( بقلم : عمار العامري )
غدير خم هو المكان الذي توج به الإمام أمير المؤمنين أميرا على البشر بأمر السماء على لسان النبي الهادي(ص) في أخر حجة له وقد أصبح عيد وطني لشيعة أهل البيت (ع)هذا من الناحية الدينية ولكن الغدير من الناحية السياسية يعتبر مفترق طريقين الحق والباطل حركة أهل الحق وأنصار سياستها التي قادها الإمام علي(ع) ومن معه من أنصاره أمثال سليمان الفارسي وعمار بن ياسر والمقداد وأبا ذر وغيرهم من الصحابة والتي كان الهدف منها السير على خطى النبي الأكرم(ص) وغايتها حياة كريمة في جنات عاليات ونعيم مقيم هذا ما نص عليه القران الكريم إما حركة أهل الباطل وإذنابها والتي حمل رايتها من اجتمعوا تحت السقيفة ورسول الله في أنفاسه الأخيرة في مؤتمر أريد منه مكاسب شخصية وأباح دنيوية بعد أن اعتقدوا خطاً أن النبوة والإمامة سوف تجتمع في بيت واحد فأغاظهم هذا الأمر الإلهي ففعل الشيطان فعلته الدنية فسيطر على نفوس من كانوا اقرب للرسول الله(ع) في بداية الدعوة الإسلامية ولكن تلك اللحظة كشفت حقائق نواياهم منذ دخولهم الإسلام حيث كانوا منعمين بثروات هائلة و وجاه كبيرة فأرادوا الاستمرار لشعورهم بخطر الإسلام على مصالحهم فأرادوا البقاء بنفس الجاه والثروة بوجاهة الدين وثروات غنائمه.
فنجد رجالات سياسة الحق قد قدموا تضحيات جليلة ومعاناة كبيرة من اجل البقاء على النهضة الرسالة السماوية مستمرة وكان أعظم تلك التضحيات هو واقعة الطف الأليمة التي قتل فيها خيرة أبناء الرسالة المحمدية وعلى رأسهم الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأيضا سبي عيالا ته وجرهم أسرى من كربلاء إلى الشام حيث لم يذكر التاريخ مثل هذه الحالات مع أبناء أنبياءهم ورسلهم.إما أعظم المعاناة كانت معاناة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) حينما سلب منها أعداء الله حقها من ارث النبوة (فدك) وكسر ضلعها الشريف وحق الإمام علي(ع)ألا أن شاء الله.ولكن سياسة الباطل لن تنتهي بانقلاب السقيفة بل امتدت إلى واقعة الجمل التي أعلن فيها اكبر مؤيدي الإمام علي(ع) ومناصري يوم الغدير معارضتهم له من اجل الكرسي والسلطان وتأييدهم السيدة(.. ..) واقصد طلحة والزبير وبذلك استمر هاتين السياستين في التعامل مع الإحداث حسب المنهج والأيدلوجية التي بدءا فيها.
فأتباع سياسة الباطل ومؤيدي السقيفة اعتلوا السلطة منذ السقيفة مرورا بالحكم الأموي والعباسي والسلطان العثماني حتى سقوط طاغية العراق في 2003والتأكيد على العراق باعتباره عاصمة الإمام علي(ع) ودولة وعاصمة الإمام المهدي (اواحنا له الفداء)أما أصحاب الحق وأنصار الإمام علي(ع) فبقوا مضطهدين ومظلومين منذ السقيفة وطف كربلاء ومذابح الأمويين ومجازر بني العباس على أيدي المتوكل والحجاج وغيرهم من حثالات التاريخ حتى الساعة وما يقوم به الإرهابيين والتكفيريين من مجازر ومذابح لليوم في العالم الإسلامي هي امتداد لسياسة السقيفة وإذنابها.أما العراق بعد سقوط النظام الفاشي فيعد منعطف جديد في تاريخ البشرية كافة لما له من تأثير كبير على السياستين التقليديتين حيث سادت نظرية العدالة عن طريق الديمقراطية فنجد التهاون والتعامل بلين مع الباطل يشجعه على التمرد والاستمرار بالضغط السياسي والعنف والإرهاب من اجل الرجوع إلى التسلط والمكاسب الدنيوية بالعكس نجد أن الذي يعمل وفق ترسيخ سياسة الحق مضطهد ويقدم الشهداء والقرابين مقابل تمسكه بنهج الحق وسياسة الإمام أمير المؤمنين(ع) التي أعلنها النبي الأعظم (ص) في غدير خم.
https://telegram.me/buratha