( بقلم : اسعد راشد )
دعونا نتكلم بصراحة ونسمي الاشياء باسمائها دون مواربة او لف ودوران حول موضوع يمثل اليوم مدخلا لمعرفة الكثير من الخفايا والخبايا اي ايران ودورها ـ سلبا او ايجابا ـ في العراق ‘ دعونا نكشف بعض التناقضات التي تجتاح العقول والافكار والمواقف لنصل الى حقيقة و"الحقيقة" فقط .ايران غدت "الشماعة" والمشجب و "العلاّقة" لتحميلها كامل المسئولية عن الاحداث التي تجري في العراق ‘ الكل يتحدث عن ايران والكل يتهم ايران والكل يقول ان ايران هي التي تحول دون استتباب الامن والاستقرار في العراق !
الامريكيون يتهمون ايران بانها تقوم بدعم الجماعات المسلحة لزعزعة الحكومة العراقية وهو ما دفعهم ليقتحموا عنوة مقر قنصليتها في اربيل ويصادرو محتوياتها او يحطمونها ويعتقلوا عدد من الاشخاص فيها ‘ الادارة الامريكية التي تنكرت لتقرير لجنة "بيكر ـ هاملتون" وتوصياتها حول ضرورة فتح حوار مع دول الجوار وخاصة ايران وسوريا واشراكهما في مساعي احلال السلام والاستقرار في العراق تعمل على عكس تلك التوصيات وتسعى لتوريط ايران في مستنقع المشهد العراقي بعد جملة من عمليات استهداف "مصالحها " في العراق واستبعاد اي فكرة لفتح حوار او عقد صفقة معها بعد ان حولت العراق الى كتلة من النيران واللهب تستهدف قواتها وجنودها!!
الارهابيون العرب واصحاب ((المقاومة الشريفة)) بدورهم يتهمون ايران بانها هي السبب في كل ما يجري في العراق من قتل وعمليات استهداف للعراقيين وانها ترمي تحقيق اطماع "فارسية" صفوية ! تاريخية .
الانظمة العربية التي تدعم بقوة "المقاومة الشريفة" ‘عدى تلك الايحاءات والتصريحات والتسريبات للصحف والاعلام حول دور ايران السلبي في العراق فهي تهمس باستمرار في أذن قادة البيت الابيض بان "ايران رأس الفتنة"! في العراق والمنطقة واطماعها ليس لها حدود فهي تمثل خطرا على الجميع ! باالطبع ناسيةً تلك الانظمة انها تقف في خط مواز لايران في المشهد العراقي!
اذن الجميع يقف في خندق واحد ضد ايران ولكن هناك ثمة مفارقة مازلنا متحيرين! لا نعلم من نصدق ولا ندري اهي حقيقية ام اوهام! الارهابيون اي"المقاومة الشريفة" التي يتزعمها "اخوتنا السنّة" يدعون وعلى لسان الناطق الرسمي باسمهم "عياش الكبيسي" ـ راجعوا تصريحه لقناة الجزيرة يوم تعرض شارع حيفا لحملة تأديب من قبل القوات الامريكية والعراقية !ـ "ان العالم يعرف ان مناطق اهل السنة والجماعة هي التي تقاوم الاحتلال الامريكي "! فيما الامريكيون بدورهم ايضا يدعون ان من يستهدف قواتهم في العراق هي "ايران" اي ليست "المقاومة الشريفة" وفي نفس الوقت نرى ان الاستراتيجية الامريكية الجديدة تقضي بوضع "ايران وسوريا" في خانة "الاعداء" دون ان تنسى في ايصال رسالة تهديد ايضا الى دول اخرى كالسعودية ومصر والاردن وبعض دول الخليج ! هذا في وقت يقوم فيه رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني بزيارة رسمية الى سوريا يجري خلالها مفاوضات حول سبل وقف "تسلل المسلحين العرب الى العراق"!
فياترى لماذا لحد هذا اليوم لم نلمس دليلا واحد يثبت بوجود التدخل الايراني في العراق او ما يشير الى تورطه في اعمال مسلحة ضد القوات الامريكية او حتى في العنف الطائفي الذي يجتاح مناطق من العراق بدأه "اخوتنا السنة" انتقاما لسقوط صدام ! فيما هناك الالاف الادلة التي تثبت وتؤكد بتورط دول الجوار العربية في الشأن العراقي وليس اولها المئات من المسلحين العرب المعتقلين لدي السلطات العراقية وليس اخرها فتاوي الجهاد والتكفير التي تصدر من علماء السعودية وتحت حماية نظامها ؟!
الواضح ان الامريكيين الذين يجدون انفسهم اليوم منغمسين في الوحل العراقي وقد ورطتهم الانظمة العربية من خلال موقفها المعادي للوضع الجديد في العراق ودعمها المستمر بالمال والسلاح لاطراف طائفية تقاتل الشيعة والامريكان فانهم مضطرون الى جر ايران الى ساحة المواجهة في العراق بشكل مباشر عبر الحدود بحجة "ملاحقة المسلحين" او غير مباشر من خلال دفع اطراف شيعية متهورة للدخول في مواجهات مع القوات الامريكية او في نزاعات طائفية تكون ‘ كما يريده الامريكيون‘ ايران طرفا فيها رغم يقيننا ان الايرانيين مدركين لابعاد اللعبة الجديدة وحتى الاطراف الشيعية داركين ان الدخول في اي مستنقع لحرب طائفية او مواجهات مع الامريكيين سوف يخدم اجندة من يريدون تدمير شيعة العراق .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha