( بقلم : حامد جعفر )
يحكى ان ناسكا فقيرا قد اهدى له شيخ قريته بقرة حلوبة لينتفع بالبانها .. على ان يدعو له في صلاته. فاخذ الناسك البقرة وجاء بها الى كوخه المتداعي وربطها عند الباب. فلما حل الليل اطفأ الناسك مصباحه القديم ونام. وعندما مر هزيع من الليل واشتد الظلام جاء لص ليسرق بقرة الناسك .. فما اقترب من الكوخ حتى راى الشيطان يقترب ايضا..... فقال له من انت؟ قال انا الشيطان جئت لاسرق الطمأنينة من قلب الناسك فيرى كوابيس واحلام مزعجة عسى ان اجعله يتشائم من البقرة فيعيدها لشيخ القرية ولا يستفيد منها.
ومن انت ؟ قال اللص انا .. حرامي جئت لسرقة البقرة . فتصافح الاثنان وقالا اذن نحن صديقان فكلانا يريد ايذاء الناسك فنحن اذن متفقان .. فاقتربا من كوخ الناسك .. فقال الشيطان للص .. قف انت هنا ولاتتحرك وساذهب الى الناسك لارعبه وبعد ذلك اسرق انت البقرة. فقال اللص كلا والف كلا بل اسرق البقرة اولا ثم افعل انت بالناسك ما تشاء. فقال الشيطان .. ان سرقت انت البقرة اولا فربما استيقظ الناسك وانت تحاول فك رباطها وسحبها بالقوة فتحدث جلبة .. وعندها لااستطيع ان اقوم بمهمتي. فقال اللص وانت ان ذهبت قبلي الى الناسك فربما استيقظ خائفا واشعل المصباح وعندها لااستطيع سرقة البقرة... ولما اشتد بينهما الجدال صاح الشيطان باعلى صوته.. ياناسك استيقظ فهذا لص يريد سرقة بقرتك... وصاح اللص يا ناسك استيقظ فهذا الشيطان يريد ايذاءك .... فظلا يصرخان ويتنازعان حتى استيقظ الناسك وانتبه الجيران فهرب اللص وتبعه الشيطان خائبين.
لقد ذكرني بهذه القصة البعثي القومي خير الله حسيب فقد ظهر في قناة اي ان بي الفضائية وهو يهاجم حكام السعودية والاردن ومصر ويستشهد بوثائق وكتب كيف انهم كانوا يتامرون مع امريكا لاسقاط صدام والتخلص منه ... حتى ذكر ان بوش سال الامير سلطان وقد طالت لحيته عن سبب ذلك .. فقال انني اقسمت ان لا احلق لحيتي حتى يسقط صدام ويزول من الساحة على يدك الكريمة ..
ونحن نقول هنا ان من الواضح ان الشيطان واللص قد اختلفا بعد اعدام صدام واخذ كل منهما يكشف اوراق الاخر على رؤوس الفضائيات ويكفينا ذلك لنعرف كم كان مهما اعدام صدام.
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha