( بقلم : ناهدة التميمي )
بعد ان تمنى ميتة كميتة صدام .. وصال وجال في كلام منمق يلفه التزلف لاولياء نعمته الجدد .. تساءل حسن العلوي مستغربا وموجها السوال الى مضيفه في قناة المسقلة .. لااعرف لماذا صمت صدام في المحكمة.... لماذا لم يتكلم وهو يعرف الكثير من الاشياء ؟
وهنا اقول لك ياسيد حسن العلوي ( ايها المفكر الكبير ) لماذا صمت صدام .. لانه منذ اللحظة الاولى التي التقطته فيها المخابرات البريطانية والامريكية من حواري ومقاهي دمشق وهو يعرف نهايته .. فهو عقد بينهما ان يجعلوا منه ملكا يعيش حياة السلاطين والاباطرة ويضعوا ثروة العراق ومقدراته بين يديه ليتحكم بالبلاد والعباد ويامر وينهي ويقتل ويبذخ وينعم ويذل .. على ان يختاروا له النهاية المناسبة وفي الوقت الذي يجدونه مناسبا... ولكن هذه السلطة المفرطة والثراء والتجبر كان بشروط اولها:ان يبدد ثروات العراق الهائلة في شراء اسلحة تشغل مصانع الغرب .. ولايستفاد من هذه الثروة في بناء قدرات علمية حقيقية او نمو اقتصادي فعلي لصالح التفوق الاسرائيلي في المنطقة ان يشغل العراق بحروب جانبية لاطائل منها ويبدد ثرواته ويتخلص من طاقاته الشابه الواعدة في هذه الحروب الخاسرة لصالح نفس الجهة .. حيث انه خاض وخسر ثلاثة حروب بامتياز وعاد في جميعها الى نقطة الصفر او اقل.. مات فيها مئات الالاف وسحقت ودمرت فيها اكداس من الاسلحة بمليارات الدولارات .. بدلا من استغلالها في خدمة المواطن العراقي او قضية العرب المركزية كسر نظرية الدفاع العربي المشترك ومعاهدة عدم الاعتداء بين الدول العربية بغزوه للكويت .. عندها تحطم شيء اسمه القومية العربية والمصالح العربية المشتركة.. ومنذ تلك اللحظه اصبح العرب لايثقون ببعضهم واصبحت الدول العربية ( كانها حمر مستنفرة يتبعها قسورة ) وهو حديث نبوي شريف يصف فيه حمار الوحش الخائفة والمرعوبة والشاردة في كل الاتجاهات على غير هدى لان الاسد يطاردها.
تحويل العراق من بلد غني الى بلد فقير غارق في الديون لكسر نفس العراقيين واذلالهم بحيث اصبحت حتى الدول العربية الفقيرة والجربانة لاتفتح ابوابها بوجههم ولاتمنحهم سمة دخول .. والاهم من ذلك تحويل انظار العرب من القضية العربية المركزية في فلسطين الى عدو وهمي جديد الا وهو الشيعة وايران .. وبالفعل فقد نجح في ذلك بحيث اصبح العرب اليوم بضمنهم الفسطينيون يتحدثون عن الخطر الشيعي والايراني المزعوم ونسوا قضيتهم .... وحتى الاموال التي كان يغدق بها على العرب والفلسطينيين كانت ضمن هذا السياق .. لان العرب كانوا سيلومونه ويستغربون تصرفه بتبديد اموال العراق على حروب جانبية خاسرة وليست ذات معنى غير القضية المركزية .. فاخرس افواههم بالمال حتى يبقى وجها قوميا زائفا مقبولا لديهم ويتقبلوا سياساته المريبةفي المنطقة ولايستنكروها .. وفي ذات الوقت فهي تزيد الهوة والتباعد بين اغلبية العراقيين المحرومين من اموالهم وبين من يتنعم بها على حساب موتهم والامهم وعوزهم.
ولكن ماعسانا ان نقول لمن اعتاد الرمرمة على فتات موائد السلاطين .. وما ان تنضب مائدة حتى ينتقلوا الى اخرى عسى ان يلقي سلاطينها لهم بعظمة اكبر من سابقتها من فتات موائدهم العامرة من سرقة اموال شعوبهم ..فما يمكن لصدام ان يقوله في المحكمة .. على الاقل الصمت اشرف له ليبقى في ذهن الشعوب العربية العابدة لجلاديها والعاشقة لاسرها وعبوديتها رمزا قوميا زائفا..
ناهدة التميمي
https://telegram.me/buratha