( بقلم : وداد فاخر * )
كثر الحديث وبطريقة مكر الثعالب من قبل العديد من منتقدي تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية المجرم صدام حسين ، بحيث تباكى العديد من المسؤولين والسياسيين والصحفيين العرب على ( انتهاك ) حرمة الشهر الحرام ، وفي ليلة عيد الأضحى بالذات وعلى رأسهم حكومة ( حامي الحرمين الشريفين ) ، واعتبروا ذلك ( جريمة لا تغتفر ) . وحتى لا ننجر مع المتقولين والقائلين بـ ( حرمة ) التنفيذ ونسير شططا ، متناسين أيضا في نفس الوقت العديد من الجرائم التي انتهكها النظام الدكتاتوري المنهار وصنوه من أنظمة القمع العربية ممن يبيدون النخب الوطنية في بلدانهم بدون أن يرف لأحدهم جفن ، والحوادث كثر والتاريخ قريب علينا أن نركز على موضوعنا التالي . وبالرجوع لبعض ما ورد بعد تنفيذ حكم الله والشعب بالطاغية نرى إن الأخبار كانت تترى عن هروب غريب لشخصيات مطلوبة للعدالة واختفاء بعضها بطريقة عجيبة . فمن اختفاء المجرم المطلوب للعدالة مشعان الجبوري وظهوره بطريقة سحرية في بلدان ( العروبة البطلة ) ، والسكوت الأمريكي على اكتشاف مفخخات في داخل احد البيوت العائدة لرئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي ، إلى هروب ابن المجرم سبعاوي المحكوم من سجن الموصل ، وبعدها هروب وزير الكهرباء الحرامي أيهم السامرائي من سجنه في المنطقة الخضراء . كل ذلك وضع أمام المواطن العادي علامات شك كبيرة عن قرب هروب صدام حسين في قصة درامية تصلح لأحسن فلم هندي . وقد ظهر حدس البعض فيما تلا من تصريحات لشخصيات أمريكية وعراقية تمثلت في ضغوط عديدة أمريكية وعربية لتأخير تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين لما بعد العيد ، أو بعد انقضاء الأشهر الحرم .
وفي حساب بسيط بدءا من يوم أول عيد الأضحى الذي يصادف العاشر من شهر ذي الحجة فأن هناك 20 يوما أخرى هي بقية شهر ذي الحجة ، تتبعها ثلاثون يوما هي مدة شهر محرم الحرام الذي يليه ، لذا فالمدة طويلة مابين التأجيل والتنفيذ المقترح ، وبالتالي تترك الفرصة كبيرة وواسعة لعملية هروب دراماتيكية تدخل فيها مليارات صدام المسروقة من خزينة الشعب العراقي والتي هي الآن بحوزة ابنته المطلوبة للعدالة رغد التي تعيش وسط ( أهلها وعشيرتها ) في الأردن ( البطل ) ، وبقية العصابة العفلقية التي تنام على ملايين عديدة من الدولارات في كافة أرجاء العالم ، وخاصة عصابة اليمن المسنودة من قبل العريف ( العقيد بعد الانقلاب ) علي عبد الله صالح ، والتي يرأسها المجرم الهارب بأموال العراق اليمني ( قاسم سلام ) عضو ما يسمى بـ ( القيادة القومية ) لحزب البعث العفلقي . لذا فليس من المستغرب أن تنوح بلدان ( العروبة ) على ( قائدها وبطلها ) الذي كانت تأمل أن يوزع عليها هباته بعد هروبه ، وتقوم هي بإسناده لكي يعيد تجميع ( أبطال ) القومية العربية ( الشجعان ) ليعاود الرجوع للسلطة ويحرر خاصة للفلسطينيين بلدهم انطلاقا من الكويت كما فعل في العام 1990 عند ( تحريره ) الكويت .
مرة أخرى نقول لكل الواهمين هاردلك عرب ، وتعيشون وتشوفون غيرها ، وإعدام صدام هو البداية ، وستلحقه رؤوس عديدة أخرى على مدى الأيام ، وخاصة رأس ملازم ليبيا المجنون القذافي الذي قام بأكثر من جريمة وجريمة ، وجريمة لوكيربي على رأسها ، والمثل العراقي يقول ( شدوا روؤسكم ياگرعان – گرعان تعني جمع اقرع - ) .آخر المطاف : ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين - قرآن كريم -* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج ( بين قوسين بلغة الأقلية " صفوي " )www.alsaymar.de.ki
https://telegram.me/buratha