( بقلم : خضير العواد )
عندما ندرس سياسات الحكومات العربية الداخلية او الخارجية نلاحظها تتبنى بين فترة واخرى مواقف قومية تارة وطائفية تارة اخرى, ويعتمد تبني اي موقف على نوعية الشارع العربي فالمستهلك العربي هو المهم لدىهذه الحكومات, فيجب ان يطرح لهذا الشارع بما يناسب هوى الفرد العربي ان كان قوميا او طائفيا وقد تبنت الحكومات العربية هذه السياسية منذ مطلع القرن الماضي فكانت السباقة بتبني القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية الاولى والتي تعتبر محور تفكيرالمواطن العربي وقد ذهبت بعيدا هذه الحكومات في هذه القضية حتى اصبح شعار القضية الفلسطينية في كل مؤسسة حكومية او مدرسة او شارع وكل ثورة تندلع او انقلاب يتم, اول شئ ترفعه قيادات هذه الحركات هو تحرير فلسطين من المغتصبين .
وعندما تغير النظام الملكي في ايران الى النظام الجمهوري الاسلامي هاجمت الحكومات العربية هذه الثورة و رفعت شعاريجب الدفاع عن المذهب السني ووقف المد الشيعي القادم من ايران فبدؤا بزرع كل عوامل الطائفية مابين الشعوب من خلال دعمهم للحرب العراقية الايرانية التي قتل فيها اكثر من ميلون مسلم او من خلال نشرهم لمختلف الكتب والمجلات و المقالات التي تثير النعرات الطائفية, ويتبادر للمتابع في بادئ الامر بان هذه الحكومات هي الراعي الوحيد او الشرعي للطائفية السنية وبين فترة واخرى تقوم هذه الحكومات العربية بتغذية الشارع بالمد الطائفي كما ظهرت من خلال تصريحات حسني مبارك التي يقول فيها بان الشيعة في البلدان العربية ولائهم الى ايران او تصريحات المستشار الامني للملك السعودي بان السعوديون لايقفون مكتوفي الايدي عندما تنسحب قوات الاحتلال من العراق بل تقوم بالدفاع ودعم السنة في العراق.او الموقف السلبي الذي تتبناه الدول العربية اتجاه العملية الديمقراطية الفتية في العراق ومحاولتهم نشر الاكاذيب اتجاه هذه العملية وتباكيهم على المذهبية واضطهاد الاقلية.
نلاحظ هذه المواقف ان كانت قومية كما في القضية الفلسطينية او طائفية كما هي في مسئلة الشيعة والسنة تذوب وتنتهي بل يصل الحد الى تبني مواقف معاكسة 360 درجة كما هو الحال في القضية الفلسطينية,اذاصبحت الحكومات العربية تتسابق لاقامت العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة اسرائيل وكانوا اول الحكومات التي اقامت الحصار القاهر ضد الحكومة الفلسطينيةالمنتخبة وشعبها المناضل,فهذه الحكومة وشعبها من الناحية القومية عربية ومن الناحية المذهبية فهي سنية, وكما هو الحال في الانتخابات الجزائرية عام 1990 عندما فازت جبهة الانقاذ الاسلامية نلاحظ اغلب الدول العربية وقفت مضادة لهذه النتائج ولم تدعم جبهة الانقاذ رغم انتماءتها القومية والمذهبية .
وايضا في الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان نلاحظ اغلب الحكومات العربية وقفت صفا واحدا ضد اللبنانيين رغم قوميتهم او دينهم وهناك الكثير من الامثلة التي ملئت الشارع العربي والتي اذا اريدة نشرها فانها تملئ المجلدات لمواقف هذه الحكومات المضادة للقومية والمضطهدة لطوائفها ونستنتج من كل هذا ان استعمال هذه الشعارات حسب ما تتطلبها المرحلة والشارع العربي فالقومية او المذهبية لا تعني اي شئ للحكومات العربية وعلى المواطن العربي ان يفطن لهذه السياسات العدائية لحقوقه ووجوده رغم اسطباغها بالنعرات الطائفية او القومية, ولكن وراء تبني هذه المواقف قصد اخر هو لمحاربة العدو الحقيقي والمرعب للحكومات العربية الا وهو الديمقراطية, اينما تكن الديمقراطية يجب محاربتها واقصاء او قتل كل من يحمل افكارها ان كان عربيا او يتبنى نفس المذهب التي تتبناه الحكومات فهذا ليس مخفيا, ولكن عمل دراسة بسيطة للسياسات العربية الداخلية والخارجية نستنتج انهم يضطهدون ويسجنون ويقتلون ويتاءمرون ويكيدون لابناء قومياتهم او اللذين يدينون بنفس مذهبهم فقط لكونهم ديمقراطيون او يتبنون افكار ديمقراطية وحقوق الانسان, وما تتبناه الجامعة العربية من مبدئ الدفاع المشترك ليس لدفاع الدول العربية بعضها عن البعض الاخر وهذه ما اثبتته التجارب التي حصلت في العالم العربي ولكنها تقوم بالدفاع المشترك ضد العدو الحقيقي الا وهو الديمقراطية .
والديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه من هذا التعريف نستنتج اي شعب يريد حكم نفسه او تحقيق الديمقراطية يجب ان يحارب ان كان هذا الشعب عربيا او مسلما او مسيحيا سنيا او شيعيا او درزيا او قبطيا فالجميع سواسية بنظر الحكومات فلايغتر المواطن العربي فالمستهدف من كل هذه الشعارات في حقيقة الامر هو نفسه ليس غير, وما مبدئ الدفاع المشترك العربي الذي تتبناه الجامعة العربية الا للقتل المشترك للمواطن العربي من قبل الحكومات لاننا لم نرى او نسمع اي دولة عربية دافعت عن دولة عربية اخرى ولكننا راينا وسمعنا كيف ساعدت الحكومات العربية بعضها البعض في قتل شعوبها فالعدو الحقيقي والمرعب للحكومات العربية هي الديمقراطية فعليه ان ينتبه الفرد العربي لما يحاك حوله من مؤامرات رغم اختلاف الوانها وشعاراتها الا انها تصب في بودقة واحده الا وهي قتل كل مواطن او شعب ينادي بالديمقراطية فليضع المسلم يده بيد المسيحي والسني يده بيد الشيعي والشعوب العربي تضع يدا بيد لقتل عدوهم المشترك وهو الحكومات العربية .خضير العواد
https://telegram.me/buratha