( بقلم : الدكتور جمال العلي )
الحزم الجازم والنافذ الذي سلكه رئيس الوزراء العراقي في مسيرة اعدام الطاغية صدام و تنفيذ حكم العدل الالهي بحق هذا المجرم السفاح الذي بيض وجوه جميع سفاحي التاريخ وذلك قبل نهاية عام 2006 كما كان قد وعد بذلك السيد نوري المالكي قبل أسابيع يؤكد كل التأكيد على ان العراقيين المخلصين المؤمنين الوطنيين مازالوا وسيبقون صادقي الوعود كما كانواحتى الان في كل مراحل والتطورات التي شهدتها الساحة العراقية .وهذا الأمر لا يخص مرحلة مابعد الطاغية فحسب بل حتى خلال العقود الماضية عندما كانوا يشكلون المعارضة للنظام الدموي البائد وعندما عقدوا العزم على محاربة نظام الكفر والاجرام والطغيان واسقاطه حيث دفعوا الغالي والنفيس وقدموا ملايين القرابين في هذا الطريق ومنذ اوائل الستينات وحتى يومنا هذا من امثال الشهيد الصدر الاول واخته العلوية وشهداء طريق ذات الشوكة وآل الحكيم والصدر الثاني وشهداء المقابر الجماعية كل ذلك على عهد الاجرام البعثي واليوم شهداء العمليات الانتحارية الارهابية التكفيرية والتي حصدت ارواح عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي المظلوم بمن في ذلك بعض قياداته من امثال السيد محمد باقر الحكيم وعزالدين سليم وغيرهما من النخب المؤمنة والمخلصة للعراق وشعبه . ورغم كل المصاعب والضغوطات الداخلية والخارجية نفذ ابناء العراق المخلصين ما وعدوا به ابناء وطنهم ونفذوا وعد الله بحق الطغاة الجناة واشفوا بذلك قلوب ذوي الضحايا ، ولم يأبهوا أو يركنوا حتى لضغوط الاحتلال وكما افصح عن ذلك مسؤول عراقي رفيع كان على صلة بالاحداث التي انتهت باعدام الطاغية لوكالة رويترز يوم الثلاثاء حيث اكد قائلا :- ان السفير الاميركي "زلماي خليل زاد" قد سعى كثيرا لارجاء تنفيذ حكم الاعدام بحق الطاغية المعدوم لاسابيع اخرى " مضيفا " ان الاميركان ارادوا وبكل الحاح ان يتم تأجيل اعدام صدام لاسبوعين على الاقل " ربما كانوا يخططون لتهريبه كما فعلوا ذلك من قبل مع " أيمن السبعاوي" ابن اخ الطاغية و" أيهم السامرائي" وزير الكهرباء على عهد البعثي المجرم "اياد علاوي" ومجرمين آخرين في البصرة .ولعل أهم دليل على اصرار واشنطن تأجيل تنفيذ حكم اعدام صدام والضغط على المالكي بذلك هو سعي الادارة الاميركية للدخول في صفقة مربحة مع الطاغية المعدوم للحصول على "كلمة السر" لودائعه في البنوك السويسرية وغيرها من أموال الشعب العراقي والتي تقدر باكثر من مائة مليار دولار كما جاء في التقرير الذي اعده مفتش الامم المتحدة وخبير الاسلحة " جارلس دولفر " والذي اكد بان الاموال التي جمعها صدام منذ عام 1990 الى عام 2003 تبلغ قرابة مائة مليار دولار .وذلك الى جانب الوثيقة السرية التي عثرت عليها قوات الاحتلال الاميركي اثناء دخولها بغداد وتفتيشها لوثائق البنك المركزي ، حيث تشير هذه الوثيقة وبوضوح الى ان صدام وجه رسالة الى محافظ البنك المركزي امره فيها ، بتسليم كل من "قصي صدام" و"حكمت مزبان ابراهيم" مبلغ (920000000) تسعمائة وعشرين مليون دولار ، ومبلغ (90000000) تسعين مليون يورو . من اجل اخفائها في مكان امن وحمايتها من العدون الاميركي على البلاد !! . ومنذ ذلك الوقت فان هذه المبالغ اختفت ولم يتم العثور عليها ، ولولم يتم العثورعلى هذه الوثيقة لكانت هذه العملية باقية في ظل الكتمان والسرية ولم يطلع عليها احد ايضا . ومن اجل السيطرة على الأموال العراقية هذه ومصادرتها اقدمت وزارة الخزانة الاميركية وبالتعاون والتنسيق مع المخابرات المركزية الاميركية الى كل من سوريا وعمان وسويسرا والدانمارك واليابان ،ودول اخرى لتقصي الحقائق وجمع المعلومات عن هذه المليارات الضخمة من الدولارات الموزعة في بنوك عالمية وبارقام سرية . وفي هذا الاطار نرى ان احد كبار المسؤولين العراقيين يفصح بأن هناك رجال مال كانوا يقومون باستثمار الاموال لصدام من بينهم الملياردير ورجل الاعمال العراقي الذي يحمل الجنسية البريطانية واللبنانية "نظمي اوجي "والذي يملك قناة " اي ان بي " اللبنانية ورجل الاعمال العراقي المقرب من صدام والذي اطلقت القوات الاميركية سراحه في العام الماضي "سطام الكعود" الذي عاد ليدير ثرواته من الاردن ولينضم الى قوة المعارضة التي تخطط من الخارج لتمويل العمليات ارهابية الموجهة ضد المدنيين الابرياء من ابناء الشعب العراقي بعد ان اعطى للاحتلال حصته من هذه الاموال . وتؤكد التحقيقات السرية أن "برزان التكريتي" هو واحد من اهم حملة مفاتيح الاسرار لعدد غير قليل من الحسابات السرية ، لذا فقد أولاه الأميركيون اهتماما خاصا ، والتحقيق معه تناول اسرار هذه الاموال اكثر مما تناول تورطه في عمليات القتل والاجرام والابادة الجماعية المتورط بها ضد ابناء العراق خاصة خلال فترة توليه رئاسة جهاز المخابرات في عهد النظلم البائد . ولم تترشح اية معلومات عن مقدار الاسرار التي افرغها "برزان التكريتي" في جعبة الاميركيين ، الامر الذي ادى الى تداول الشكوك وتفشيها في الشارع العراقي بانه ليس هناك مايدل على ان "برزان" سيتدلى بحبل المشنقة حاملا معه هذه الاسرار ، فلربما حاول الاميركيين انقاذ حياته من الاعدام بعد تنفيذ حكم الاعدام باخيه الطاغية صدام.لذا لابد من اسراع الحكومة العراقية الوطنية المنتخبة بتنفيذ وعودها وعهودها التي قطعتها على نفسها إيمانا بإدارة الشعب العراقي وتحقيقا للعدل الالهي بحق هذا المجرم وغيرهم ممن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء من ابناء العراق قبل ان يتم تهريبهم بواسطة الاحتلال خاصة وان اغلبهم لايزال بيد القوات الاميركية ولم يتم تسليمهم للحكومة العراقية.لقد اعتاد الشعب العراقي بعربه واكراده وتركمانه وسنته وشيعته ان يرى تحقيق الوعود من قبل هذه النخبة المؤمنة المخلصة ومنذ اللحظة الأولى لتسلمها مهام الأمور في العراق بعد سقوط الطاغية ، حيث اقدمت على مشاركة الاقلية السنية في الحكم رغم معارضة الاخيرة المشاركة في الانتخابات وتحريمها وحتى ان غالبية قادتها والكثير من القاعدة السنية قد انتهجوا خط النفاق والتحريض والتنكيل والقتل والعمليات الارهابية التكفيرية بحق غالبية الشعب العراقي والعمل على سحق الاستحقاقات الانتخابية والسعي الى عودة الامور على ما كانت عليه ابان حكم صدام المعدوم وهي مدعومة عربيا واحتلاليا ، لكن هذه النخبة المخلصة اصرت وما زالت تصر على طي صفحات الماضي والعفو عن المذنبين الذين لم تلطخ ايديهم بدماء الابرياء ومشاركة الجميع في ادارة البلاد حتى اكثر من استحقاقات الاقلية .الدكتور جمال العلياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha