثوا السبل الكفيلة في انقاذ هذا الوطن العزيز على اهله من السنة والشيعة من العرب والكرد من المسلمين والمسيحيين ومن اكثرية واقلية ، فان العراق عراق الجميع وهو عراق الاديان وهو عراق المذاهب وهو عراق القوميات والاجناس فلا نجعله عراق الطائفية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك