( بقلم : علي حسين علي )
لم يفاجأ المواطن العراقي بالحملة التضليلية التي شنتها الفضائيات ووسائل الاعلام الآخرى ضده متذرعة باعدام الطاغية صدام حسين يوم السبت الماضي. كان العراقيون يدركون طائفية الاعلام العربي في معظمه, وكان لاتخفى عليهم ارتباطاته بالنظام الصدامي البائد وتبعيته للحكام العرب الذين صاروا يخشون. اكثر من اي وقت مضى اليوم الذي يحاكمون فيه عن جرائمهم يحق شعوبهم ان كانت تلك الجرائم قتلاً او اعتقالاً او تعذيباً او افقارا او تهجيرا, فمنظر صدام وهو يصعد بتثاقل الى المنشقة اثار الرعب والخوف لدى الكثير من الحكام العرب الذين وصلوا الى السلطة اما عن طريق الانقلابات او الغدر او التوريث. ولم يخيف منظر اعدام صدام بعض الحكام العرب بل اخاف ايضاً اولئك الذين يسبحون *** او الذين مازالوا يتسترون على جرائمهم او حتى الذين ياتمرون باوامرهم. فيوم نهاية اعتى واشرس وابشع طاغية في العصر الحديث, لا بل هو الطاغيه الاكثر اجراماً على امتداد التاريخ, هذا اليوم –يوم اعدام صدام- سيظل يلاحق كل من بغى وتجبر وانهك الحرمات واهان شعبه واعتقد انه في مامن مادام الاعلام يبسح بحمده ويظهر معجزاته ويتلقى(مكارمه)السخية من دون اي رادع او وازع من ضمير.
فكلنا يعرف بان الاعلام العربي- في معظمه- تابع للحكام ولاتباع الحكام والخدم .. ولكن ماكنا نظن ان الانخطاط سيصل الى الحد الذي وصلت اليه فضائية الجزيرة التي لبست السواد حزناً على المجرم صدام. ولا المستقله التي تنعت سماً زعافاً ولا الشرقيه التي فضحت طائفيتها رغم انها كان تدعي(الصدق والموضعيه). فضلاً عن الصحف الصفراء والصحفيين الارزقية وكتاب الكوبونات النفطية انها خلطة من كل المفردات السيئة والوجوه القبيحة والاصوات النشاز والافلام التي تباع بسوق الاعلام العربي الرخيص!
ماكان عاقل يتصور بان الاعلام الرسمي-معظمه وليس كله-بلا احياء الى هذ الدرجة.. وما كان لاحد ان يتوقع هذه الهجمة الظالمة المظللة على شعب العراقي لانه اعدام الطاغية الذين لايخفى على كل انسان اياً كان يعيش على هذه الارض الواسعة مدى وحشية صدام وصعوبة الدفاع عنه.. حتى المرتزقة حتى محاميه فانهم تركوه في المحكمة وحيدا بعد ان عجزوا ولم يجدوا مفردة واحدة في قوانين البشر يمكن الاستعانه بها للدفاع عن صدام.
لقد كان صدام عاراً على العرب وعاراً على الانسانية وجرائمه لايستطيع اي انسان ان ينكرها.. ومع ذلك انكرها الاعلام العربي الرسمي والاعلاميون العرب ايضاً وعدوه شريفاً وهو ابعد الناس عن الشرف, وشجاعاً وهو الجبان *** الذي استسلم من دون ان يدافع عن نفسه او يقتلها حتى لايقع بيد اعدائه. ومدمناً وهو الفاسق و*** ***.. كل هذا واكثر منه اعذقه المرتزقه وذبول السلاطين المهيمنين على وسائل الاعلام العربي في يوم اعدام الطاغية وما تبعه من ايام معظم الاعلام العربي قد كشف عن طائفية بغيضة ومحتقرة, واستغلوا اعدام الطاغية ليصوروا بانه اعدم في يوم عيد الاضحى وهذا كذب وافتراء فاعدام صدام تم قبل العيد, وحتى لو كان قد جرى اعدامه في ايام العيد فما المانع الشرعي في ذلك؟ صدام لم يجلب من بيته ليبجر على صعود المشنقة لقد حاكمة محكمة عادلة واستمرت محاكمتة لاكثر من اربعة عشر شهراً, قال فيه صدام كل مااراد قوله ودافع عن نفسه بشدة واوسعت المحكمة صدرها لسماع مهاتراته واتباعه طوال اكثر من عام.. وقدم الادعاء العام والشهود وثائق وقرائن والكثير من الواقع التي لايداخلها الشك والتي تبين بان صدام قد امر فعلاً بقتل 148 عراقياً من دون محاكمة, وانه بذلك قد نال جزاؤه العادل.. وبعد كل هذه الحقائق اعطيت لصدام فرصة التميز وحيز محاموه, ولكن لضعف حجة التميز صدر قرار المحكمة النهائي باعدامه.. اذن لم يكن صدام حسب القانون الا مجرم وقاتل ومنتهك للقانون, وعلى هذا الاساس عليه ان يلقى جزاءوه العادل.؟
اما الادعاء بان صدام قد اعدم بالاشهر الحرم, فالاشهر الحرم لم يمنع فيها اقامة الحد فضلا عن ذلك فان الاشهر الحرم قد شهدت اكثر من معركة بين الرسول الاكرم(صلى الله عليه وعلى اله وسلم)وبين اعدائه من كفار قريش ومعركة بدر وقعت في رمضان وبالتحديد في السابع عشر من هذا الشهر الكريم ..كل هذه الحقائق التي عمرها اكثر من اربعة عشر قرناَ ينكرها معظم الاعلام العربي الرسمي والاعلاميون المرتزقه.. وقديماً قيل:((الذين يستحوا ماتو)).
https://telegram.me/buratha