( بقلم : عبدالله الملا )
الوسط-البحرين عبدالله الملا
بغض النظر عن تورط الرئيس العراقي السابق في جرائم بحق الإنسانية، بغض النظر عن تمزيقه العراق إلى أشلاء، بغض النظر عن إذلاله للعراقيين الذين تحولوا إبان حكمه البائد إلى مشردين «مبهدلين» يلاحقهم الفقر أينما حلوا وارتحلوا في عراقهم، بغض النظر عن التعذيب الذي تقشعر منه الأبدان بمجرد سماعه... كل ذلك لم يشفع، لأن صدام تحول في نظر بعض قاصري النظر إلى شهيد الأمة، وقربان عيد الأضحى العظيم!إن أغرب ما يمكن سماعه ما جاء على لسان مسئول عراقي سابق في أحد البرامج المتلفزة حين قال: «صدام قتل ما لا يزيد على مئتين وحكم عليه بالإعدام، أما جماعة الطائفية المعمّمة في العراق فقد قتلوا مئات الآلاف والأرقام تشهد بذلك، ولم يحاكموا بذلك، لماذا لأن مخططهم كان يستهدف قتل حاكم العراق الذي سقط شهيداً على أيدي إيرانيين أخفوا وجوههم عن الكاميرا... سيأتي يوم يقدّم فيه كل المجرمين المعممين وغيرهم إلى مشنقة الإعدام، وحينها سنعفو عنهم»!يا لهذا الدليل القاطع على عدل صدام، وأستغرب أن هذا المسئول لم يذكر أن صدام كان هدية من الباري لكي يضبط التزايد السكاني في العراق، والطبيعة تحكم التوازن في الوجود! ولا ندري، إذا سرق سارق تفاحة، هل تقطع يده أم أننا نكتفي بقطع أصبع واحد، وماذا إذا سرق مئة تفاحة؟! العراقيون الذين لاقوا الويلات يعرفون أن ما جرى لصدام هو الجزاء الذي يستحقه، أما أولئك الذين يعيشون في القصور ويتناولون أشهى المأكولات ويركبون أفخم السيارات فيعتبرونه شهيداً ورمزاً، بل إنهم يفكرون في تحويل قبره إلى مزار يقصدونه ليتباركوا بحبات ترابه (عليهم بالعافية)! لماذا؟ لأنهم لم يغرّبوا، ولم يشرّدوا، ولم يعذّبوا، ولم يقتلوا، ولم تغتصب بناتهم، ولم ترمل نساؤهم، ولم تيتم أبناؤهم، ولم... الغريب أن بعض من كان يحمل في نفسه ميلاً إلى الطاغية كان يمني النفس بحدوث اقتصاص مشابه، ولعل الحكومة العراقية لم تعطِ العراقيين الذين ينتظرون بشغف إعدام صدام هدية فقط، بل إنها أعطت مناصريه هديتهم أيضاً، وحصلوا على حجة لإظهار ما أخفوه «إعدام صدام في ليلة تعتق فيها الرقاب»! ويا لها من حجةٍ لشن حرب شعواء على المسئولين العراقيين، وأشعلوا الفتنة أكثر فأكثر ورموا الحطب في نارها. افتحوا مآتم العزاء على الطاغية، ابكوه ليل نهار، نكسوا أعلامكم، وامشوا في جنازاته الرمزية، ولكن دعوا العراق يعيش بسلام! دعوه يحيا من جديد في غد جديد ولا تكونوا شركاء في فتنة لما تنتهي ولما تخمد نارها... ونقول للذين يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله: من أحب حجراً أو مدراً حشر معه يوم القيامة.
https://telegram.me/buratha