( بقلم : ماجد السراي )
مرضانا ليس لهما علاج أو دواء وهما الطائفية و الجهل أو الحمق لأن الطائفية المقيتة تعمي عين المصاب بها ولا يستطيع أن يرى صاحبها في هذا العالم ألا نفسه وقومه فقط وعلى الآخرين أن يشربوا من ماء البحر! أما الجاهل أو الأحمق فهو يريد أن ينفعك فيضرك كما قال المثل .
ومن أهم مصائبنا نحن أمة العرب وأمة الإسلام المغلوب على أمرها هو أننا ومنذ ما قبل عهد دقيانوس نعاني من استفحال هذه الأمراض المزمنة العجيبة والتي تتجدد وتزدهر يوم بعد يوم , ودهر بعد دهر, إلى الحد الذي صارت فيه وداوني بالتي كانت هي الداء كما قال الشاعر, ولهذا السبب وجدنا أنفسنا مرة أخرى أذلاء صاغرين وخانعين تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها .
وبعد أن جاء الإسلام وأنقذنا من عيوبنا وعوراتنا وعبوديتنا للأمم الأخرى , شمرنا على سواعدنا وبضربة شاطر استطعنا أن ننقل أمراضنا المزمنة إلى ديننا ليصبح هو الآخر مريضا مثلنا ولولا تعهد الله تعالى بحفظ كتابه لكان لنا عشرات المصاحف والكعبات والآلهة , وبمواهبنا وذكائنا المتوقد استطعنا أن نحور تعاليم الإسلام التي تدعو إلى التحرر من الظلم والطغيان إلى سياط بيد خليفة المسلمين وأمير المؤمنين ليجلد بها ظهور الناس ووجوههم وفروجهم كما يحلو له ليصبروا هؤلاء المساكين ويحتسبوا أجرهم عند رب العالمين ما دام أمير المؤمنين ينقر صلاته كل يوم خمس مرات ويكون فيها تارة مخمورا ليصلي صلاة الصبح أربعا بدلا من أثنين ,وبعد ذلك ينصب مدفعيته الثقيلة على الكعبة ولم يبقى لديه ولا منجنيق ألا وصب حممه على رؤوس الغلابة الذين خرجوا على سلطانه ليفتح بعد ذلك الله على يده الكعبة ومدينة الرسول محمد(ص) وليستبيح أهلها من المسلمين ثلاثة أيام أو أكثر وليجعل بعد ذلك أهلها عبيدا وخولا , أو أن يقوم القائد الضرورة بقتل مسلم والدخول بامرأة الضحية في نفس الليلة المباركة ليشبع شبقه الجنسي مع امرأة مسلمة جميلة أثارت أنوثتها وجمالها همة القائد الضرورة لينال بعد ذلك على تلك البطولة الخالدة نوط شجاعة ولقب سيف الله المسلول وبشره الله بالجنة لأن الله تعالى كان محتاج إلى سيفه المسلول ولأن الله غفور رحيم ولأن الإسلام يجب ما قبله ولأجل عيون القائد الضرورة يجب ما بعده !
أما ضحايا القائد الضرورة فعوضهم الله بالجنة لأن محكمة الله يوم القيامة هي من نوع كلنا في الهوى سوى , فيدخل فيها القاتل والمقتول والجاني والمجني عليه لأنهم كلهم مؤمنين وسوف يسكنون شقق الجنة الفارهة التي لا تحصى ولا تعد ومجانية , ليس فيها لا أجار ولا خلو رجل ولا حاجة كما يقول المصري الذي أبتلاه الله بمشكلة أزمة السكن .منذ القدم !
على أية حال فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا, وأن تلك الأحداث مضى عليها أكثر من ألف وخمسمائة عام وأكل عليها الدهر وشرب وكتبت على يد المؤرخين الذين ربما أكثرهم لم يعاصروا الحدث ولم يكن عندهم آلات تسجيل لتخزن لنا صوت الجلاد والضحية ولا كاميرات عادية ولا فديو تيب لتصور القاتل وهو ماشق لسيفه المسلول وبيده رأس ضحيته وهو يبتسم مزهوا بنصره على أعدائه من المارقين عن دين الخليفة والخارجين على سلطانه والمتخاذلين عن بيعته , المهم ممكن أن نعذرهم لأن أكثرهم كانوا موظفي دولة عند بلاط أمير المؤمنين ويخافون على حياتهم ومصدر عيشهم ورزقهم وأكل العيش يحب ألخفيه كما يقولون.أما ألآن فما عذر من أعتبر الطاغية صدام شهيد هذه الأمة المعوقة فكريا ؟! وآلاف من الوثائق التي أدانته وأثبتت جرائمه بحق المسلمين والعرب من أبناء شعبه والشعوب الأخرى قد خطت بيد القائد الضرورة وقرة عين أعراب الجاهلية الجديدة , وأفلام الفيديو تيب بالصوت والصورة قد صورت جرائمه البشعة بحق الإنسانية وليس فقط بحق شعبه , فهل تريدون أن تنكروا هذه الجرائم ونحن نعيش الزمن الذي وقعت به الجريمة ولم يجف دماء الضحايا بعد ؟ أم تريدون أن تجعلوا من القائد الضرورة الذي رش شعبه بأنواع المبيدات الكيمياويه ليزهق أرواح أكثر ثلاثة آلاف من المسلمين المدنيين العزل بين طفل رضيع وشيخ مسن وامرأة في خلال دقائق معدودات , أم حفلات الإعدامات أليوميه التي لا تميز بين يوم الجمعة أو السبت أو العيد وغير العيد فكلها أيام الله المباركة أو المقابر الجماعية التي كان في الكثير منها يدفن الناس فيها وهم أحياء حتى يرسل بهم القائد الضرورة إلى ربهم وهم أحياء يرزقون وفي ملابسهم العادية !
فإلى متى يبقى البعير على التل يا أمة المغضوب عليهم ولا الضالين ومتى تغيروا ما بأنفسكم حتى يغير الله حالكم البائس وتقفوا في مصاف أمم الدنيا وتنفضوا عن أنفسكم غبار الدجل ألتأريخي المزيف الذي شوه صورة الإسلام الحقيقية والمشرقة التي تنادي بتحرير الإنسان من ربقة العبودية وظلام الجهل واحترام مشاعر الآخرين وعدم أعتبارالطغاة والضلمة والجلادين شهداء .وفي الختام نقول للأمة التي مجدت طاغية العصر صدام الذليل وجعلت منه شهيدا !تبا للأمة التي تصنع من طغاتها وجلاديها شهداء !
https://telegram.me/buratha