( مقالة بقلم صاحبها )
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره وسببا للمزيد من فضله ودليلا على الائه وعظمته.فدع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديث ما حديث الرواحل.
البيت لامرئ القيس قاله عندما غارت بنو خذيله طي على خالد بن سدوس بن اسمع النبهاني وهو في جواره فذهبوا بأبله فلما اتاه الخبر ذكر ذلك لخالد فقال له اعطني رواحلك الحق عليها فأرد عليك أبلك ففعل فركب خالد في أثر القوم حتى ادركهم فقال: يابني خذيله اغرتم على أبل جاري (امرئ القيــــــس) قالوا ما هو لك بجار. قال بلى والله وهذه رواحله. فرجعوا اليه فأنزلوه عنهن وذهبو بهن وبالابل.
بعد هذه التوطئة المتواضعه اود ان اكمل مشاهداتي عن العراق الحبيب عندما تشرفت بزيارته و الموسومه بعنوان سابق ( راعية الاسلام الغريب). عودا على بدأ تجولت في مدينتي الجميله التي تكتنفها الاشجار من كل مكان ويحيط بها الفرات المفعم احاطة الســـوار بالمعصم, وبينا انا سائر في سوقها الكبير فاجأتني لوحة اعلان خط عليها المجلس البلدي فدلفت فيها دون سابق معرفة ولا موعد فحجبني الحراس وبعد فترة وجيزه سمح لي بالدخول فوجدت اناسا ماخلت ان الدهر في يوم من الايام ان يجعلهم في هكذا موقع فعجبت انى يكونوا هؤلاء أمناء على الناس وكيف يكون مصير الشعب بيدهم فعدت بخفي حنين منكسرا, وزارني ذات المساء جماعة من المؤمنين فاستفسرت منهم عن واقع الحال وعن من سلط هؤلاء الناس الذين ما كان لهم ناقة ولا جمل ولا ثاغية ولا راغيه فقالوا: في بداية سقوط الطاغيه كان الناس يخافون ان تتكرر مأساة تجربة الانتفاضه فتقوقع المؤمنون وتسمروا في بيوتهم ودخل من هب ودب واستلم امر المجالس البلديه وبدأوا يخضمون مال الله انى وكيفما شاؤوا فبقيت اعلل النفس بالأمال ارقبها...ما اضيق العيش لو لا فسحة الامل واني لواثق جدا من ان ما ينفع الناس يمكث في البحر واما الزبد فيذهب جفاءا.
بعد ايام شددنا الرحال وذهبنا الى المحافظه وزرنا سيد شباب اهل الجنة ابي الضيم الحسين بن علي الشهيد بن الشهيد وقضينا اياما وليالي نتنقل في مدينتنا ومرتع صبانا كربلاء الطـــــــــــــــــف والوفاء وكربلاء التي سالها سائل: ايا كربلا بأي شيء تضرعت حتى اختارك الله للسبط مضجعا.
ذهبنا بعد ذلك الى شركات النقل البري كي نحجز تذكر سفر الى سوريا (العروبه) فشاءت الاقدار ان نجد شركة واحده لديها تذاكر سفر الى سوريا وكانت تسمى شركة الدده للسفريات والنقل وكان الرجل المسؤول عنها يسمى سيد رضا فسألناهم عن أمان الطريق فقالوا ان طريق النخيب مأمون وخاصة السيارات الكبيره فحجزنا بطاقات السفر وفي طبيحة اليوم الثاني من اب 2006 جئنا الى مكان تجمع السيارات فجاءت الحافله المرقمه 10427 الانبار وهي جامبو مرسيدس فاستبشرنا خيرا باعتبارها من الانبار وانها ربما ستكون اكثر امانا.
صعدنا الى الحافله ذات التبريد الممتاز وتهادت في طريقها الصحراوي ولكن انتابنا شك ربما كان في غير محله عندما بدأ السائق ومساعده بأرسال المكالمات عبر النقالات وعندما بدأ مساعد السائق بتسجيل اسماء المسافرين اذ ان ذلك لم يكن مألوفا من قبل ولما وصلنا الى معمل الاسمنت خارج محافظة كربلاء توقفت السياره وتوجه من البيوت القريبه الى المعمل عوائل يقدر عددهم باثني عشر شخصا من نساء ورجال وكانت لهجتهم بدويه وكانت النساء منقبات وبدأ الرجال يستهزؤن بعدما توسطت الحافلة الصحراء فمن قائل متندرا اين هم قوات بدر ومن قائل متهكما اين هم جماعة مقتدى الصدر وكانوا يتساءلون مع بعضهم هل وصلنا الى الغابه ونحن لا نعرف ما يجري حولنا بعدها علمنا ان الغابة هي منطقة يخرج منها الارهابييون اذ اعترضت حافلتنا سيارة سوداء اللون مقودها في اليمين وترجل منها ثلاثه ارهابيين وقف احدهم بالقرب من حافلتنا وهو يومئ بسلاحه ان أنزلو من الحافله فنزل الرجال فقط ولم تظهر علامات خوف على العوائل التي صعدت من منطقة معمل الاسمنت وأمرنا بالابتعاد عن الحافله بما يقارب خمسين مترا وأمرنا بأن نقف صفا واحدا بعد ان قال (ابرك ياول) فجلسنا اما الارهابيان الاخران فقد اوقفوا سيارتهم امام الصف الذي اوقفونا به واحدهم ينادي الاول القريب من الحافله قائلا (يول الشارع الشارع) بعدها امر الارهابيان ان يأتي الاول من الصف ذهب واصعدوه في صندوق سيارتهم ثم انزلوه وتبين لنا لاحقا انه سائق الحافله ثم اخذوا اثنين من بداية الصف وكان اسم احدهم (صفاء علي حسين) فقد كتب هذا الاسم على غلاف جواز سفره اما الثاني فكان خاله ثم هربوا بهم على نفس الشارع باتجاه سوريا وقال مساعد السائق سيطلقوا سراحهم ان شاء الله وسنجدهم في المطعم.
وفي اللحظات الاولى التي اوقفونا فيها وعند نزولي من الحافله لم يتبادر الى ذهني غير اني رددت مع نفسي نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب. هذا ما تربينا عليه وما علمنا اياه اهلونا وانا لا نستعين بعلي كرب كما يدعون بل كوجيه عن الله ورسوله.
توجهت الحافله بنفس وجهتها اي باتجاه سوريا وبعد ما يقارب خمس كيلو مترات وجدنا صفاء علي حسين وخاله في عرض الشارع العام وعندما صعدوا قال صفاء خلصنا علي بن ابي طالب. انتهت هذه المشكله بسلام وصلنا بعدها الى الشارع السريع الذي يربط الانبار بسوريا وعندما وصلنا الى مطعم الشـــــام الذي يبعد بما يقارب عشر كيلو مترات عن الحدود حدثت الطامة الكبرى فقد جاء الارهابيون الى المطعم وامرو الناس باخراج هوياتهم اوجوازاتهم وقتلوا ثلاثة من اتباع اهل البيت على اسمائهم وان الذي انقذنا من ذلك الموت المحقق هو ذهابنا عندما نزلنا مباشرة الى المصلى الخاص بالمطعم عندها هرعت الناس الى سياراتهم وهربوا تاركين جثث الشهداء في الساحه المعده لوقوف السيارات امام المطعم.
اخبرنا السيطره العراقيه عند الحدود السوريا بذلك الحادث ولا ندري ماذا صنعوا بعد ذلك واظنهم ما صنعوا شيئا لان دم الشيعي مباح عندهم بشرعي السعوديين رعاة الاسلام الغريب!ّ!!!!!!!!!!!
https://telegram.me/buratha