( بقلم : الدكتور جمال العلي )
البقاء على العهد والوفاء والاخلاص والدعوة الى تطبيق احكام الله سبحانه وتعالى والجرأة على تنفيذها وتحمل عواقبها وما تتمخض عنه اجراء العدالة الالهية بحق اي كان دون خوف أو وجل أو محابات أو تمييز هي من علامات الانسان المخلص والمؤمن كل الايمان بالخالق الجبار وارادته وارادة ورغبة ابناء شعبه وما يحدث عليه اثر ذلك لن يزلزله قيد أنملة بل يزيده قوة وقدرة وايمانا وعقيدة من ان الطريق الذي سلكه هو طريق الصواب والصحيح ولابد من المضي قدما في ذلك حتى نهاية المطاف .كل ذلك ينطبق كل الانطباق على قادة العراق المخلصين والوطنيين الذين يأخذون بزمام الأمور حاليا ويجهدون كل الجهد في تنفيذ ما قطعوه من عهود ومواثيق على انفسهم امام الله سبحانه وتعالى وابناء العراق المظلومين في الاقتصاص لهم من السفاحين والمجرمين والسفاكين والارهابيين والتكفيريين وذلك تنفيذا لأمر البارئ تعالى والذي أكده في محكم كتابه " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " وهم يعلمون جيدا أن ذلك يجلب لهم رضا الخالق الجبار و امتنان الشعب العراقي برمته بسنته وشيعته وعربه واكراده وتركمانه وغيرهم من الاقليات القومية والدينية الاخرى التي تعيش بكل سلام ووئام واستقرار جنبا الى جنب منذ قرون طويلة . ففي هذا المضمار نرى انه رغم مرور اكثر من اسبوع على تطبيق العدالة الالهية وطبقا لجميع الاديان السماوية والقوانين والمقررات الدولية والديمقراطية بحق سفاح العراق المعدوم " صدام " وفي خضم انتظار الشارع العراقي لتنفيذ الوعد الالهي بحق انصاره واعوانه الذين ساعدوه على المضي قدما في استباحة الدم العراقي الشريف و هتك عرضه و مصادرة امواله و تبذير ونهب ثرواته وتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء من ابناء العراق وغيرهم من الشعوب المجاورة ، نرى وبكل وقاحة وصلافة ان نعيق التكفيريين والغاوين ووعاظ السلاطين والحكام الرجعيين والعملاء الذين يخافون مستقبلهم الأسود وذوي الأقلام المسمومة الذين يرتزقون على فتات موائد اولئك الحكام متواصلا ضد أبناء العراق الغيارى والشرفاء منددين بالضحية التي تبغي اخذ حقها وداعمين للظالم السفاك .هذا التباين والتمييز في المواقف تجاه الحق والحقيقة والعدالة السماوية ليس بشئ جديد على غالبية ابناء الشعب العراقي الذين تعودوا على طيلة العقود والقرون الماضي على ظلم التكفيريين والمجرمين للاغلبية من أتباع وأنصار أهل البيت(ع) اتباع الحق والحقيقة وهذا امر قام منذ يوم السقيفة وسيتواصل حتى يوم ظهور منقذ البشرية ومنجيها الأكبر الامام المهدي (عج) ولكن كل ذلك لن يحول دون مساعي ابناء العراق الكرام في المطالبة بحقوقهم المشروعة وتنفيذ ارادتهم في حكم العراق واقامة احكام الله والمضي قدما نحو الحرية والديمقراطية والاستقلال والوحدة الوطنية ورفض الاحتلال والاستعمار والاستحمار .اما الذي ظهر مؤخرا هو هذا الكم الهائل من نداءات التنديد اولا- باعدام طاغية يقف الكل على اجرامه ودمويته و هدره لكرامة الملايين من ابناء شعبه وشعوب المنطقة خدمة للسيد الاميركي ورغبة اللوبي الصهيوني ، وثانيا- الاخذ على الضحية يوم تنفيذ الحق والعدالة باعتباره يوم عيد للمسلمين متجاهلين الايات القرآنية والاحاديث النبوية بضرورة تنفيذ احكام الله في اي وقت أو زمان ، كما انهم تناسوا أو نسوا صمتهم الخياني عندما اقترف النظام الدموي البعثي السابق وعلى رأسه المجرم المعدوم "صدام" أبشع انواع الاجرام بحق ابناء شعبه وشعوب الدول الجارة للعراق والتي ذهب ضحيتها الملايين من ابناء العراق والاخرين ومنها الحرب العدوانية على ايران والكويت ومجازر الدجيل و الانفال و حلبجة والمقابر الجماعية بالاضافة الى عمليات الاعدام الجماعي التي طالت الالاف من ابناء العراق المؤمنين وخيرة قادتهم وعلمائهم ومفكريهم وشبابهم .أين كان هؤلاء الحكام ووسائل الاعلام العربية وكتابها آنذاك عندما اقترف "صدام" واعوانه ورجال حزبه كل ذلك الاجرام بحق شعبه والاخرين ؟ وأين كان هؤلاء الناعقون عندما قتل "خالد الاسلامبولي" الرئيس المصري الخائن "انور السادات" الذي لم يفعل بابناء شعبه كما فعل الطاغية المعدوم بابناء العراق وكان اتهامه الوحيد هو اختراق الصف العربي وخيانة القضية الفلسطينية والذهاب الى "تل ابيب" واعلان المصالحة مع العدو الصهيوني ؟ الامر الذي نشاهد اليوم بكثرة من غالبية الحكام العرب ووسائل اعلامهم وكتابهم ووعاظ سلاطينهم يهرعون ويتسابقون ويفتون بضرورة المصالحة مع عدو الله والمسلمين الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب والمجرم وتقديم فلسطين بالكامل على طبق من ذهب لهذا الوليد الغير شرعي . ذلك اليوم صفقوا وهللوا وهتفوا للاسلامبولي على فعلته تلك و لكن اليوم نراهم ينددون بتنفيذ العدالة الالهية الحقة بحق الجناة والطغاة والمجرمين ويطلقون على ذلك مختلف التسميات الوهمية والكاذبة في وسائل اعلامهم كون ان ذلك الامر قد أفقدهم حصتهم من كوبونات النفط العراقي التي كان يهبها المجرم "صدام" لهذه الحثالات من العرب كما اعترف بذلك الاردني " ليث شبيلات" خلال حفل اعتصام نظمته النقابات المهنية الاردنية في عمان حزنا على سيدهم ومولاهم السفاح وبحضور ابنته "رغد" حيث قال "صدام هو القائد العربي الوحيد الذي اعتبر ثروات العراق ثروات كل الامة العربية!!" في وقت كان كبار وصغار ابناء العراق يموتون جوعا جراء الحظر الذي فرض عليهم من الاغذية والادوية اثرغزو الطاغية المعدوم للكويت واستباحة أرضها وعرضها ونخوتها التي بذلتها له دون حد . ان تقف بعض الديكتاتوريات الى جانب الديكتاتور السفاح المعدوم وتعلن الحداد عليه امر نكون قد انتهينا منه لأ،ه لا نقاش فيه ولكن ان يبادر بعض ممن يسمون أنفسهم ذي الأقلام الواعية أو المنفتحة ويدعون انهم يتكلمون باسم العدالة والحقيقة متجنين على العدالة الالهية وتنفيذها فهذا أمر مرفوض كل الرفض والشعب العراقي لن يقيم لذلك وزنا ولكنه سوف لن ينسى لكل اولئك المتسكعين والمتسولين والذين يقتاتون على فتات موائد الحكام الظلمة والرجعيين تسمياتهم هذه من امثال محمد مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر وانصار حماس وفتح من الفلسطينيين و النقابات المهنية في الاردن وانصار التكفيريين والمتطرفين السنة في السعودية والسودان واليمن وقطر والامارات والجزائر والمغرب وسوريا وغيرهم وبعض وسائل الاعلام العربية وكتابها امثال عبد العزيز الخضر " اعدام صدام-نهاية طقوسية" وجميل الذيابي "نحر في يوم النحر" وعبدالله الاسكندر "مابعدصدام" و رانيا الزعبي " اعدام صدام أكان إكمالا لمسلسل الانتقام أم تحقيقا لعدالة؟" و طارق حميد "إعدام صدام.. جريمة التوقيت" و..... الخ .فليس عجبا في هذا الامر ان نرى كاتبا غربيا يقول بخصوص اعدام صدام أنه كان تجسيدا للعدالة بكل حروفها ومعانيها ويتساءل " روبرت فيسك" في مقاله " وحش بغداد الى المشنقة" قائلا.." من يستحق تلك المشية الاخيرة الى المشنقة اكثر من وحش بغداد ، هتلر دجلة ، الرجل الذي قتل مئات آلاف العراقيين الابرياء في الوقت الذي كان يرش فيه اعداءه بالاسلحة الكيمياوية ؟ ، لكن العجب العجاب ان أرى زميلي "نجاح محمد علي" ينبري هو الاخر شأنه شأن الكتاب الذين ذكرتهم آنفا هو الاخر يآخذ الضحية على إعدام المجرم في وقت يدعي انه هو ايضا من عائلة ضحايا ذلك السفاح السفاك الا يفجر هذا الامر شحنة أسئلة متعددة في الاذهان عن اسباب اندفاع هذا الكاتب العراقي للانجرار في ركب الكتاب المرتزقة والمعلومي الحال ؟ أهي لقمة العيش التي يقتاتها من حكام الامارات الذين يحتضنون أكثر الأشخاص منبوذية من قبل الشعب العراقي من امثال الضاري والدليمي وغيرهم ؟ ام أراد بذلك أن يكرر مقولة "عمر بن سعد" في يوم عاشوراء عندما صرخ في جيش يزيد وهو يطلق سهما نحو خيام الامام الحسين(ع) واصحابه قائلا"اشهدوا لي عند الامير انني أول من رمى"؟ .وختاما اقولها للجميع مقولة يرددها الشعب العراقي برمته درسا تعلمه من امامه وسيده ومقتداه الامام الحسين بن علي (ع) في ظهر عاشوراء عام 60 هجري قمري في أرض كربلاء مخاطبا جيش يزيد ونحن على أبواب شهر محرم الحرام .. " ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم " .الدكتور جمال العلياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha