( بقلمي المهندسة بغداد و المهاجر )
الى ولدي الغالي الذي غادرني قبل ان يولد
الى من لم يعرف امه الا ككلمة
اليك مني تحية وسلاما
اليك مني خواطر وهواجس في اعماقي بحاجة الى اجوبة
فلو استطعت ان تجيب فانا انتظر
بغداد : متى تعود ؟
مهاجر: انا لن اعود اليك مهما استرحمت دقات قلبي انتي التي بدأت الملامة والصدود .
بغداد : لا تظن اني بتركت راضية في صدري ريح عاتية تسال عنك جوارحي وانفاسي وهل تلام ام موسى ع حينما رمت ولدها في اليم حفاظا عليه !!!
مهاجر: الان وقد علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولا ت حين مناص
بغداد : لا تقسو يا مهاجر فعيناي كانت تترقبك وانت بعيد خيالي يرسم صورة لملامح وجهك الذي تكون في رحم مدينة اخرى لتنتمي الى ام جديدة وملامحك تصرخ بوضوح انك ابني ولي لكنك ان ظننت سؤالي عنك لاحتياج ساعلن لك احتجاج
مهاجر:وعيت على الدنيا وانا بعيد كل البعد عن وطني وتقبلت على نفسي هذا
مع ان من الصعب تحرم من احضان الام وتعيش في احضان غريبه لا تحس و لاتحبك كابنها لانك يتيم الاهل
وترى ابتسامتهم زجاجية باردة ليست بالحنينه وترى الناس ينظرون اليك ضيف
وليس من اهلها وعندها يعرفون من انا وماذا فعلت بي امي التي هي بلدي
ورمتني الى هنا وتسميني (المهاجر) والان اسألكي يامن تدعينه بأنك امي
اين كنتي حين أتيت بعد فراق لعقود باحثا عن كلمة (هله ) منك ؟
يا عودة للدار ما اقساها اسمع بغداد ولا أراها
بغداد: اه يا بني لو اتطلعت على ما في قلبي من فرحة وخوف حين رجعت الي بعد السقوط مستطلعلا ملهوفا خائفا فرحا كنت مثلك متخبطة المشاعر ارقبك تجوب شوارعي متجها الى باب الحوائج داعيا متاملا تسال نفسك اين انا وبجوار من؟!!
صرخت عليك باعلى صمت لم يتمكن صوتي من الخروج لاني لم ارد ان تراني بعد كل هذا الفراق بثوبي الرث وقد سرقت كل اثوابي الجميلة لم ارد ان ترى ملامحي وهي متعبة ومجهدة تشكو ما جرى عليها في غيابك احببت ان تبقى صورتي الجميلة في مخيلتك دون ان تفجعها رؤيتي ولاني خشيت ان اضمك لاحضاني فيستأثرك دفئه وتقرر البقاء اخشى ان تموت بين يدي بيد من لا يرحم فاموت معك اسفا وحسرة فحين اسألك متى تعود فاني اطلب منك التأني يا بني فلك اخوة قد عادوا ليمهدوا لعودتك فقط تذكر انني لن ولم انساك يوما.
مهاجر: لا يزال حبك يتغرر في دمي ولا يزال صوتك ينطق من قفصات صدري
عازفا اجمل موسيقى ولا زلت اشعر بدفيء يدك على راسي احن لمستها ولو لمره واحده
ولايزال لا احد يراني سواك ويعطف عليه ويعشقني للموت .
وها انا الان يا امي وحيد ولا املك شي سوى امل و مذهب يجعلني اغنى الناس
وهو الذي جعلني اتمسك بك .
بغداد: تمسكك بدينك ومذهبك هو الذي يجعلني مطمئنة عليك وارتباطك بالله ورسوله وال بيته الذي اتشرف بانهم يسكنون ثراي يهدىء موجات القلق التي تساور قلبي تجاهك فلك اخوة ابتعدوا عن طريق الحق في احضان الغربة ولك اخوة يسكونون رحمي ويمزقونه بسكين جارح!!!! ولك اخوة يضمدون جراحي واخرون يجروحون وفي ظنهم انهم يعالجون!!!
وها انا امكم بين مؤذي ومطيع ووحيد وغريب وجريح وحزين اراقبكم ابناءي وما عساي ان افعل وقد نال مني الدهر الا انني اكيدة ان شمس الامل قد اشرقت ضوءها ضئيل كونها في البداية الا انها سرعان ما تصل الى كبد السماءليعم الدفء على ابناءي.
بني المهاجر سامحني ان انشغلت باخوتك ولاتظن اني نسيتك فيداي مبسوطتان لتحتضنك ولنبكي معا على ساعات الفراق الا انني اوصيك بدينك ثم دينك ثم دينك وانتظر حيث انت ولا تستعجل الرجوع حتى يحين الوقت فلقد حان هذا الوقت لبعض ابناءي وقد رجعوا وافتخر بهم فهم يعملون ما يستطيعون لانقاذي اسال الباري ان يوفقهم بحق محمد وال محمد.
المهاجر: (مليت ظليت انطر واحسب لحظات وتنوح هل الروح تكدر تصبر هيهات)
لكني على عهدك يا امي وسامحيني فغضبي هو عن محبة لك واعلم انك تكدرين ذلك وقسما بترابك انني لن انساك وسادعو الله من اجلك فليس لي الا الدعاء وهو ليس بالقليل ابدا الى اللقاء يا امي
بغداد : الى اللقاء يا بني.
المهندسة بغداد والمهاجر
https://telegram.me/buratha